المميزةتحقيقات وتقارير

الجدوى الاقتصادية لـ “اللغة العربية”

أمس الأول، 18 ديسمبر، احتفل العالم باليوم العالمي للغة العربية، ولكن على عكس السنوات الماضية تجاوز الاحتفال حدود الجامعات والمنتديات الثقافية، وكان الاحتفال الأهم من نصيب الأندية الأوروبية، التي قدمت صفحاتها الناطقة بالإنجليزية على مواقع التواصل الاجتماعي محتوى عربيا، في تصرف شديد الندرة أو منعدم تقريبًا.
صفحة نادي ليفربول نشرت فيديو يصف لاعبي ليفربول بكلمات عربية، مثل “مُنقذ” لحارس المرمى أليسون بيكر، و”مبدع” للنجم المصري “محمد صلاح”، وأنهت الفيديو بجملة “إِنَّ الَّذي مَلَأَ اللُغاتِ مَحاسِنًا.. جَعَلَ الجَمالَ وَسَرَّهُ في الضادِ”.
أما صفحة بايرن ميونيخ، العملاق الألماني، فقد نشرت تغريدة تضمنت البيت: “لغة إذا وقعت على أكبـادنا كانت لنا بردًا على الأكباد .. وتظل رابطة تؤلف بيننا فهي الرجاء لناطق بالضاد”، وانتشرت العدوى لغيرهما من صفحات الأندية الأوروبية الكبرى، التي ترغب في زيادة انتشار محبيها بين صفوف العرب.
الجدير بالذكر أن أكثر معجبي صفحة روما على مواقع التواصل الاجتماعي من مدن القاهرة والجيزة، أكثر من مدينة روما نفسها.
هناك ما يزيد علئ 6000 لغة يتحدث بها العالم اليوم ، لكن حوالي 2000 منها يتحدثها أقل من 1000 متحدث، وهناك 15 لغة فقط يتحدث بها نصف سكان العالم، ولكن أيها أهم؟ أو إذا هبط كائن فضائي على الأرض، فما هي اللغة التي ستمكنه من الانخراط بشكل أفضل مع البشر؟
تمنح أي لغة خمس فرص، وهي القدرة على السفر، والمشاركة في الاقتصاد، والتواصل والحوار، والقدرة على استهلاك المعرفة والإعلام، والقدرة على الانخراط في العلاقات الدولية.
اعتمادًا على هذه الفرص، تمت صناعة مؤشر قوة اللغة، الذي تم نشر نتائجه على موقع المنتدى الاقتصادي العالمي، وكانت اللغات الأقوى حسب الترتيب: الإنجليزية، فالماندرين (الصينية)، ثم الفرنسية والإسبانية، واحتلت اللغة العربية المرتبة الخامسة في الأهمية العالمية، تلتها اللغات الروسية والألمانية واليابانية والبرتغالية والهندية.
اللغة الإنجليزية هي الأقوى لأنها اللغة السائدة في ثلاث دول من مجموعة السبع الكبار (الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وكندا)، ويتحدث بها، بسبب إرث الاحتلال البريطاني، ضعف المتحدثين بلغة الماندرين (الصينية).
وتأتي الفرنسية في المرتبة الثالثة، بفضل مكانتها البارزة في الدبلوماسية الدولية، وتكتمل الدائرة الخماسية بالإسبانية والعربية، اللغتين الرسميتين بالأمم المتحدة بالإضافة إلى الروسية، أما اللغات الأربع الباقية في أهم 10 لغات، فتشمل لغتين من دول بريكس (البرتغالية والهندية)، ولسانين من الوزن الاقتصادي الثقيل (ألمانيا واليابان).
وتُعتبر اللغة عنصرا أساسيا في القدرة التنافسية، وهي السبب الذي جعل لندن ونيويورك المدينتين الرئيسيتين في العالم، وهو ما جعل هونج كونج وسنغافورة، مع بنيتها اللغوية الإنجليزية، العاصمتين الماليتين لآسيا، بدلًا من طوكيو وبكين، لأنهما من المدن أحادية اللغة.
نفس الأمر بالنسبة للغة العربية كلما زادت الحاجة لتعلمها زادت أهميتها، وكما ذكرنا تزداد أهمية اللغة بسبب الفرص التي تمنحها، اقتصاديًا واجتماعيًا وعلميًا وسياسيًا وسياحيًا، ويتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي أن تحتفظ اللغة العربية بموقعها كأهم خامس لغة في العالم بحلول 2050، رغم ارتفاع قيمتها، ولكن هذا الارتفاع لن يمنحها ما يكفي لتجاوز لغات أكثر أهمية.
 الأمر الغريب أن من أكثر الأوقات التي شهدت طلبًا على تعلم اللغة العربية فترة ما بعد هجمات 11 سبتمبر، فما بين عامي 2002 و2009 ارتفع عدد طلاب الجامعات الأمريكية الذين يتعلمون اللغة العربية بنسبة 231٪ ، ما جعلها أكثر شعبية من اللاتينية والروسية.
فماذا سيقدم الناطقون بالعربية للعالم خلال الثلاثين عامًا القادمة يزيد من أهمية تعلم اللغة العربية؟
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق