المميزةالنص الحلو

كتاب “الذهب”: المعدن الذي لم يفقد بريقه منذ ٦ آلاف عام

كتب – محمد عيد:

يتغير الزمن، وتتبدل العصور، تتحول قواعد الاقتصاد، ومعايير الثروة، لكن يبقى الذهب مخزنا للقيمة، ومصدرا للثراء عبر العصور، من بدايات البشرية حتى عصر “الفيمتو ثانية”.

هذه هي الحقيقة التي ينبغي الاعتراف بها، والتي يجسدها أحدث إصدارات سلسلة عالم “المعرفة” تحت عنوان: “الذهب.. التنافس على أكثر معادن العالم إغراءً” تأليف الأمريكي ماثيو هارت، وترجمة محمد مجد الدين باكير. مؤلف الكتاب ماثيو هارت، له سبعة مؤلفات من أبرزها كتابه عن الألماس، واللعبة الإيرلندية والعملاق الذهبي، وهو يعمل بمجال الصحافة الاقتصادية والسياسية والجيو بولوتيك، ويكتب بشكل منتظم في صحف التايمز اللندنية والفاينانشال بوست وجريدة جرانتا، ويعمل محررًا مساهمًا في مجلة تجارة الألماس التي تصدر بنيويورك. يتناول الكتاب الذي يتضمن ١٢ فصلا دور الذهب على مر العصور، ويتطرق إلى الجوانب الاقتصادية والجيولوجية والجيوسياسية التي اكتنفت أبرز منعطفاته التاريخية.

ويسعى إلى تسليط الضوء على علاقة الإنسان بمختلف صورها بهذا المعدن الفريد الذي استحوذ على اهتمامه منذ ستة آلاف عام.  يأخذ الكتاب القارئ في رحلة في الزمان والمكان تسرد قصة تحول الذهب عبر القرون من رمز للقداسة إلى وسيط للتبادل، ثم إلى أصل احتياطي وسلعة استثمارية.

تبدأ هذه الرحلة من إفريقيا، وتنتهي بها، وبين هاتين المحطتين يستعرض المؤلف الغزو الإسباني لأمريكا بحثا عن ذهب الحضارات القديمة، حيث تندلع قوة الذهب الأولى في التاريخ، وتبتلع حضارات برمتها، وتعيدها في صورة مسكوكات نقدية.

وينتقل الكاتب إلى فورة ذهب كاليفونيا في الولايات المتحدة، في قرن شهد أيضا ولادة ما يعرف بمعيار الذهب، حيث استقر الذهب في صلب النظام النقدي العالمي، لتبدأ حقبة من التوسع الاقتصادي، بيد أن مثالب معيار الذهب العظيمة تسرع عجلة الأحداث، وتأتي اتفاقية بريتون وودز ( 1944) فتعطل معيار الذهب، وتم تنصيب الدولار على عرش العالم النقدي، وتبدلت أحوال الذهب وبدأت فترة جديدة عنوانها قابلية الدولار للتحول إلى ذهب.  بعد ربع قرن تقريبا تنقلب موازين القوى مجددا إثر ما عُرف بصدمة نيكسون، وبفك ارتباط الدولار بالذهب نهائيا، وتحول الذهب إلى نقد وهمي في مخيلة الإنسان.

ومع ذلك، وبعد سيطرة الدولار شبه المطلقة، لم يفقد الذهب بريقه وجاذبيته، بل اضطلع بدور جديد في المرحلة الاقتصادية التي أعقبت صدمة نيكسون .

وفي تلك الأثناء اندلعت فورة الذهب ” الصفراء” وتحولت الصين إلى صدارة الدول المنتجة للذهب في العالم ، وبدأت فصول المرحلة التي يعيشها العالم حاليا.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق