أقلام حرّةالمميزة

محمد عيد يكتب: مصر المؤمنة في حماية شعبها

أحداث كثيرة مرت بجنبات الوطن وحوي التاريخ تلك الأحداث لسردها وأثبتت التجارب قوة النسيج بين المصريين اقباطا ومسلمين في رسالة للعدو المتربص بنا من كل جانب مضمونها”مصر المؤمنة في حماية شعبها” ولا يستطيع كائن من كان ان يزرع الفتنة في هذا الوطن.

“كنيسة العذراء بمسطرد.. والمرقسية بالأسكندرية.. مار مرقص والقديسيين.. وكنيسة مار جرجس في طنطا.. والوراق والبطرسية في القاهرة..” وغيرها. كلها أحداث تعرض خلالها الأقباط على مدار العقود الماضية لأحداث عنف واعتداءات، استهدفت أشخاصا ممتلكات وكنائس، لأسباب مختلفة بعضها عقائدي والآخر جراء خلافات حول بناء الكنائس ومعاملات تجارية وكذلك علاقات عاطفية مع مسلمين، تعود في الأصل لمخططات استخباراتية،خارجية تُحاول إشعال فتيل نيران الفتنة في المنطقة لأغراض زعزعة الاستقرار في هذا الوطن، وهو ما أثبتته استهدافات المساجد – الروضة – مؤخرًا، هكذا تدخلت السياسة لاستخدام الدين لأغراض سلطوية ذاتية بحتة كل الأطراف متهمة فيها بهدر الدماء وزهق الأرواح.

يبدو أن العدو لم يكتف بذلك حتى الآن، خاصة وأن هذه الأحداث لم تؤثر على الطرفين في علاقات المصريين بالداخل، ولم تكن الـ 7 سنوات الأخيرة هي فقط الزمن الذي شُرِع فيه ذلك، بل تمتد لعقود طويلة ماضية، فكانت أحداث الخانكة 1972شمال العاصمة القاهرة، والتي قام بعض الأشخاص بإحراق وإزالة مبنى تابع لجمعية مسيحية كان يجري العمل لتشييده كنيسة، وأحداث الزاوية الحمراء 1981، والمسرحية المسيئة 2006 داخل كنيسة في مدينة الأسكندرية، التي أدت إلى اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين سقط خلالها قتلى وجرحى، ومطرانية نجع حمادي 2010، ومطروح 2010، وخلافات بناء كنيسة العمرانية 2010، وتفجير كنيسة القديسين 2011، وأحداث أطفيح 2011، وقتلى إمبابة 2011، واندلعت الاشتباكات بعد حصار عشرات الإسلاميين المتشددين لكنيسة هناك مطالبين باستعادة فتاة زعموا أنها كانت مسيحية وأسلمت وأنها مسجونة في الكنيسة.

وأيضًا في 2011 كانت أحداث ماسبيرو، من أشهر الأزمات بعد ثورة يناير، ما عرف إعلاميا بـ”أحداث ماسبيرو”، والتي راح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى، ويوليو 2013 تعرضت بعض الكنائس القبطية إلى اعتداءات وتدمير، وفي ديسمبر 2016 كانت انفجار في الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بمنطقة العباسية في وسط القاهرة، وفي فبراير 2017 قُتل سبعة أقباط في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء إثر سلسلة اعتداءات استهدفتهم في هذه المنطقة التي ينشط فيها تنظيم ولاية سيناء التابع لتنظيم الدولة الإسلامية.

المنيا هي الأكثر دموية حتى الآن، بفتنة طائفية حقيقية على أرض الواقع، يخفى مدبرها ومُحرك الأساسي عن الأنظار ليزال غير معلوم لأحد، فكان هجوم مايو 2017 على حافلة تقل مسيحيين في المنيا وسط مصر أودى بحياة 29 شخصا على الأقل، ومقتل 7 أشخاص على الأقل وإصابة 13 في استهداف حافلة تقل أقباطا في المنيا، غير تلك الصراعات الأهلية بينهم وبين بعضهم البعض، وتتجدد الأحداث يومًا تلو الآخر، وكان آخرها الاعتداء على المسيحيين بقرية كوم الراهب بمركز سمالوط..

يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز “أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مُؤمنين”..

فلم يحدث أن عاشت أقلية دينية في استقرار وأمن بمثل ما عاش أقباط ‏مصر في حمى إسلامها ومسلميها، ولم يسمع أحد من المسلمين أو من أعداء المسلمين أنهم أجبروا مسيحياً على ترك عقيدته.. أو أنهم أكرهوه على اعتناق ملة الإسلام…

وعاش أقباط مصر مع الحقيقة الناصعة البياض مع الإيمان الصداق بوحدانية الله الواحد الأحد مع شعب مصر المسلم وتعاليم دينه القيمة إلى يومنا هذا، حيث السماحة والعدل والمساوة والإنصاف مع عقيدة تُغرس في قلوب معتنقيها الرحمة والشفقة والإنسانية..

فعمرو بن العاص عندما جاء لمصر يحمل لواء الحرية والسلام والمحبة بين الناس، جاء يرفع نداءاً فريداً من نوعه في تاريخ قادة العالم، مُردداً قولها تعالى من سورة البقرة “لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي” ..

وأثبت رضي الله عنه، لأقباط مصر سماحة الإسلام ونزاهته وعدالته وأن الإسلام يختلف تماماً عن أي غزوات أجنبية سابقة، التي حولت مصر عموماً إلى عبد ومواطن من الدرجة العاشرة.. لكن الفتح الإسلامي مجرد فتحر تعريفي لبيان وتوضيح الدين الجديد الذي يدعو لعبادة الواحد الأحد ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر..

ويقول المؤرخ القبطي “فيكتور سحاب”، أن مبادئ الإسلام حينها نزلت كنزول الغيث من السحاب على قلوب الأقباط، ليخرج “أكليروس” الكنيسة القبطية آمنا في عودته لدياره، وعادت الكنيسة المصرية الأرثوذكسية إلى كامل حريتها واطمئنانها، ليعودوا سالمين آمنين ليواصلوا حياتهم الجديدة مع الغالبية العظمى من إخوانهم المصريين..

بل إن عمرو بن العاص حينما فتح الأسكندرية للمرة الثانية، خالف السنن، ليوزع من بيت المال على الأقباط أموالاً طائلة لتعويضهم عن المصاعب والعقوبات التي أنزلتها جيوش الدولة البيزنطية وبسبب وقوهم صفاً واحداً مع العرب الفاتحين.

وعاد الأقباط لديارهم يَهنأون وينعمون بالعيش في حب وأمن وسلام مع شعب كريم ليس عنده ما يشغله سوى أن يعبد الله الواحد الأحد ولا يُشرك بعبادة ربه أحداً .. وقامت على مر الزمان وحدة طائفية فريدة من نوعها في التاريخ الحديث أو القديم..

وهو ما يُثبت براءة الإسلام والمسلمين في مصر والعالم العربي والعالم أجمع مما يحدث من أعمال إرهابية غاشمة تُسفك بها الدماء القبطية وتُراق بسببها أنهار من الدماء المسلمة أيضاً، فلا دين متهم ولا مذهب مدان بما يرتكبه هؤلاء الشياطين لا سامحهم الله على فعلتهم الشنيعة …

فخالص تعازينا لأنفسنا في تلك الضحايا المسيحية والمسلمة، التي ذهبت للقاء المولى عز وجل تشكوه ضعفنا وقلة حيلتنا في مواجهة طوفان الشر والنار الحارقة لقلوبنا بأفعالهم الشيطانية.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق