المميزةتحقيقات وتقارير

النبش عن الثروة والصحة والسياحة في تلال القمامة.. مشاهير ارتدوا القمامة بعد إعادة تدويرها

تقرير – محمد عيد:

في حفل افتتاح مهرجان الجونة السينمائي في سبتمبر الماضي ارتدت الممثلة الشابة سارة عبد الرحمن فستانا مُكونا من 30 كيسا بلاستيكيا مُعاد تدويرها، وفي نوفمبر ارتدت في مهرجان القاهرة السينمائي فستانا مُستعملا اشترته من وكالة البلح.

ارتداء القمامة توجه عالمي، حيث قام كبار أندية أوروبا، مثل ريال مدريد ومانشستر يونايتد ويوفنتوس بارتداء ملابس رياضية من البلاستيك المُعاد تدويره في الموسم الحالي 2018/ 2019، للتوعية بأهمية إعادة تدوير القمامة، التي تدمر اليابسة والشواطئ البحرية حول العالم، وتفتك بالثروة السمكية، حيث يتم إلقاء نحو 8 ملايين طن سنويا من القمامة في البحار والمحيطات، أي ما يعادل 5 أكياس كبيرة من المخلفات لكل شبر على ساحل هذا الكوكب، وتأتى نصف هذه المخلفات من 5 دول، هي: الصين وإندونيسيا والفلبين وفيتنام وسيريلانكا.، وفقًا لصحيفة الديلي ميل.

وفي مصر انطلق الكثير من المبادرات لحماية الشواطئ وإعادة تدوير قمامة البلاستيك، خاصة في المدن الشاطئية، ففي مارس الماضي أطلقت محافظة البحر الأحمر مبادرة «جزر البحر الأحمر خالية من البلاستيك» بعدما أكدت تقارير أممية تهديد هذا النوع من النفايات للموارد الطبيعية في البحار والمحيطات، خصوصا الشعاب المرجانية، لبطء تحللها، ما يدمر السياحة الشاطئية في مصر.

وتشمل المبادرة مجموعة من الخطوات منها وضع نظام مراقبة للمراكب البحرية يضمن تسليمها مخلفاتها بعد عودتها من الرحلات البحرية ورحلات الغطس، وإطلاق حملات للتوعية بمخاطر إلقاء المخلفات وتشجيع استخدام الأكياس الورقية بدلا من البلاستيكية، هذا بالإضافة إلى حظر استخدام الأكياس البلاستيكية في المطاعم والمحال، وانضم للمبادرة بالفعل أكثر من 100 غواص مصري وأجنبي وتمكنوا من تجميع  12 طنا من المخلفات البحرية في ميناء مرسى علم.

ووفقًا لتقرير نشره المنتدى الاقتصاد العالمي هذا الأسبوع، فإن المواد البلاستيكية أصبح وجودها مدمرا للاقتصاد والإنسان نفسه، فعلى الرغم من ضرورة البلاستيك في قطاعات مثل التعبئة والتغليف والبناء والنقل والرعاية الصحية والإلكترونيات، فإنه جلب مخاطر لم يسبق لها مثيل، إذا لم يتم تصنيعه واستخدامه والتخلص منه بطريقة سليمة ومسؤولة.

ومنذ عام 1964، زاد إنتاج البلاستيك 20 مرة، ليصل إلى 315 مليون طن متري في عام 2014، أي ما يعادل أكثر من 500 مبنى إمباير ستيت، المبنى الأمريكي الشهير في فيلم كنج كونج، ومن المتوقع أن يتضاعف الإنتاج خلال 25 عامًا، وأن يبلغ أربعة أضعاف الإنتاج الحالي تقريبًا بحلول عام 2050.

صاحب النمو في إنتاج البلاستيك نمو كبير في مصانع إعادة التدوير التي وصلت إلى حدود تشغيلها القصوى في كثير من الأحيان، سواء بغرض الاستخدام المحلي أو إعادة التصدير، خاصة للصين، التي كانت أكبر مستورد للنفايات المصرية، ولكن في عام 2017 حظرت الصين استيراد النفايات، ما أضر بصناعة التدوير في باقي بقاع العالم، حتى أن النفايات القابلة لإعادة التدوير تتراكم في معظم محطات معالجة النفايات بالاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية وكندا وأستراليا.

ومصر لا تواجه أزمة في كفاءة إعادة التدوير، فوفقًا لقناة دويتش فيله، تستطيع ورش منشية ناصر، الحي الذي يستحوذ على نصف قمامة القاهرة، إعادة تدوير 80% من القمامة، مقارنة بمعدل 50% في سويسرا، صاحبة أفضل معدل إعادة تدوير في أوروبا، ولكن هذه الورش تعاني من توقف التصدير إلى الصين، لذلك فإن نمو صناعة إعادة التدوير محليًا، وتقبل المواطنين لاستهلاك المنتجات المعاد تدويرها أو المصنوعة من القمامة هو الضمان الأمثل لاستدامة الحفاظ على البيئة، ولا يمكن الاعتماد على المبادرات الفردية أو الجماعية لتحقيق هدف غير اقتصادي، وتراجع الولايات المتحدة عن حماية العالم من أخطار التغير المناخي أكبر دليل على ذلك، لذا على القطاع الخاص والحكومة التحرك بشكل أسرع في هذا المجال البكر القابل للكثير من الاستثمارات.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق