ثقافة وقراءة

كرفان الأصفر.. الحلقة الأولي

الحلقة الأولي.. معتز صلاح

ارثه !
عربة مقطورة حول التراب لونها إلى أصفر متسخ، اكرهها !
رغم وفاته منذ ثلاثة أشهر لكني لا اعرف ماذا افعل بها؟ لولا ذلك الخطاب ما انتبهت لوجودها …

” سأنتقم منك بسبب ابوك”
جملة واحدة فى منتصف ورقة كبيرة جدا، بخط صغير جدا، أهي مزحة ما؟، من يحاول تهديد مهرج شارع لا يعرفه احد، او ربما هذا السبب الأساسي انها مزحة على مهرج تحديداً، ربما يكون طرف الخيط فى الكرفان الأصفر.
الكل أحبه ، بل وأحيانا عشقه ، الا انا ! ابنه الوحيد ، احسست دائما انه يرتدي أقنعة على قناع اصباغه العادي امامي ، تغير اماكن منزلنا مرات عديدة لدرجة اني لم اعرف اصدقاء اكثر من ستة أشهر كل مرة ، لم ؟ سالت كثير لكنه لا يجيب ابدا.
مفتاح الكرفان الاصفر وجدته فى جيب داخلى لمنامته الأخيرة ، لم اعرف انه لهذا الكرفان القبيح جدا ، الا من لونه الغريب الاصفر مثله ، ذلك الكرفان الذي منعت من الاقتراب منه صغيرا واللعب عنده أو التباهي به امام اصدقائي المختلفين ، لكني الآن املك مفتاحه وطوال شهور لم اهتم اصلا بالمفتاح الذي لا اعرف اين قذفته يدي ، لكن مع خطاب التهديد المريع ، بدأت كالمجنون ابحث عنه ، ووجدته فعلا منذ نصف ساعة ،والان اتجه الى الكرفان ذو اللون المتسخ ربما اجد جواب السؤال ماذا فعل والدي المهرج الطيب الضاحك ؟
امام الكرفان شئ لا يريح كأن والداي بضحكته السمجة ذات الرتوش والجير الأبيض الكئيب لازال يضحك من نافذة الكرفان .. اخطو على العتبة الاولى احسن بملمس غريب تحت قدمي كأنها الالف من الخناجر الرفيعة والصغيرة ، دخلت داخل الكارفان وبعد محاولات عديدة أضاء من الداخل لأجد كل شئ منحوت من بقايا بشرية ، الجلد ناعم لكنه لازال يحمل بصمات اصحابه ، وسقطت خارجا بعد معرفة اني امسكت بعظام بشرية لأخرج من هذا القبر المتحرك .
—————————————————————-

دائما كنت بلياتشو ، او مهرج او مضحكاتي ، كنت اعيش بمزاجي كما اريد دائما ، لكن فى داخلى كنت نهما للقراءة والتجريب فى اجمل الاشياء اللحم البشري ، تمنيت لو كنت طبيب ليتاح لى فهم ذلك المجهول الأنسان ، لكني وجدت طريقي مع اول جريمة قتل ……

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق