مقال رئيس التحرير

اللعب على المكشوف!!

 

 

جمال الدين محمد حسني السيد مبارك شاب مصري ينتمي لعائلة ارستقراطية” خربت مصر” فأبوه هو محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر من الفترة 1981 وحتي 2011 ،إلى أن قام عليه المصريون وتمَّ خلعه في ثورةٍ شعبيةٍ جارفة أطلق عليها ثورة 25 يناير من عام الخلع، وحمل مبارك لقب “المخلوع” كأول رئيس جمهورية يتم خلعه عن عرشه، وأمه هي سوزان ثابت لأم إنجليزية من أصل يهودي قامت بمشاركة زوجها مبارك الحكم منذ 2005 وهي الفترة التي أعلن فيها المخلوع ترشحه لفترة رئاسية خامسة خلع فيها ” الكرافت ” و ” الجاكت” ولم يخلع أفكاره الكارثية في حق شعبه فاستحق الخُلع ،وأخوه علاء الدين مبارك الذي استولي على نصف ثروات مصر بالإكراه من خلال شراكته و ” حيتان” البلد الذين نهبوها طولا وعرضا …

قامت الثورة يوم الثلاثاء في الخامس والعشرين من يناير من عام 2011 واستحق مبارك لقب ” المخلوع” وحمل جمال لقب” وريث ليمان طره” بدلا من وراثته عرش مصر ، وأستحق علاء مبارك لقب” الملياردير الحقير” وأصبح واعظا لأبيه ولأمه ولأخيه في الرضاعة، وامتد هذا الوعظ إلى رفع علاء يده في وجه جمال في منتجع شرم الشيخ أثناء استجمامهم هناك بعد خلعهم- شكلالا مضمونا- إثرقيام الثورة، ومنذ ذاك اليوم والثورة المضادة لا تكل ولا تمل ليس لرجوع نظام المخلوع بكامل هيئته الرسميه ووجوهم الكريهة؛ بل لتشوية ثورة 25 ينايرعلى قدمٍ وساق ؛ حتي يطمئن المصريون أن ما حدث لم يكن ثورة ولم تكن وليد معاناة ثلاثين عاما، بل اعتبروها مكيدة لإسقاط مبارك ونظامه.

وكأنَّ 30 عاما من الفساد والاستبداد لم تكن كافية لخلع الفرعون….

وكأنَّ 30 عاما من الجوع والفقر واكتساء الوجوه بالحزن لم تكن كافية لإزاحة المخلوع..

وكأنَّ 30 عاما من إحراق المصريين في قطارات الغلابة وقصور الثقافة وإغراقهم في عبارة الموت لم تكن كافية لزلزلة الأرض من تحت أقدام مبارك..

 

وكأنَّ 30 عاما لم تكن كافية للطم الخدود وشق الجيوب على إهدار كرامة المصريين في أقسام شرطة حبيب العادلي ،والتي تحولت إلى سلخانات للتعذيب لم تكن كافية لإسقاط رجلا انخني أمام الموت على يد جماعات إرهابية خوفا على حياته بينما هبَّ السادات واقفا بشموخ لاستقبال رصاصات الغدر ..

وكأنَّ 30 عاما من سرطنة أطعمة الفقراء وتلويث مياه أشربتهم لم تكن كافية ؛لإعدام المخلوع في ميدان عام ….

وكأنَّ 30 عاما من تلويث دماء المطحونين من خلال صفقات أكياس الدم الفاسدة لم تكن كافية لإطلاق وابلاً من الرصاص على جثة مبارك بعد إعدامه شنقا…..

وكأنَّ 30 عاما من تبوير ألاّف الأفدنة وتشريد الفلاحين وإصابتهم بالحسرة ؛لعدم تعويضهم على محاصيلهم، وإصابتهم بأمراض الكبد والكُلي لتحتل مصر المرتبة الأولى في الإصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي المعروف بـ” فيروس c” لم تكن كافية لصفعه على مؤخرة رأسه دون اعتذار ….

وكأنَّ 30 عاما من إهدار المال العام وضياع أموال المعاشات والمضاربة بها في البورصات الأجنبية، وانهيار الأقتصاد المصري بسياسات اقتصادية غير مدروسة ، وخصخصة شركات ومصانع  القطاع العام ،وبيعها بأبخس الأثمان لٌملاكٍ جدد وضعوا العامل المصري تحت أقدامهم لم تكن كافية لدفنه حيا ،حتي يشعر بعجز ومرارة المعاش المبكر.

وكأنّ َ 30 عاما من انهيار الحياة السياسية في مصر من خلال مجالس نيايبة صورية هي ” سيد قرارها” وتمرير مئات المشاريع التي تخدم مصالح مجموعة من المرتزقه انتمت زورا وبهتانا للحزب الواطي لم تكن كافية بإحراقه حيَّا مع سكب مزيدا من الكيروسين حتي يلقي ربه نظيفا.

وبعد كل ذلك يتم إطلاق جمال مبارك مرة أخري على المصريين تارة في عزاء بعمر مكرم في ميدان التحرير الذي انهي حكم الأسرة المباركية ، وتارة اخري في الاهرامات وهو يتجول مرتديا ملابس “كاجوال” متعمدا الظهور ببجاحة على صفحات الجرائد” الملاكي” التي تحاول الأن رد الديون المعدومة لأسرة اّل مبارك، في الوقت الذي تحاول مصر النهوض من كبوتها بعد ثورة 30 يونية وعام اسوا من حكم جماعة الإرهاب ، وفي الوقت الذي اختار فيه المصريون رجلا يدعي عبد الفتاح السيسي رئيسا للبلاد يتم تلميع جمال مبارك بلا روية وبلا مهادنة ، وبلا مراعاة لاسر شهداء ثورة 25 يناير ، وبلا مراعاة لمشاعر مؤججه تجاه حكم العائلة الكارثي…..

والسؤال الأن الذي طرحه المصريون جميعا، هل يأتي وريث ” ليمان طره” ؛ليتولي عرش مصر وإكمال مسيرة والده المخلوع ؟؟؟؟؟

أم أنه هو الصراع بين أجهزة الدولة المختلفة، التي تعمل جميعا ويبدوا أنها في جزر منعزلة وكل يغني على ليلاه؟؟؟؟؟

أم أن ظهوره بهذا الشكل يوثق لفكرة امتصاص غضب الناس المتزايد من الحكم الحالي لعدم اقترابه من حياة المواطن العادي وتلبية إحتياجاته الدنيوية،وحتي إذا لاحت فكرة الغضب الساطع على النظام الحالي يتم إعتقال جمال مبارك وأخيه علاء وتحديد إقامتهم ؛ حتي يهدأ المصريون؟؟؟؟؟

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق