المميزةصحتك تهمنا

وفرة الغذاء تزيد حجم الدماغ مما يعجل بشيخوختها

 

 

 

كتب/ دكتور رضا محمد طه

 

 

بطيئي الفهم والذين يصعب عليهم الفهم العادي أو بشكل سريع يصفهم المصريين ب”دماغهم تخينة” أما وصف “دماغهم ناشفة” مصطلح لوصف الدوجمائيين الذين يفتقرون للمرونة العقلية ولا تتغير أفكارهم أو نظرتهم للأمور مع ما يحدث من تغيير وما يستجد في مقتضي الحال، في إنغلاق في كهفهم وتعطيل ملكاتهم الذهنية، هؤلاء ما أسهل وقوعهم في براثن التعصب والتطرف. المثير للدهشة هو أن أصحاب الدماغ التخينة غالباً ما تطلق علي ذوي الأجسام التخينة، وهذا ما أكدته أحدث الأبحاث، لأنه بزيادة مخازن الدهون والكوليسترول جراء العيش في ظل وفرة في الغذاء ومعها يزيد حجم الدماغ، حتي تصل لنقطة أو عتبة معينة بعدها يحدث إسراع في شيخوخة وضمورالدماغ ويصاحبها تداعيات خطيرة مثل الخرف والزهايمر وسرعة في التدهور المعرفي.

ضضمن هذا السياق وفي المقابل أفاد الباحثون أنه من بين السكان الأصليين والريفيين غير الصناعيين الذين يسكنون الغابات الاستوائية في الأراضي المنخفضة في بوليفيا ، يبدو أن هناك توازنًا مثاليًا بين مستويات استهلاك الغذاء وممارسة الرياضة التي تزيد من شيخوخة الدماغ الصحية وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض. لأن اكتساب الطاقة من خلال تناول الطعام إرتبط بشكل إيجابي بصحة الدماغ في البيئة التي يتحرك فيها أهلها وينشطون بدنيًا بالتوازي مع الغذاء المحدود ، ولكن حالياً أصبحت السمنة وغيرها من مظاهر نمط الحياة مما كانت له تبعات سلبية مثل زيادة الشيخوخة المعرفية والخرف، وهذا ما كشفت عنه دراسة جديدة نُشرت مؤخراً في Proceedings of the National Academy of Sciences.

في هذه الورقة ، تعاون الباحثون مع قبيلتي تسيماني Tsimané وموسيتين Mosetén ، وهما مجموعتان من السكان الأصليين تعيشان على طول روافد نهر الأمازون الذي يتدفق عبر الأراضي المنخفضة في بوليفيا. بالمقارنة مع سكان المناطق الحضرية ما بعد التصنيع ، فإن هذه المجموعات مصادر الغذاء لديها أقل كما أن علي الأشخاص هناك بذل الكثير من الجهد للحصول ما يعتاشون عليه من غذاء، إضافة إلي أن فرصة حصولهم علي الرعاية الصحية الحديثة قليلة. هذا في الوقت نفسه، اعتاد معظم الناس في البلدان الغنية على تناول المزيد من الطعام–لحد التخمة-وهي عادات مرتبطة بأمراض السمنة وزيادة في حجم الدماغ وبعدها يحدث تدهور معرفي متسارع.

إستنتج الباحثون أن أسرع شيخوخة دماغية كانت في الولايات المتحدة وأوروبا حيث وفرة الغذاء وتنوعه، وكانت أبطأ في مناطق شبه معزولة وهي “تسيماني” وشيخوخة متوسطة في منظقة “موسيتين” في بوليفيا. ترتبط معدلات ضمور الدماغ ، أو تقلص الدماغ ، بالتدهور المعرفي وكذلك مخاطر الأمراض التنكسية العصبية مثل الخرف والزهايمر، بالإضافة إلى تقليل ضمور الدماغ ، كما وجد الباحثون تحسنًا في صحة القلب والأوعية الدموية في مجموعات السكان الأصليين مقارنةً بالسكان الصناعيين في الولايات المتحدة وأوروبا.

الخلاصة هي أن بيئة الغذاء المحدود تلعب دورًا في لياقة الدماغ والقلب والأوعية الدموية للمجتمعات غير الصناعية، حيث يعيش الناس هناك علي القليل من الغذاء ويبذلون من المجهود في بدافع الضرورة لتامين الطعام بما يجعلهم في صفاء ذهني ويحافظ كذلك علي سلامة أدمغتهم ولياقتها حتي مع التقدم في العمر، في المقابل فإن الزيادة في وفرة الغذاء تسبب السمنة وزيادة الكوليسترول في الدم وغيرها ومعها تسارع في شيخوخة الدماغ.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق