نوال أبو الفتوح.. الممثلة ومدرسة الموسيقى وعازفة البيانو

كتب/خطاب معوض خطاب

تعد الفنانة نوال أبو الفتوح واحدة من ألمع وأشهر الممثلات في تاريخ الدراما التليفزيونية في مصر والعالم العربي، حيث أبدعت وتألقت في تجسيد شخصية المرأة الأرستقراطية القوية والمتسلطة التي تدبر الخطط وتحيك المؤامرات وتخوض المعارك ضد أعدائها في أكثر من عمل تليفزيوني، وقد تجلى ذلك في أروع وأهم أعمالها الفنية على الإطلاق وهو مسلسل “الشهد والدموع” بجزئيه الأول والثاني، الذي جسدت فيهما شخصية دولت هانم زوجة حافظ بك رضوان التي تعد أشهر الشخصيات التي جسدتها على الشاشة الصغيرة.

والفنانة نوال أبو الفتوح ولدت في يوم 10 أبريل سنة 1940 حسب معظم المصادر في عائلة تنتمي للعزيزية مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، ويقال إنها والفنان صلاح قابيل والصحفي والملحن محمد قابيل أبناء عمومة، وهي تخرجت في المعهد العالي للموسيقى حيث تخصصت في العزف على آلة البيانو، وفور تخرجها عملت كمدرسة للموسيقى بإحدى المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم. وقد تركت العمل بالتدريس واحترفت العمل بالفن بعد نجاحها في مسابقة لاكتشاف الوجوه الجديدة في بداية الستينيات من القرن الماضي، وأدت في بداياتها أدوار البنت الشقية والمتحررة وأدت عددا من الأدوار الجريئة، وانحصر ظهورها في القيام بالأدوار الثانوية ولم يتم اختيارها للقيام بأدوار البطولة رغم تميزها وإجادتها.

وقد تزوجت الفنانة نوال أبو الفتوح من خارج الوسط الفني وأنجبت ولدا لكن لم يستمر زواجها طويلا، وتركت العمل بالفن ما يقرب من 5 سنوات لتهتم بتربية ابنها، ثم عادت للفن بعدها ولكنها غيرت من طبيعة أدوارها، حيث أصبحت تنتقي أدوارا بعيدة عن الإغراء الذي كانت قد اشتهرت به. ومن أشهر أعمالها المسرحية “المفتش العام” و”جلفدان هانم” و”الأستاذ مزيكا” و”دقي يا مزيكا”، ومن أشهر أعمالها السينمائية “بياعة الجرائد” و”الشياطين الثلاثة” و”الزوجة 13″ و”30 يوم في السجن” و”أجازة بالعافية” و”معسكر البنات” و”لصوص لكن ظرفاء” و”البحث عن فضيحة”. وبالإضافة إلى مسلسل “الشهد والدموع” شاركت في عدد كبير من أشهر الأعمال التليفزيونية مثل “لا إله إلا الله” و”الوعد الحق” و”الموج والصخر” و”الوجه الآخر” و”الفرسان” الذي جسدت فيه شخصية الملكة شجر الدر و”الأبطال” و”ابن حزم” و”أيام الضحك والدموع”.

والجدير بالذكر أن الفنانة نوال أبو الفتوح كانت قد ابتعدت عن العمل بالفن أواخر عمرها بعد إصابتها بمرض السرطان، حيث زادت آلامها ومعاناتها بسبب المرض، وقد أنفقت كل ما تملك على العلاج، حتى أن الفنان عادل إمام قد أعلن عن تخصيص إيرادات يوم من مسرحيته “بودي جارد” للمساهمة في تكاليف علاجها، ولكنها بكل كبرياء وعزة نفس رفضت، وقالت إنها لا تقبل إحسانا أو مساعدة من أي أحد حتى لو كان زميلا لها، ولكن نقابة الممثلين تدخلت وطلبت الموافقة على علاجها على نفقة الدولة، ولكن قضاء الله كان أقرب، حيث توفيت الفنانة نوال أبو الفتوح وكانت وفاتها في نفس يوم ميلادها 10 أبريل 2007.