المميزةبروفايل

نجوم ومشاهير الظل «حسن أتلة»

كتبت.. فاطمة حسن

تزخر السينما المصرية بوجود العديد من «الكومبارسات» المشهورين، الذين ألفت الجماهير وجوهَهم، برغم أن الكثير من الجمهور لا يعرف أسماءهم.
***
حكايات كثيرة وأسرارلانعرفهالهؤلاء الشخصيات، التي لا يخلو فيلم من أفلام الزمن الجميل الإستعانة بهم، فهم وإن لم يحظوا بالشهرة والنجومية أو بأدوار بطولة، إلا إنهم إستطاعوا خطف أنظارالملايين بأعمال يتذكرها الجميع.
***
ومن أبرز هولاء الكومبارسات في تاريخ السينما المصرية هو
«حسن أتلة»
***
لم يكن أحد من المشاركين في فيلم «إسماعيل يس في مستشفي المجانين»، ولا حتي المخرج عيسي كرامة ولا كاتب القصة والسيناريو والحوار عباس كامل وعبد الفتاح السيد، يعرفون ما سيفعله الفنان الكوميدي «حسن أتله»، في المشهد الخاص به، عندما كان يخبط علي كتف حسونة الفطاطري، قائلا:
«سي لطفي، وعندما يلتفت له، لا مؤاخذة يا والدي أنا عمك شفيقة، أصل أنا عندي شعره، ساعة تروح وساعة تيجي، ليستمر في تكرار هذا المشهد خلال وجود حسونة الفطاطري داخل مستشفي المجانين بجانب عبد الفتاح القصري.
تلك الواقعة دونتهاالراحلة «هند رستم» في كتاب بعنوان «هند رستم ذكرياتي» وأضافت، إن سبب نجاح فيلم إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين هو ممثل مغمور وليس أنا ولا إسماعيل يس ولا زينات صدقي، إسمه «حسن أتله»،حيث كان يقوم بدور مجنون وأشتهر بلازمة أصبحت معروفة بعد ذلك وتسببت في نجاح الفيلم «أصل أنا عندي شعرة ساعة تروح وساعة تيجي».
***
تقول هند رستم:
أثناء تصويرالفيلم شعر إسماعيل إن هذه اللازمة هتضرب وتكسر الدنيا ، فافتعل سمعة خناقة مع «أتله» وضربه بالقلم، وكان «أتله» ذكيا فلم يترك العمل، وأكتفي بكلمات طيب بها المخرج عيسى كرامة خاطره، وفي أثناء الإستراحة أرسل «حسن أتله» شخصآ ليحضر له شيئآ وعندما أعيد المشهد فوجيء إسماعيل وفوجئنا به يخرج من جيوبه «صاجات نحاسية»، ولم يكن ذلك موجودآ في السيناريو، وقال لازمته الشهيرة فخرجت على أحسن ما يكون، وما زال الناس حتى وقتنا هذا يضحكون لها حتي اليوم.
***
بعدهذا الفيلم بعام واحدأي في عام 1959 إستعان به نفس المخرج في فيلم «حماتي ملاك»، ليبدع في دور صبي الحانوتي في مجموعة من المشاهد لن تنساها الملايين في مصروالعالم العربي، ومادار بين الحانوتي «خميس» والصبي «غزال»في هذا الحوار:
«وديت الميت فين يا واد يا غزال»، «أنت كلت المرحوم يابن المفجوعة»، أبدا يا معلمى، دى منبه منبه يا معلمي».
***
«63» فيلم شارك فيهم هذا النجم الكوميدي الذي توارت عنه أضواء الشهرة والنجومية «بفعل فاعل» كانت بدايته في فيلم «أحب الغلط»، في عام 1942، وآخر أعماله الذي شارك فيها كانت في عام 1971 في فيلم«الحسناء واللص»، وكان من بطولة سهير رمزي، وحسن يوسف، بالإضافة إلي مشاركته في دور فدائي في فيلم «كيلو 99» 1955، كما شارك «أتله»، في فيلم «خضرة والسندباد القبلي» عام 1951، في دور «كوتلا»، مع شكوكو وعلي الكسار ومحمود المليجي، وكمال الشناوي، ودرية أحمد. ورغم الانسجام الذي حدث بينه وبين الفنان إسماعيل يس، ومشاركته في العديد من الأفلام، لكنه شارك العديد من الممثلين ما بين رشدي أباظة، وفريد شوقي، وغيرهم من الممثلين.
***
تنوعت أدواره منذ أكتشاف المخرج فطين عبد الوهاب له حيث شارك فؤاد المهندس في فيلم «أقتلني من فضلك»، بجوار شويكار وأبو بكر عزت في عام 1965، مع المخرج حسن الصيفي، وتأليف حسن حامد، ومن بين المشاهد العالقة في أذهان الكثير، عندما استرجع «أتله»، ما فعله في فيلم «إسماعيل يس في مستشفي المجانين»، باستنساخ المشهد السابق، مع أختلاف العبارة مرددا «بره البطيخة جوه البطيخةۚ»، مع وجود الصاجات في يده، ويتمايل هو والفنان فؤاد المهندس، وتدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي ساخر حين يعتقد أحد الشباب أنه سيموت خلال بضعة أسابيع، فيقرر التخلص من حياته سريعا، ويتفق مع أحد اللصوص الذي جاء ليسرق منزله علي قتله في غفلة منه مقابل مبلغ من المال.
***
تألق أتلة في دور مجنون من جديد مع فؤاد المهندس في فيلم «أعترفات زوج»، وكانت اللازمة هذه المرة بجملة:
«ما فيهاش بيبي»، كما شارك أتله العديد من الفنانين منهم كمال الشناوي ودرية أحمد، في فيلم «مغامرات خضرة» في عام 1950، وقام بدور رجل الزار.
ولدالراحل في عام 1914 في مدينة بورسعيد، وبدأ نشاطه الفني بالإذاعة المصرية وتحديدآ في برنامج «ساعة لقلبك» وشكل ثنائي غنائي كوميدي مع الفنان حسان اليماني، الثنائي الذي عرف باسم «حسن وحسان» ولكن إنفصلوا بعد فترة قصيرة.
***
إستغل أتله هيئته وبدانته في القيام بالعديد من الأدوار المتنوعة، وقام بالمشاركة في أربعة أفلام دفعة واحدة في عام 1950، هم «مغامرات خضرة، وجوز الأربعة، ومكانش على البال، وأسمر وجميل».
***
فنان موهوب نحت في الصخر وسط أعلام الكوميديا في ذلك ورغم تعرضه للعديد من المؤامرات لإبعاده عن هذا المجال لكان من أعظم نجوم الكوميديا في تاريخ السينما المصرية.
كانت المؤامرات تحاك ضده لإبعاده وتحجيمه لكن ذاكرة الملايين مازالت محتفظة بروائع هذا الراحل الموهوب.
وفي عام 1971 رحل عن عالمنا في هدوء دون أن يتم تكريمه ولو مرة واحدة في حياته ولابعد موته ولكن يكفيه أن جماهير السينما مازالت تتذكر أعماله رغم صغرها.
رحمه الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق