
الزوجة المخدوعة
وصلتني من : ش. ع الواسطي
الرسالة التالية :-
أنا سيدة متزوجة ولدي ولدان ، عشت كأسعد زوجة طوال سنوات زواجنا السابقة ، وفي يوم من الأيام عرفني زوجي علي زميلة له في العمل وعلي زوجها ولديها طفل ، وبدأنا نتزاور ونخرج معاً ، فلاحظت بعد فترة أنها تركز إهتمامها علي زوجي كما لو كانت قد قررت أن تظفر به ، ولفت نظره إلي ذلك ؛ فإتهمني بالجنون .
وبعد ذلك اليوم تعاملت معها بفتور ورفضت أن أزورها أو تزورني ، أو أن نخرج معاً ، وتوقفت الزيارات تماماً إلي أن سمعت فجأة بعد فترة أنها قد طلقت من زوجها وبعد شهور فوجئت بمن تتصل بي تليفونياً وتبلغني بأن زوجي قد تزوج هذه السيدة بعد إنقضاء شهور العدة مباشرةً ولم أصدق ما سمعت ، أردت أن أتأكد من هذه المصيبة فطلبت زوجي علي المحمول الخاص به ..
وفوجئت بصوتها يرد عليَ وتسألني ببجاحة ماذا تريدين ؟
وقالت أنه زوجي مثلما هو زوجك ، فطلبت منها أن تبتعد عن زوجي وفي تلك اللحظة أخذ زوجي منها التليفون وطلب مني إغلاق الخط إلي أن يلتقي بي ، وجاءني بعد ذلك ليصارحني بأنه قد تورط في الزواج منها عرفياً.
وأنه سوف يصلح هذا الخطأ في أقرب وقت ممكن ، فلم أقتنع بكلامه وطردته من شقتي التي إشتريتها بمالي ، وأخذ زوجي ملابسه وغادر البيت ، وبعد فترة بسيطة عاد ليقول أنه لا يستطيع الحياة بعيداَ عني ويطلب مني التحمل إلي أن يتخلص منها ، لأنه قد كتب لها مؤخر صداق كبير وقائمة أثاث ، وكل ما يرجوه الإستمرار معه إلي أن يسطيع أن يسد إلتزاماته تجاهها ، وعرفت أنه طلب منها ألا تتحمل وأنه أجهضها مرتان لكنني علمت بعد ذلك أنها حامل منه ، وإكتشفت بعد ذلك أنه قد تزوجها رسمياً دون أن يصارحني بذلك ، وهو الآن لا يقوم بواجبه نحوي أو نحو أبنائي ، ولم أعد أرغب في العيش معه ، وليس لدي من يقف بجانبي ويحميني منه ، فماذا أفعل ؟
ولصاحبة هذه القصة أقول :-
إنك تحاولين إيهام نفسك بأنه لا نصير لك في الحياة ، وليس هناك من الأهل والأقارب من يستطيع الوقوف في وجه زوجك وإرغامه علي أن يسرحك بإحسان ، وإنما المشكلة في قلبك الذي ما زال ينبض بحبه وما زال يمنعك عن طلب الطلاق منه بجدية ، وهذه هي المشكلة الحقيقية وليست في أي شيء آخر ، ولأنه يعلم فيك ضعفك العاطفي تجاهه ، ويعلم جيداً أنك لا تطلبين منه الطلاق بجدية وإصرار لما فعل شيئاً من ذلك ، لأنه يعلم جيداً أنك تستطيعين الحصول عليه من القضاء دون عناء لزواجه عليك من أخري دون موافقتك ، والكارثة أن الأمل الحسير الذي تتعلقين به يؤدي إلي ترديدك لنغمة الطلاق من حين لآخر و تحقيقه قد أصبح صعب المنال الآن .
فالأخري علي وشك الولادة والنزوة التي تورط فيها كما زعم لك في البداية قد تحولت إلي زواج رسمي وإنجاب ورابطة يصعب فضها .
ولا بأس بالخداع والوعود الكاذبة بالتخلص من النزوة الجديدة بعد حين إلي أن تهدأ ثورة الزوجة الأولي ويخمد بركان غضبها إلي أن تتألف مع الوضع الجديد والواقع.
إن الخطوة الأولي هو أن تسيطري علي ضعفك العاطفي معه ثم تختاري بعد ذلك لنفسك ما يعبر عن إرادتك الحقيقية وليست المصطنعة ، وإما أنك سوف تظلين علي وضعك الحالي من زوجك وموقفه منك .
الرسالة الثانية
حيرة زوجة أب
وصلني من : ف . م . س. السيد البدوى
الرسالة التالية :-
أنا شابة جميلة ومنفصلة عن زوجي وخريجة مدارس أجنبية وحاصلة علي الماجستير وبعد 7 أعوام من إنفصالي عن زوجي وضع الله في طريقي رجلاً أشتهر بالإستقامة والأخلاق الحميدة ورشحه لي جميع من حولي.
فلما علمت أنه مطلق وله أبنه رفضت ، لكن المحيطين بي أكدوا لي أنه لن يعود إلي طليقته وأنها أيضاً ترفض العودة إليه وأن ابنته يسعدها أن يتزوج أبوها ، فطلبت لقاء الإبنة وألتقيت بها وإذا بقلبي ينفتح لها علي مصراعيه وأحببتها قبل أبيها وتدفق حنان الأمومة في قلبي نحوها ، وتزوجت وراعيت شئون زوجي وابنته ، ورحت استذكر لها دروسها وأقوم بكل أعمال التنظيف والطبخ برغم مشاغل عملي ، والحق أقول أنها كانت تحبني لكني فوجئت ذات يوم منها بسيل من القذف والطعن في شخصي وعائلتي وأخلاقي وأني لست سوي زوجة أب قاسية تجيد تمثيل الحنان الزائف وبغير سابق إنذار تغيرت معاملة ابنة زوجي فكانت تمارس العديد من الضغوط عليّ وعلي أبيها حتي يتخلي عني وعلي الرغم من ذلك حاولت إحتواء الموقف وكرهها لي وقابلت ذلك بحبي وحناني لها لكن دون جدوي وتغير موقفها وبدأت تشعر أن أمها مظلومة وإنني وأباها ظالمان ، وحاولت أن أعيد الحب المفقود بيني وبينها دون جدوي ، وأراد ربي أن يعوضني عن وحدتي في بيتي .. فحملت في طفلتي الجميلة فزادت الأحقاد من ابنة زوجي وأمها وكانت حالتي الصحية ضعيفة جدا في الحمل وكانت ابنة زوجى تسعي لعدم إكتمال الحمل .
وجاءت طفلتي للحياة فأعادت لي السعادة لكني لم أسلم من المضايقات أنا وطفلتي من ابنة زوجي ، وسوء معاملتها لطفلتي سواء عن قصد أو إهمال وأنها تؤكد لها أنني مجرد دخيلة جئت لأحصل علي ميراث كبير من أبيها علي الرغم من أنني ميسورة الحال ولا حاجة لي بالمال فماذا أصنع معها ؟
لكاتبة هذه الرسالة أقول :-
في بداية حديثك استشعرت أنه كان هناك علاقة طيبة بينك وبين ابنة زوجك فحاولي أن تراجعي نفسك فنحن بشر ، وممكن أن يكون قد صدر منك عدة مواقف وتصرفات بدون قصد تجاه ابنة زوجك ونتيجة لذلك تغيرت معك أو شعرت بالغيرة منك لأنك شاركتيها في والدها وأصبحتى مكان والدتها ، وعلي أي حال فإن من واجبك ألا تيأسي من محاولة إحتواء ابنة زوجك بالمعاملة الحسنة والرحيمة لها ، والصبر علي تقلب مشاعرها وتأثرها الذي لا حيلة لها فيه بأمها وتعاطفها معها .. وبالتجاوز والتسامح عن بعض الإيماءات والإشارات العدائية تسليماً منك بأنها ضحية في النهاية وليست جانية ، ومع إضطراد نضجها النفسي سوف تزداد قدرتها علي ملاحظة التناقض بين ما يتم تحذيرها منه بالنسبة لك وما تلقاه بالفعل من تعامل كريم وتسامح من جانبك ، وتجربة الأيام دائماً هي خير امتحان لصدق المشاعر وإخلاص النيات واعلمي عزيزتي أنه من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب وسوف تري إن شاء الله الخير والسعادة في بيتك وزوجك وإبنتك .. والله المستعان .
تشارككم الحل
د نجوى نور الدين