أقلام حرّة
مليشيا فاجنر….وتمرد فاشل أم خادع؟

بقلم/دكتور رضا محمد طه
من الأمثلة الشعبية “إنقلب السحر على الساحر” و “كل شيء يزيد عن حده ينقلب الي ضده” هذان المثلان ينطبقان علي ما سمعنا منذ يومين عن تمرد مليشيا فاجنر علي الرئيس الروسي بوتين وتابعت بل انشغل العالم بهذا الحدث بشكل كبير وكانت التكهنات وإنعقدت الآمال وارتفعت اسقف التوقعات عند متابعة تمرد فاجنر الا انها راحت ادراج الرياح كما جاءت الاخبار بعدما احتوي بوتين هذا التمرد وأعاد كل شيء الي سابق عهده.
معروف ان مليشيا فاجنر صناعة روسية تحارب كمرتزقة الحروب غالبا طبقا للاهداف الروسية ومم ثم اكتسبت تلك المليشيات خبرة كبيرة علي الحروب والتخريب والقتل والهدم واصبحت معروفة اكثر بعدما استغلها الرئيس بوتين في الحرب الدائرة حاليا ضد أوكرانيا لكن وبسبب تأخر او صعوبة تحقيق بوتين لهدفه في النصر السريع واحتلال جارته أوكرانيا ومن ثم حدث ما حدث كما يزعم البعض من ملل في صفوف فاجنر وما كان نتيجته من تمرد مزعوم.
استطيع وبكل سهولة استنتاج تفسيرين لهذا التمرد من فاجنر فهو اما هو تمرد خادع اي مع سابق اتفاق علي هذا السيناريو بين زعيم المليشيات والرئيس بوتين من اجل شغل العالم وانحراف لاهداف وتخطيط اوكرانيا ضد روسيا ومن ثم تصبح فرصة للإطلاع علي ما تضمره اوكرانيا والغرب ضد روسيا. او ان هذا التمرد حقيقي وتم بمساعدة الغرب لكنه فشل نظرا ليقظة وقوة الجانب الروسي مخابراتيا وعسكريا.
اخيرا لا شك أن اقطاب القوة والنفوذ في العالم تستطيع الأتفاق فيما بينها علي أهداف تصب في مصلحتهم وقد تكون واقعة التمرد تلك حدثت بالتفاق بين روسيا والغرب في استغفال خبيث للشر؟ ولتبقي دول العالم الاخري مثل قطع الشطرنج في يد امريكا وروسيا تحركها كيفما واينما وحيثما شاءت وهي كما تقول شطر من اغنية لعبد الحليم و”اهي دنيا بتلعب بينا….”!!!.