أقلام حرّة

مع الحلقة الثانية لعميد شعراء الزجل المتمرد علي الظلم والحكام

بقلم :أحمد مدكور

الحمد لله رب العالمين على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة٠٠

ولد”محمود محمد مصطفي بيرم الحريري التونسي” وشهرته

“بيرم التونسي” في حي”الأنفوشي” ب”الإسكندرية” بشارع

“البوريني” في “السيالة” في الثالث والعشرين من مارس

١٨٩٣/٣/٢٣م٠٠حوالي ١١”أحد عشر عاما” بعد ضرب الإسكندرية بالمدافع، والاحتلال

الإنجليزي لمصر”المحروسة” في عهد الخائن”محمد توفيق”

ابن الخديو إسماعيل، الذي استدان وأسرف في الإنفاق علي

حفل افتتاح قناة السويس في عام١٨٦٩م، وفقدت مصر١٢٠

ألف شهيد” مائة وعشرين ألف شهيد خلال عشر سنوات؛ بسبب الجوع والحر

والسخرة والتعذيب، وإنالله وإناإليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ٠

وكان ل” بيرم”أخت من أبيه تكبره بعشرين عاما”٢٠ عاما”

تدعي”لبيبة” ٠٠وفي سن الرابعة ذهب ل”كتاب الشيخ جاد الله”، وكان يقع في حي”زاوية خطاب”، الذي يتوسط بين حي”الأنفوشي” وحي”الميدان”، الذي يقع فيه دكان”الحرير”

الذي يمتلكه والده، فكان يخرج من الكتاب إلي المحل ليقضي

باقي اليوم بعد الدراسة٠

عقدته من الحساب٠٠ومعاقبته ب” الفلكة”

وكانت عقدة “بيرم”أنه” بليد”في الحساب، لا يعرف كتابة

٧”السبعة” من ٨”الثمانية”؛لذا لم ينج من وطأة معاقبته

ب”الفلكة” (عصا الشيخ يضرب بها الطفل المعاقب بعد أن

يمسكه اثنان من الصبية علي باطن قدميه) ٠٠وفي يوم من

الأيام لم يعد الطفل”بيرم” يطيق قسوة الشيخ” جاد الله” عليه، فذهب لأبيه ليستعطفه ويرجوه أن يرحمه من قسوة

الشيخ، ولكن الأب لم يأبه وأجبره علي الذهاب ل”الكتاب”،

وكانت النتيجة عدم استيعاب الطفل”بيرم” لأية معلومات

يقولها الشيخ، وبالتالي زادت معاقبته ب”الفلكة”، وعندئذ لم

يجد الأب أية فائدة من تعليم ابنه، الذي كان يطمع في رؤيته

يوما ما فقيها في العلم، فاضطر لإخراجه من “الكتاب”، ويجلسه مع أولاد عمه في دكان”الحرير”الذي يمتلكه٠

، ويحكي”بيرم” في مذكراته عن تلك الفترة من حياته أنه

لم يستفد من “الكتاب” إلا في الإلمام بمبادئ القراءة والكتابة

فقط، فلم يكن للشيخ أي دور في تشجيعه علي الثقافة أو النهم للمعرفة أو الاستدامة في القراءة٠٠وحاول والد”بيرم” أن

يعود لمحاولة جديدة لتعليمه، فأرسله إلي مسجد” سيدي المرسي أبو العباس” حيث المعهد الديني، الذي كان يتردد عليه أغلب أبناء تجار الحي، وأقبل”بيرم” علي ما كان يلقي في هذا المعهد من دروس في نهم وشغف، ولكنه لم يكمل دراسته في المعهد الديني، فقد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ٠٠وسنتعرف بمشيئة الله تعالى علي ما حدث في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى ٠٠نستودعكم الله الذي لا تضيع

ودائعه٠٠هو مولانا عليه توكلنا٠٠نعم المولي ونعم النصير٠

، أحمد مدكور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق