أقلام حرّة
معاناة طفلك «ابنك الجامعي» في الإمتحانات (4)

كتبت /د.ياسمين ناجي مدرس مساعد بقسم الصحة النفسية- كلية التربية- جامعة السويس
نُكمل حديثنا عن فترة الإمتحانات ولكن في هذا المقال سوف أوجه الكلام لفئة مُهمة جدًا ألا وهى فئة المراهقين وأخُص بالذكر «طُلاب الجامعة».
فتلك الفئة لا يُمكن نسيانُها فهى تُمثل باكورة شاب وشابة مسئوليين في المستقبل عن أسرة كاملة ووظيفتهم ومُجتمعهم.. ففي مرحلة الجامعة يتعرض الطُلاب للعديد من الضغوطات النفسية التي قد تؤثر بالسلب على دراستهم ومُستقبلهم..
لذا، من الواجب علينا الاهتمام بهم وبكل ما يمروا به من ضغوطات نفسية وتقلبات مزاجية، وذلك لمساعدتهم أن يجتازوا تلك المرحلة بسلام وآمان..
ففي فترة الامتحانات تزداد المشكلات النفسية كالقلق والتوتر والاكتئاب والوحدة النفسية والخوف والفزع والضجر والتلكؤ واضطرابات الأكل والنوم والعديد من المؤشرات التي تدل على صعوبة ما يمرون به..
ولمُساعدة كل طالب جامعي لإجتياز تلك الفترة أحاول توضيح بعض النقاط الضرورية التي توفر من العناء والتعب وتنفع وتُفيد ليلة الامتحان.. فالطالب الجامعي في حاجة للراحة النفسية والبدنية حتى يُحقق ما يريده وما يتمناه وما يطمح إليه بفضل الله تعالى..
فهناك بعض النصائح التربوية والنفسية التي يجب الأخذ بها بعين الاعتبار في ليلة الامتحان لأنها مُهمة جدًا وفائدتها تعود على كل طالب بالنفع بمشئية الله تعالى..
التغذيةُ السليمةُ: ففي تلك الليلة يجب تناول طعام جيد في العشاء والابتعاد تمامًا عن الأطعمة الدسمة أو صعبة الهضم أو التي تربك الجهاز الهضمي.. حتى لا تفسد على الطالب ليلته ويومه التالي في لجنة الامتحان ومن ثم تؤثر على إجاباته.
النوم المُبكر: يجب النوم مُبكرًا وعدم الإفراط في المذاكرة في تلك الليلة، لأن الإفراط يُرهق العقل والجسم معًا، مما يجعل الطالب يستيقظ كسولاً مُتثاقلاً، كما أن كثرة المُذاكرة ليلة الامتحان تُجهد الذهن والعقل مما يُفسد عليه ما حفظه وما ذاكره وتختلط عليه المعلومات بعضها في بعض.
المراجعة: على الطالب الاكتفاء بالمراجعة الخفيفة للمادة دون إفراط أو تفريط.. لأن المُراجعة والمُذاكرة المُركزة من المُفترض أن تكون تمت وتم الانتهاء منها من قبل.. فالسهر والمُذاكرة الكثيفة ليلة الامتحان لا فائدة منها ولا يعود منها بالنفع إلا إرهاق للذاكرة والجسد.
تجننب القلق: القلق أمر طبيعي وعادي نمر به جميعًا فهو يُحفز على التقدم والنجاح والصعود للقمة.. ولكن كما يُقال «كلما زاد الأمر عن حده اتقلب لضده» بمعنى أن القلق الزائد يعتبر حالة مرضية ويؤثر على الأعصاب ويزيد من الارتباك وعدم التركيز في التحصيل.. كما أنه يتحول إلى خوف ورهبة وقد تُشِّل الطالب على الفهم والحفظ والتركيز وبالتالي تضعف شهيته للطعام مما يُسبب ضعف في جسمه وسوء التغذية.
الثقة: تعتبر الثقة وحُسن الظن بالله أولى درجات السُلم في النجاح والصعود.. فالثقة بأن الله تعالى لن يُضيع أجر من أحسن عملاً.. فحُسن التوكل على الله تعالى تُغير مجرى الأمور كلها وتمنح النفس الهدوء والسكينة والاطمئنان وراحة البال.
تجنب المُنبهات والمُنشطات: من أخطر ما يؤذي الطالب تناول المُنبهات بمختلف أشكالها من الشاي والقهوة والحبوب.. فالجسم له طاقة محدودة وإذا حملته فوق طاقته بتناول تلك المُنبهات والمُنشطات لزيادة طاقته فسينهار ذلك الجسد وينهار الجهاز العصبي والعقلي ولن تعود بالنفع إلا أنها تؤدي عدم التركيز والفشل.
وفي النهاية أتمنى لكل طالب وطالبة النجاح والتوفيق والتفوق والسداد..