ملاعب ومتاعب
مايك تايسون الملاكم الغامض الذي اعتنق الإسلام

أغرب حكاية قابلتها هي قصة اعتناق مايك تايسون للإسلام..
سيبك من أي حاجة قرأتها قبل كده..
بس عارف العالم ماشي بدقة مُتناهية إزايّ ومفيش حاجة بتحصل عبث..
حافظ على الفكرة دي..
الحكاية دي فيها دليل حيّ على إن الهداية مُمكن تأتيك من عُنق الزجاجة زيّ ما بيقولوا..
ما تيجي أحكي لك إزايّ مايك تايسون “الشخص الأسوأ في العالم” تحول للإسلام..
حكاية تربيطاتها غريبة جدًا، بس ركز معايا يا رفيق..
في ثمانينات القرن الماضي اشتهر شخص اسمه “مائير كاهانا” وده شخص يهودي كان عضو في الكنيست الاسرائيلي، وبعدرين سافر على الولايات المُتحدة وهناك بدأ يُؤسس لحركة صهيونية سمّاها “كاخ”..
المُهم الجماعة دي كانت مشهورة بخطاباتها العُنصرية ضد كُل ما هو ليس يهودي، وخصوصًا طبعًا المُسلمين والعرب..
أهدافه وكلامه كان عن ضرورة تهجير كافة الفلسطينيين من أراضيهم للدول العربية المُجاورة زيّ مصر والأردن، وكان بيكتب ده في الجرائد أو المُقابلات الرسمية..
إن فلسطين من حق إسرائيل وإن الفلسطينيين تاريخيًا مُغتصبين للأرض..
بس هو مكنش عارف يستخرج إذن رسمي للجماعة دي، ولا يعمل بيان تأسيس فكان بيتحرك بشكل ودي كده يعمل تجمُع هنا أو يُلقي خُطبة هناك..
بس سنة 1971 تم القبض عليه لحوذته سلاح دون ترخيص..
وأنا ليه بقولك المعلومة دي..؟
لأن الي خرجه من السجن وقتها واحد من كبار عائلات المافيا في أمريكا، ده أثار حفيظة الناشطين السياسيين وقتها ضده..
الي هو أيه العلاقة الي تخلي حد بالحيثية دي “مائير” يكون لُه علاقة بالمافيا، والحقيقة الموضوع ده لُغز لحد دلوقتي..
بس تمُر السنين، ومائير كاهانا زيّ ما هو عمال يُلقي في خطابات تُؤجج الشعب الأمريكي ضد العرب وتغيّر الحقائق وتطمُس الأدلة الصحيحة لحقوق الفلسطينيين..
حتى أنه كتب كتاب عنوانه “شوكة في عيونكم” بيخلد فيه أفكاره ومنهجـه..
لحد سنة 1990 لما كان في فُندق من الفنادق بيلقي خُطبة من الخُطب بتاعته، عشان يُفاجئ بشخص جايّ قُدامه وماسك معطف فوق ايده ومن خلال المعطف يدوي صوت المُسدس الي مستخبي تحت منه..
الشخص ده يبقى المصري “السيد نُصير” الي من مواليد بورسعيد ولما اتقبض عليه سنة 1993 في خضّم تفجيرات نيويورك اعترف بالجريمة دي..
سيد هو فنان تشكيلي مصري حائز على الجنسية الأمريكية ومُقيم بالولايات المُتحدة، وكان من أعضاء تنظيم اسلامي كده وكان مُلتزم جدًا فتم توجيهه من قبل أمير الجماعة للجرائم دي..
فيتم سجنه في “أيه دي إكس فلورنس” المُشدد بس هناك بيتعرض للإضطهاد والعُنف من قبل زُملائه المساجين فيتم إيداعه في سجن انفرادي، وكان مُلاحظ كراهية شديدة في التعامل ضده من قبّل حتى المسؤولين الحكوميين..
طيب..
من ناحية تانية..
الأضواء والشُهرة تُلاحق المُلاكم الأمريكي الشهير “مايك تايسون” الي كان بدأ يحفُر اسمه كواحد من أساطير لعبة المُلاكمة عبر التاريخ..
بطلاً للوزن الثقيل، وكان زيّ Trend كل الجرايد بتنقل أخباره، مشاكل وخناقات في كُل حتة وحياة صاخبة، نوادي وسهر وشُرب وعربدة..
حتى كان ذلك اليوم..
في ليلة وبعد انتهاء مُباراة خاضها “تايسون” بيروح الفُندق عشان يحتفل، وهناك كانت مستنياه بنت عشان تقضي معاه السهرة..
المُهم انها بعد ما سهرت معاه طول الليل، صحيت الصُبح وراحت على قسم الشُرطة واتهمت تايسون بإغتصابها..
تفجر الوضع، وانفجرت الصُحف مُهللة، والموضوع قلب الدُنيا حرفيًا..
اتقبض عليه واتحكم عليه بقضاء ست سنوات في السجن المُشدد وأخد لقب “أسوأ رجل في العالم” ..
وبيوصل سجن “أيه دي إكس” المُشدد، وهناك أول ما بيوصل بيتعرض للتنمُر والاعتداءات بس طبعًا “مايك” كان لهم بالمرصاد وتصدى لكل الاعتداءات دي..
فبيدخلوه أي زنزانة يا رفيق..؟
أينعم نفس الزنزانة المُنفردة الي فيها “سيد نُصير” وبيكون الغرض الرئيسي لسجنه كده معاه هو أنه يقضي عليه تمامًا..
يعني استخدوا “تايسون” كسلاح ضد “نُصير” عشان يقتله..
وده تدبير الإنسان الضعيف، الي بيبُص تحت رجله، في الغالب بيتناسى المشاعر الإنسانية ومدى أرجحتها وتبايُنها من شخص للتاني..
فتخيّل أيه الي يحصل..؟
طبعًا كل الدراما الي مُمكن تيجي في خيالك والي مش مُمكن حصلت فعلاً..
ما بين دخول “تايسون” الملاكم الأسمر للزنزانة على “نُصير” وكل الكراهية الي بيحملها تايسون ضد كل المساجين وما بين خوف “نصير” من المصير الحتمي الي بيتعرض له..
لكن الي حصل كان لا يخطُر على البـال، تايسون لاحظ اعتداء المساجين على “نُصير” بوقت الغداء والفُسحة فبدأ يحميه ومع الوقت بدأوا يقربوا من بعض..
فبدأ “نصير” يتكلم عن الإسلام قُدام “تايسون” ..
تتكوّن بينهم صداقة وطيدة ويُعجب “تايسون” بمقاييس ومعايير “نُصير” للدُنيا..
وعلى أيد “نُصير” يُسلم “تايسون” ويُدخل الاسلام بعد بس 3 سنين من ال6 الي مفروض يقضيهم في السجن..
وتتوطد علاقة “نصير” ب”تايسون” طول ال3 سنين دول والي التزم فيهم تايسون تمامًا بالصلوات الخمس والصيام وكل فرائض الصيام..
وأول ما بيخرُج من السجن بيكون في استقباله “كريم عبدالجبار” لاعب السلة الشهير، وأستاذه ومُعلمه “محمد علي كلايّ” ..
وده كان تدبير ربنا..
فعايزك تقرأ القصة دي بالمقلوب من تحت لفوق، وتشوف تدبير ربنا عجيب وغريب كده إزايّ..
مش مُمكن كل ده من أول “مائير” واستفزازه للمُسلمين وصولاً للجريمة المُلفقة لتايسون كانوا زيّ ما بنشوف أحجار الدومينو بتتساقط وصولاً للحجر الأخير..
شوفت تدبير ربنا عظيم وبعيد إزايّ..
فلا تيأس أبدًا يا رفيق..
هو يرعاك من فوق عرشٍ عظيم..
سُبحانك ربي.
متنساش تتفاعل مع البوست ولا تبخس حقي للمُواصلة يا رفيق.,
مصطفى محمود