أقلام حرّة

لعنة إسرائيل تصيب ألمانيا

 

 

 

بقلم/ محمود النوبى

 

 

تعد القضية التى رفعتها نيكاراجوا أمام محكمة العدل الدولية يوم الاثنين الماضى ضد ألمانيا وهى إحدى دول الاتحاد الأوروبى الكبرى الداعمة لإسرائيل بتهمة تسهيل ارتكاب إبادة بحق الفلسطينيين وعدم وفائها بالتزاماتها تجاه القانون الدولى- قضية تاريخية بكل معنى الكلمة. نيكاراجوا استنكرت فى دعواها دعم برلين لاسرائيل فى الحرب التى تشنها منذ ستة أشهر فى قطاع غزة، وطالبت المحكمة بفرض إجراءات طارئة تمنعها من تزويد إسرائيل بالأسلحة وغير ذلك من أشكال الدعم.لقد كشفت الدعوى أن ألمانيا التى تقوم بتقديم مساعدات إنسانية للأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين عبر إلقائها من الجو للجو تقوم فى نفس الوقت بمد الجيش الإسرائيلى بالمعدات العسكرية المستخدمة فى قتلهم والقضاء عليهم!. تضمنت دعوى نيكاراجوا كذلك أن المانيا كانت ومازالت تعى بالكامل بأن الأسلحة التى زودت إسرائيل بها تحمل إمكانية استخدامها لارتكاب جريمة إبادة ضد الفلسطينيين.أكدت نيكاراجوا – وهى احدى دول امريكا الوسطى- أن المانيا تنتهك اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية الموقعة فى عام 1948. مرافعة المحامى النيكاراجوى جاءت لافتة حيث أشار إلى أن المانيا غير قادرة على مايبدو على تحديد الفرق بين الدفاع عن النفس والإبادة مطالبا بفرض تدابير مؤقتة وهو أمر ضرورى وملح بالنظر إلى أن حياة آلاف الأشخاص فى غزة على المحك. بالطبع رفضت المانيا اتهامات نيكاراجوا مؤكدة عبر دفاعها القانونى أنها تمتثل بالكامل للقانون الدولى، وأنها لم تنتهك يوما اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية ولا القانون الدولى الإنسانى. يبدو أن لعنة دماء أطفال غزة ستطارد دولة اسرائيل وأصدقاءها الداعمين لها، سواء فى دول الاتحاد الأوروبى او أمريكا مهما يطل الزمن والفضل لدولة جنوب إفريقيا.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق