ثقافة وقراءة

لحظة خلاص

 

قفزت مهرولة خلف هذا الصوت المزعج الذي يحرمني النوم.. محاولة تهدئة نفسي بأن ما أنا فيه «تهيؤات».. أو ربما حزنا على كل ما عشته بكل صدق وقهرني بكل عنفوان..

نظرت أمامي.. هناك الكثيرون جميعهم في حالة فزع.. لم أفهم إن كان خوفا علي أم مني.. ما شغلني تلك الصغيرة الأشبه بالملائكة التي تضخم صوتها فجأة فمازالت ملامحها مرتعبة.. وفتاة في الثالثة عشر من عمرها غارقة في الحزن رغم برائتها

صرخات متكررة أشبه باستغاثات.. اقترب منهما محاولة فك الطلاسم.. نظراتهما تحذرني الاقتراب أكثر..

ضوء شديد يضرب عيني.. زغللة تتملكني للحظات لا أرى شيئا بشكل واضح.. فقط هناك من يردد في أذني «اتركينا وابحثي عن واقعك.. اتركينا فلكل واحدة منا عالمها.. حاولي الفرار والنجاة بنفسك»

لم أهتم لكل هذا.. فإصراري على انقاذهما من هذا اللغز كان أكبر.. ربما ينتميان لعالمين مختلفين كل عالم يريد أخذهما إليه.. ولكن محاولة أخيرة قد تفلح لتغفل عيني دون كوابيس ولو لمرة واحدة

وبمجرد أن عانقتهما شيئا ما ينهش في جسدي دون رحمة تتعالى الصرخات لا أحد يرى أو يسمع.. أفقد السيطرة على كل جزء في شيئا فشيئا ليتضح أنني أفتح بوابة الجحيم لتبدأ اللعنة

«أضواء تظهر وتختفي.. الأصوات تقل مع التدريج»

مسنة على سرير متهالك.. حركتها متواضعة تتنفس بصعوبة.. تتذكر القليل من التفاصيل «طفلة تريد أن تكبر .. ومراهقة تائهة بين الطفولة والشباب.. وثلاثينية تريد الجمع بين الثلاثة بعد أن فقدت الثقة في كل شيء لتتغرب فاقدة الشعور بالزمن وتجد نفسها وحيدة التجاعيد تملأ وجهها..

ساعات من التأمل.. تغلق عينيها الرمادية بتأثير الزمن.. تبتسم في هدوء.. دموع تنساب على وجنتيها..
تختفي كل الأصوات.. يملأ الضوء المكان.. بعض العصافير تحلق في غرفتها للمرة الأخيرة.. حل الليل .. ظلام دامس.. سكون !

 

تمت

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق