المميزةمن القلب للقلب

لا وقت للخجل..

 

 

 

بقلم د أمانى موسى

 

 

هل تصيبك فكرة الاختلاط بالآخرين و تشعر بقشعريرة تسري في جسدك ؟ وهل تشعر بمتاعب جسدية من فكرة توليك تقديم عرض أمام غرفة ممتلئة بالبشر؟

إذا كنت كذلك فلا تبتئس؛ فلست وحدك على أي حال.

فالخجل في حد ذاته أمر شائع وعادي ولا يسبب مشكلات، إلا إذا تطور إلى أمر ذي صلة بما يعرف بـ”القلق الاجتماعي”.

ويحكى و.م.م يبلغ من العمر ٢٧ عاما حكايته مع الخجل قائلا:

انا مشكلتي اخاف من المجتمع والناس وليس عندي اصدقاء واشعر بالخجل ،

وعدم الثقة بالنفس واذا حدث اي موقف محرج اوغير سعيد فإنني اضع الحق على نفسي .

لقد بدأت مشكلتي في المعاناة من الخجل في سن مبكرة، حيث أنني أتذكر منذ أن بلغت من العمر 14 عاما واتجهت إلى الابتعاد عن جميع من حولي خشية من التعرض للإحراج أو للرفض وأصبحت انطوائي للغاية، فضاع مني الكثير من الفرص وفقدت ثقتي في نفسي وانتابني حالة من الاكتئاب كانت شديدة للغاية، وكنت لا أعلم ما السبب وراء ذلك إلى أن وصلت لعمر 18 عاما فمع دخولي الجامعة تبين لي أنني مصاب بمرض الخجل الاجتماعي.

 

إذ إنني بمجرد رؤية التزاحم في الجامعة كنت أشعر بالخوف الشديد والتوتر لا سيما عند اقتراح بعض الأصدقاء ممارسة النشاطات الاجتماعية معهم، كما كنت غير قادر على التعبير عما بداخلي بحرية، بالإضافة إلى أن المشاعر السلبية ملأتني، ولم يتفهم الأمر من حولي وبأن الرهاب الاجتماعي واحمرار الوجه والتلعثم عند الكلام والشعور بنقص الأمان عند الجلوس معهم والبقاء في حالة من الصمت أمورا تحدث رغما عني.

 

أواجه كل يوم مشكلة الخجل الشديد، أخجل من كل الناس، أشعر كأن الناس تراقبني وتسخر مني، أخجل خجلا شديدا ، حتى من أقرب الناس لي، أمي وأبي !

 

أيام كثيرة ولحظات حلوة من حياتي ضاعت بسبب الخجل، خصوصاً مع الأهل .

 

أتمنى في يوم أن أتخلص من الخجل وأتحدث بكل طلاقة وحرية وأعبر عن كل ما في داخلي من غير خوف ولا خجل، أتمنى أن أقضي أوقاتا ممتعة مع أهلي وأتحدث معهم، خصوصاً أبي وأمي، العمر قصير ، والأيام تضيع مني بسبب الخجل، والله حتى إنني لا أستطيع أن ألقي السلام عليهم عند دخولي البيت بسبب الخجل، أخجل من أن يصدر مني شيء لأول مرة، وأحس بأنني مراقب لأي تصرف أو كلمة سأقولها لأول مرة.

 

 

مشكلتي الحقيقية أنني لا أعرف من أين أبدأ لكي أكسب الثقة بنفسي، أتمنى أن أجد شخصا يدلني على خطوات معينة من المستطاع عملها من أجل أن أتغير تدريجياً نحول الأفضل.

 

دائماً أفكر بالتغيير نحو الأفضل، ونحو شخصية قوية قادرة على تحمل الصعاب، واتخاذ القرارات وأتمنى ذلك، لكنني في النهاية أنصدم بمعاملة أهلي لي، وأشعر بأنهم يعاملونني كشخص ضعيف.

وجدت نفسى وقد بدأت اتجنب الكثير من الأشياء التي يتعين عليا القيام بها ،أشعر أننى أصبحت عاجزا عن الحديث مع الزملاء في العمل، واواجه صعوبات في التواصل مع من حولى، واشعر أنه يتم تقييمى والحكم عليا من جانب الآخرين فى اى موقف .

 

أيضاً عندما أفكر بأن أبدأ بالتغيير، لا أعلم هل الصورة التي ارتسمت عني في عيون أهلي وكل الناس الذين يعرفوني ممكن أن تتغير في لحظة؟ وماذا سيكون رد فعلهم من التغيير المفاجئ لأني أخشى كلام الناس، وردود أفعالهم خاصة المقربين مني؟!

 

هل أبدأ بالتغيير خطوة خطوة أم بتغيير مفاجئ نحو شخصية واثقة في نفسها؟ أتمنى أن تنصحوني جزاكم الله خيراً.

وهل انا مصاب بالرهاب الاجتماعي ام ماذا؟

هل من حل لمشكلتى؟

 

وإذا ما كان التغيير خطوة خطوة أرجو أن تقترحوا لي خطوات، هل المشكلة من أن أبقى مع أهلي في البيت؟ وهل يجب أن أخرج من البيت؟ وإلى أين أذهب؟ أنا أخاف من كل الناس فما الفائدة؟! وهل أصارح أحدا من أهلي بهذه المشكلة؟ مثل أمي؟ وهل هذه خطوة صحيحة؟

أتمنى أن تفهموا مشكلتي وتساعدوني.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق