أخبار
كَوْنِي نَمُوذَجًا صَالِحًا لِطِفْلِكَ

أعدته وكتبته: د/ ياسمين ناجي
مدرس بقسم الصحة النفسية- كلية التربية- جامعة السويس
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي: «اَلْأُمّ مَدْرَسَةً ، إِذَا أَعْدَدْتُهَا أَعْدَدْتُ شَعْبًا طَيِّب اَلْأَعْرَاقِ»
وقد صدق بتعبيره هذا، فللأم أثرًا كبيرًا ومؤثرًا في نفوس الأطفال، فإذا صلحت الأم صلحت الأطفال بالتبعية، وسوف ينعكس ذلك على صلاح المجتمع بأكمله.
وللآسف ما نراه اليوم غير ذلك إطلاقًا، فلقد أصبحت الأمهات لديهن هوس مواقع التواصل الاجتماعي، بكل ما يحدث فيه من تغييرات وتحديثات، فأصبح منزل الأم كأنه مسرح للجميع من السهل الدخول فيه ومطالعة ما يحدث بداخله، ما أقبح التكنولوجيا لو كانت تكشف عورات البيوت ولا تستر عليها.
أصبحت كل أم لديها حساب على كل مواقع تواصل اجتماعي ولديها مجتمع افتراضي آخر تعيش فيه وبه ومعه، وتنسى تمامًا دورها التي خلقت وجُبلت من أجله، أصبحت تجري وراء التريندات في كل مظاهر الحياة من مأكل ومشرب وملبس ومسكن ومستوى وظيفي، ونسيت أنها دورها تربي أجيالًا يحتاجهم المجتمع، ما معنى أن تظهر الأم كأنها عارضة أزياء في ملبسها وتعرض صورها لعامة الناس، هل فكرت يومًا في أطفالها سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا، إذا كان ذكر ألم تخف اليوم الذي يعاتبها ابنها على ظهورها بصورها على مواقع التواصل الاجتماعي أمام الجميع، وإذا كانت أنثى ألم تفكر في اليوم الذي تقلد فيها ابنتها لها دون تفكير لأخذها لنموذج أمامها.
ظهرت في التريندات الحديثة ظاهرة ارتداء الحجاب دون حجاب بأن تضع البنات أو السيدات الطرحة على رأسها مع ظهور خصل من الشعر أو ظهوره بشكل كامل، هل هذا الحجاب الذي تكونين به قدوة أمام أطفالك. أو تظهر بشكل كأنها فنانة أو مذيعة مشهورة بكامل المظاهر الخارجية، دون اهتمام بالجوهر الداخلي في ذاتها أمام أطفالها.
أين أنتِ كأم من كل ذلك؟ أين دورك في تربية أطفالك على الأخلاق والعلم؟ أين أثرك في ظهور جيل يعتمد عليه المجتمع؟
تذكري دائمًا أن كل المشاكل/ الاضطرابات النفسية والسلوكية والأخلاقية والإجتماعية والانفعالية تنشأ مع الطفل حتى يبلغ أشده، فأي مشكلة/ اضطراب يكون منشأها من الصغر، وإذا لم تراعِ تنشئة وتربية طفلك تربية سوية وسليمة فلا. داعي للبكاء على اللبن المسكوب بعد ذلك.