أقلام حرّة
كوني أم ناجحة لطفلك

أعدته وكتبته: د/ ياسمين ناجي«مدرس مساعد بقسم الصحة النفسية- كلية التربية- جامعة السويس»
باقي أيام قليلة وتمر علينا مناسبة سعيدة لكل أمهات الدنيا ألا وهى «عيد الأم»، أرى أن ذلك اليوم ليس هو اليوم الوحيد الذي نتذكر فيه أمهاتُنا ونحتفل بهن، فليس هناك يوم واحد كافٍ لأي مناسبة في حياتنا، فنحن من نجعل أيامنا كلها مُناسبات بالحب والود والرحمة والخير والتفاؤل والأمل.
لذا فكرت أن يكون مقالي الإسبوعي عن الأم ولكن ليس كأي موضوع يتحدث عن الأم وأدوارها وتضحياتها ونماذج لأمهات وغير ذلك من المواضيع التي طالما نقرأها دائمًا.
اليوم أوجه مقالي لكل بنت تحلم بأن تكون أم.
حُلم الأمومة حُلم جميل تحلُم به كل فتاة… إنه حُلم فطري في طبيعتنا نحن الإناث… ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك ومهما كبُر العمر بنا فذلك الإحساس والشعور بداخلنا يظهر حتى في ملاقاة طفل صغير في أي مكان…
ولكن هل تعملي أيتها الفتاة الجميلة أن ذلك الحُلم له شروط وواجبات وحقوق لكي وعليكي… وهنا سوف أتناول ذلك في مقالي هذا…
لعل الحدث الأهم والأصعب في حياة المرأة هو أن تضع في هذا العالم طفلها الأول، فالولادة الأولى تعنى تحولاً كبيرًا في حياتها، ويتمثل ذلك بشعورها العميق بالنضج وقدرتها غير المحدودة على العطاء.
وإن سلوك الأمومة يترجم هذه المشاعر إلى أفعال محسوسة يُمكن مُلاحظتها وقياسها. وتعتبر معرفة كيفية تشكل هذه الروابط وزمن تشكلها غاية في الأهمية، على الصعيدين العملي والنظري.
ولقد ذكرت «هيلين دويتش» إلى أن حُب الأم ليس بالغريزة، بل هو عاطفة، أو حالة وجدانية. فليس الحُب مرتبطًا بالضرورة بالحمل، وإنما قد يكون في استطاعة المرأة أن تُبدي عاطفة الأمومة نحو طفل تبنته، أو نحو أبناء الزوج أو أبناء الأخ أو الأخت أو حتى أبناء أي أحد له صلة بها. وليس غريبًا أن نجد بين النساء من تتجه بحاجتها الطبيعية إلى الأمومة نحو موضوعات أخرى غير أبنائها، فنراها تحب أبناء الآخرين…
وإذا كان من الحق أن للطفل أهمية كُبرى في حياة المرأة، نظرًا لأن كل مقومات شخصية «الأنثى» تتركز في هذه العلاقة الجوهرية بين الأم والطفل، فإن من الحق ايضًا أن عاطفة «الأمومة» قد توجد لدى نساء لم ينجبن أطفالاً. فكلما كانت عاطفة الأمومة أقوى لدى المرأة، كانت قدرتها أعظم على تحويل ما لديها من حنان وعطف نحو آطفال آخرين.
ولكي تكوني أم أقرب للمثالية لأني أرى أن المثالية ليست في عالمني الواقعي، ولكن يمكننا الإقتراب منها ولو بدرجة ما حسب قدرات كل منا، ستحتاجين إلى التمتع بروح عالية من المرح وبصبر لا حدود له، وعليكِ أن توفري أيضًا الحنان والدفء والمشاعر الإيجابية لأبنائك. ولكن إذا كُنتِ تريدين التمتع بأهم الخصال التي تشكل فارقًا حقًا لأبنائك، فإليكِ عدد قليل من الاقتراحات:
◄ إبداء الحب غير المشروط تجاه طفلك: وهذا يعني التأكد من أن طفلكِ على دراية بمحبتك له مهما صدر عنه من أخطاء، فطفلك يحتاج للتأكد من أن حُبك له لا يتوقف على سلوكه أو تصرفاته.
◄ التحدث بصراحة وصدق مع طفلك: فكلما كُنتِ صريحة وصادقة مع طفلك، زادت ثقته بكِ واستقر شعوره بالمحبة والأمان.
◄ تقديرك للوقت الذي تقضينه مع طفلك: فليس المهم هو كمية الوقت الذي تقضينه مع طفلك، بل كيفية قضائك لهذا الوقت.
◄ الحفاظ على صحة طفلك وسلامته: فالتفكير المستقبلي بشأن صحة طفلك مهم أيضًا، فإن شجعت طفلك على اتباع نظام غذائي صحي منذ الصغر، سيظل مُحافظًا على مثل هذا النظام الصحي في الكبر.
◄ تنمية قدرات طفلك ومهاراته: فإن تركيزك على ما يقدر طفلك فعليًا على تحقيقه سيساعده في تنمية شعور إيجابي تجاه نفسه، كما سيحفزه على مواجهة تحديات أعظم.
◄ التصرف كمثل أعلى لطفلك: فإنك ستلعبين دور المثل الأعلى الأول والأهم لطفلك فيما يتعلق بكيفية التعامل مع العالم من حوله.
◄ الحصول على المساعدة: سوف تحتاجين إلى الوقت كي تكوني أمًا أقرب للمثالية؛ لذا فيمكنك الإستعانة ببعض استراتيجيات الدعم الجيدة لتقوية قدرتك على التكيف معها:
♣ تحدثي مع من تثقين بهم، زوجك وعائلتك وأصدقائك.
♣ كوني صداقات مع أمهات أخريات لديهن أبناء في عمر طفلك نفسه.
♣ استشيري المراكز المختصة بتقديم النصح والإرشاد للآباء والأمهات لو شعرتِ أنك بحاجة إلى النصيحة أو التشجيع.
♣ حاولي أن تثقي بفطرتك الطبيعية، فعادة ما سيكون شعورك الداخلي تجاه موقف معين هو الشعور الصحيح.
المراجع
إبراهيم، زكريا. (د.ت). سيكولوجية المرأة. القاهرة: مكتبة مصر.
جودريدج، تريسي. (2007). كيف تصبحين أمًا مثالية؟. الجيزة: دار الفاروق.
قنطار، فايز. (1992). الأمومة “نمو العلاقة بين الطفل والأم”. الكويت: عالم المعرفة.