أقلام حرّة

كنز القادرون بإختلاف … شرف وبركة ونصر وكرامة

 

كنز القادرون بإختلاف

بهذه الكلمات الأربع (أنتم: شرف وبركة ونصر وكرامة) النابعة من إيمان راسخ ومتجذر في القلب والعقل وصف الرئيس عبد الفتاح السيسي أبناءنا القادرون بإختلاف “ذوي الهمم” في يوم الاحتفال بهم 03/12/2021م، مؤكدا عليها وموجها إياها لـ: لأفراد وجموع الأقوياء بإختلاف، وكأنه وبأسلوب عملي يوجهنا ويُذكرنا بما قاله البنى صلى الله عليه وسلم للصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص منبها إياه لفضيلة وفوائد التواضع وخفض الجناح -لما رأى الصحابي الجليل أنه أفضل من غيره بشجاعته وغناه – قائلاً صلى الله عليه وسلم له: “هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلاَّ بِضُعَفَائِكُمْ؟ “في حديث رواه البخاري عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ.

وليس في حاضرنا من مثل أقوى على التواضع وخفض الجَنَاَح مما رأيناه من الرئيس عبد الفتاح السيسي في احتفالية القادرون بإختلاف حيث أجلسهم مجلس العلماء والحكماء على ناصية مسرح القاعة محل الحفل وتحاور معهم حوار راقي وصادق غلب عليه روح احترام الند للند مبادلا إياهم الحديث وعبارات الحب والمودة والثناء والتودد والمزاح والتشجيع وتحقيق الأمنيات أثناء الحفل وبعده مطالبا وموجها رئيس الوزراء بتغيير إسم صندوق ذوى الإعاقة الى صندوق القادرون باختلاف، ومطالبا النواب بتشريع يسمح بزيادة موارد هذا الصندوق، ثم وزير الدفاع بتنظيم جولة جوية في سماء القاهرة الكبرى بطائرات عسكرية لأبنائنا القادرون بإختلاف، وموجها رئيس النادي الأهلي بمنح العضوية لأحدهم، وتوجيه المحطات التليفزيونية باستضافتهم وتسليط الضوء عليهم، فضلا عما سبق ذلك من تشريعات تضمنت تبنى والتأكيد على حقوقهم ودعمهم في جميع مناحي الحياة.

وهو وفقه الله لما فيه الخير الوفير لمصر وشعبها وأجيالها القادمة قروننا كثيرة إذ يجسد لنا هذا التواضع والإيمان بما جاء في القرآن والسنة أظنه لا يرجوا منا شيئا لنفسه فقد مكنه الله خير تمكين بل هو يرجوا لنا الخير من الله ومن أنفسنا، فمن أنفسنا بتقوى الله في خفض الجَنَاح للضعفاء والتواضع لهم ولغيرهم فننال رضا وجنته، ومن الله يرجوا لمصر وشعبها الشرف والرزق والبركة والنصر والكرامة إذا ما رعينا الكنز “القادرون باختلاف”.

 

وعلى الإنسان عامة وليس المصري فقط أن يَتقى الله في الضُعفاء وأن يعلم أنه ليس بِمَنأى عن الضعف فمن الضعف خُلِق وإليه مع الشيب مَآلُه مصداقا لقول الحق في الكتاب الذي لاريب فيه وهدى للمتقين من سورة الروم، قال تعالى:

اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ﴿٥٤﴾سورة الروم.

نفعني الله وإياكم بما نزل على نبينا صلى الله عليه وسلم وما صح عنه من حديث شريف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق