المميزةثقافة وقراءة
كرفان الأصفر/ الحلقة الثالثة

معتز صلاح
عندما سقطت خارج الكرفان الدموي الاصفر فقدت الوعي لفترة لم اعرفها ، كان المنظر صادم لأقصي درجة كانت العظام المشكلة للكرفان من الداخل تملك حياتها الخاصة يوما ما ، وحتى اليوم تقريبا ، اشعر بهذه العظام تكلمني تخبرني بلعانتها لأسم والداي سيد الأصفر .
وقبل وقوفي عيني لمحت مظروف كبير ملصق فى باطن الكرفان بلصق احمر دموي ، كأنه بقايا دماء الضحايا .. وصلت اليه وسحبته لأجد داخله مظروف أصفر كبير وخريطة بدائية بدوائر فارغة وأخرى حمراء.
الي ماذا ترمز الخريطة ؟ اهو خط والدي ؟ والي ماذا ترمز الدوائر الحمراء أو المفرغة؟
هل سأعرف الحقيقة عن طريق رحلة إلى تلك الأماكن؟
***************************************************
٣
الريح شديدة…
ربطت حصانه ..داخل الإسطبل بجانب فراشي .. اتمني ضربه لكنه حصان قوي ربما يردها لي.
الريح شديدة …
الأحصنة تجفل.. الا أحدهم.. يبدو كبيرا على الحركة المفرطة ، يخفض رأسه وأذنيه ، لا يهتم بشيء يحدث حوله، اكاد اضربه من غضبي لما يقال لى.. لن يستطيع ضربي ، وربما لن يهتم.
الريح شديدة..
أفيق .. كابوس آخر .. اليوم سأقتل وارحل من هذه البلدة .
منعم يتنقل ببطء لكن محاط دائما بالناس ، رغم أنه معتوه لكنه صيد صعب جدا، سأقتل ثالث شخص أراه …
لم؟، ولم لا؟.
اجلس على القهوة لأراقب وانتظر .. الحركة عادية جدا ، فلا يوجد سوق اليوم، حنطور مزين بالذهب لأحد الأعيان يعبر امام القهوة، لا يهبط منه أحد بل يأتي له القهوجي مسرعا… ويحمي رأسه بكرات متعددة ويأخذ كيس من السائق ، سعال كثير من داخل الحنطور المقفل.. سعال ..
يتحرك القهوجي بسرعة للداخل، سأقتل من داخل الحنطور.
وقبل أن يعود القهوجي ، تعلقت بسرعة بالحنطور من الخلف، وتكيف جسدي مع ذلك الفراغ البسيط.
البلد لا تختلف مع رجرجة العربة ، الفلاحين القلائل يغادرون الي بيوتهم عروقهم مشدودة، ينظروا الي تجاه بيوتهم مع اختفاء الشمس ، ملابسي السوداء اتحدت مع لون الحنطور فاختفيت، نتجه الى أطراف البلد، نصل لبوابة ضخمة تعبرها بسهولة ، فلا احد يفكر فى تفتيش الحنطور الخاص للبيه او الباشا .
تري من ساقتله؟ ، يقف الحنطور قليلا أمام أحد الأبواب الداخلية للقصر الضخم، لا استطيع رؤية من يهبط من الحنطور،كلمات متناثرة،
البيه جوه؟
ايوه… اتفضلي…
المح جزءمن قدميها البيضاء، مع صوت خلخال ضعيف.