أقلام حرّة

كثير الشرود

بقلم : إبراهيم عبد المجيد

للاسف لم اعد اقرا الروايات كثيرا والسبب هو فقدان الكثير من الروح والعقل مما يجعلني كثير الشرود والتفكير في اللاشيئ او في الفضاء . لازمني هذا الاحساس لاسابيع قبل السفر للعلاج وقرات خلالها ثلاثة اعمال تستحق التحية هي قارئة القطار لابراهيم فرغلي واوراق شمعون المصري للدكتور اسامة عبد الرؤف الشاذلي وعلى جبل يشكر لرباب كساب لم اشر اليها في حديث هنا لاني كنت ضائعا بين الفحوص والاشعة التي نالني منها مانال شعب هيروشيما قبل سفري . بعد العلاج وفي فترة النقاهة المستمرة والتي ستطول قرات بعض الاعمال الجميلة مثل رواية “مرسال” لمحمد صلاح راجح ورواية “ست أرواح تكفي للهو” لدعاء ابراهيم ورواية ” صباح 19 أغسطس” لضحى عاصي ورواية “آيات عاشق” لمحمد موافي. كلها رائعة لغة وشكلا ومعني وكلهم بناة للشكل الأدبي كما هم متفردون في موضوعاتهم . معهم قرات رواية ربيعة ريحان” بيتنا الكبير ” وهي في غني عن اي حديث ككاتبة عظيمة . كنت اتمني ان اقول شيئا عن كل رواية لكن يحدث معي بعد القراءة ولا يزال ماحدث معي عند العودة الي البيت بعد رحلة العلاج الشاقة وسؤالي اين انا . هل هنا أم هناك وما الفرق بين هنا وهناك . احببت فقط ان اشير الي جمال هذه الروايات وبلا شك هناك غيرها لكن هذا ما وصلني بالصدفة فانا منذ وقت طويل خارج اسواق الكتب ومكتباتها . سؤال قفز الي ذهني وانا اكتب هذا الكلام وهو كيف لدينا كاتبات رائعات في مصر تستطيع ان تضيف اليهن من اجيال اسبق مثل هالة البدري وسلوي بكر . . لماذا لم اكتب عن الروايات ؟ لسبب بسيط جدا . قبل ما انا فيه كان هناك من يلومني اني لم اتي باسمه ولا ادري كيف لا يدرك انه في عمري لا يصاحبني الا النسيان. ورغم ذلك كنت احيانا اكتب . انا لست ناقدا لكن اعطي من يسعدني بالكتابة قبلة او حضن في الهواء. اما الان فانا لا اكتب لاني اريد ان اجمع شعث العقل والروح لذلك اكتب عن كتب هي دراسات او مقالات تعيدني الي الماضي الذي لم اكن غريبا عنه لكنه ضاع من روحي بعد الرحلة الصعبة مع المرض او الي الواقع الذي اخذتني منه الالام . لذلك قرأت ونوهت او كتبت عن كتب مثل “هل يدخل الصحفيون الجنة” لمحمد العزبي او 55″ سنة صحافة” لرشدي ابو الحسن أساتذتنا العظام او كتاب “المشي والتامل والقراءة” لشاعرتنا العظيمة ظبية خميس أو كتب لجيل احدث من المفكرين والكتاب مثل إيهاب الملاح” أو محمود عبد الشكور” أو مصطفى عبيد او محمد الشماع . وجدت في كتبهم مايعيدني إلى ماضي يكاد يكون قد سقط بعد رحلة العلاج، أو حاضر غفلتُ عنه كما غفلت كما قلت عن بيتي الذي حين عدت إليه بعد غياب طويل في غرفة واحدة للمستشفي، لم أندهش كأني لم أغب عنه. غريب عن كل شيئ. لماذا اكتب هذا الان . فقط لاشير الي بعض من اجمل الروايات . هناك غيرها بلا شك لكن لم تصلني ولست بالباحث عن اي شيئ الان غير ان يمر الليل والنهار . ويارب انام . يارب النسيان لا يشمل النوم ايضا وصباحكم امل ويبعد عننا السرايات الصفرا كلها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق