أقلام حرّة

قاهر الدهون العنيدة وجهاز حماية المستهلك

 

 

بقلم: مروه رضوان

 

اعلانات كثيرة باتت تغزو وسائل التواصل الاجتماعي عن منتجات مختلفة، بستهواني فضولي عن هذا المنتج، ويثير اعجابي هذا، فأنا مثل الآلأف بل الملايين من المصريين، اشتري الكثير من المنتجات “اونلاين” او عبر التسوق الإلكتروني.

 

اكرر هذا الموضوع عده مرات شهريا، واشتري كل ما يناسبني سواء ملابس او مستحضرات تجميل او حتى منتجات منزلية…الحظ يحالفني كثيرا فمعظم ما اشتريه ينال اعجابي واعجاب من حولي، ولكن يبدو ان الرياح لا تأتي كل مرة بما تشتهي السفن، ففي هذه المرة كدت ان ادمر صحتي، ولا أبالغ اذا قولت ربما افقد حياتي كلها، بسبب قاهر الدهون الجبار…. منتج التخسيس الاول من نوعه بالشرق الاوسط، ذو التركيبة الطبيعية بنسبة 100%، لن أتردد لحظة في شراؤه، ولم افكر في النتائج، وقررت التواصل فورا مع الشركة المعلنة …( لا أريد أن افقد الكثير من وزني فأنا ولله الحمد أقترب من الوزن المثالي، فقط كل ما اريده ان افقد أثنين من الكيلو جرامات، او ثلاثة على اقصى تقدير، اكتسبتهم خلال فترة العطلة الصيفية، وأن يثبت وزني بعد ذلك، فالأمر سهل بالنسبة لي مقارنه بالكثيرين من أصحاب الاوزان العنيدة والكبيرة)…. بهذه الكلمات بدأت حديثي مع المسئولة على الصفحة الخاصة بالشركه المعلنة عبر فيسبوك، والتي اكدت لي أنها اخصائية تغذية، وان هذا المنتج هو منتج كل مكوناته طبيعية، ويعمل على الدهون العنيدة في وقت قياسي، ويزود من سرعة الحرق، بل ويعمل على تثبيت الوزن بعد ذلك بمنتهى السهولة واليسر.

 

فرحة كبيرة تغمرني فأنا الان سأفقد ما اكتسبته دون عناء الجيم والتمرين وممارسة الرياضة، بل وسيثبت وزني على ذلك دون دايت او نظام غذائي، وها انا الأن في انتظار لحظة وصول قاهر الدهون الذي حقق شهرة واسعة، وطلبات متزايدة بشكل يومي، سيصل إلى بعد اسبوع وفقا لدوري في الانتظار.

 

ويصل محقق حلمي السريع في الرشاقة، بطل حكايتي في الوقت المنشود، وابدا في تناوله بالجرعة المحددة، ولم أشعر باي تغيير او فقدان للشهية هكذا مضى اليوم الاول ثم الثاني والثالث، بل شهيتي تجاه الطعام تزداد بشكل غير مسبوق، ويزداد معها وزني اكثر كيلو جرام، ولكن ما العمل ؟!

 

اتواصل مع القائمه على صفحة الشركه بفيسبوك، والتي زعمت بانها اخصائية تغذية، ويفاجئني الرد (هو حضرتك بتحكمي على المنتج من الايام الاولى.. خلاص الحل في زيادة الجرعة، وياريت تشرب ماء بكميات كبيرة مش اقل من ٣ لتر يوميا، وجنزبيل وقرقة وشاي الاخضر، وان شاء الله هتسد شهيتك تدريجي، بس ياريت تتحلي بالصبر).

 

أدهشتني هذه الكلمات، وبخاصة انها تقال على لسان اخصائية تغذية، لكنني اصبحت اجزم الأن انها لا تفقهة شيئا عن التغذية او السمنه والنحافة، وكل ما يروج له بشأن قاهر الدهون العنيدة، منتج التخسيس الأول، ليس له اي أساس من الصحة، وما هو الا اعلان كاذب ضمن مئات بل الآلاف من الإعلانات التي تزخر بها وسائل التواصل الاجتماعي.

 

ارى حتى الأن ان مشكلتي قد تكون بسيطه بالنسبة للكثير، لكنني قررت أن اكون عنصر فعال وايجابي، وابلغ جهاز حماية المستهلك كي يتسنى له اتخاذ اجراءات حاسمه مع مثل هذه المنتجات التي يزداد عدد ضحاياها يوما بعد اخر ، بسبب مروجي الوهم للمواطن ممن يستنزفون امواله دون وجه حق، وبالفعل تواصلت مع الدكتور “أيمن حسام” رئيس جهاز حماية المستهلك، وأرسلت له كافه التفاصيل المطلوبه بشأن المنتج ومحتوياته والشركه المنتجة، وجدت الدكتور حسام يتعامل مع بلاغي بسرعه فلم يتوارى في اتخاذ اللازم مقدما شكره لفعاليتي وتفاعلي، مع انه هو الذي يجب ان يقدم له كل الشكر لسرعه التفاعل مع مثل هذه البلاغات.

 

وفي نفس اليوم هاتفتي سيده تدعى ” علياء بركات” من الادارة المختصة بالجهاز، وبدأت تتلقى مني كافة المعلومات المطلوبة عن المنتج، وجدت حديثها يتسم بالبساطة والجاذبية المرونة في التوضيح في كيفية التعامل مع مثل هذه المنتجات مجهوله المصدر التي تروج عبر الانترنت ونشر الوعي المجتمعي وتثقيف المواطن عن خطورتها وخطورة تناولها، ومن هنا ياتي دور جهاز حمايه المستهلك، لما لهذه المنتجات التي تندرج تحت مظله المنتجات الدوائية بزعم التخسيس والرشاقة، من اثر بالغ على الصحة العامه وقد تسبب الوفاه في حالات كثيرة، ما يجعل الجهاز يخطو خطوات استباقية في ايقاف مثل هذه الشركات.

 

الان انا ارى ان الامر ليس بيسير كما كنت اعتقد، بل إنه بالفعل في غايه الخطورة، ويختلف عن ما نقوم بشرائه عبر الانترنت من ملابس، ومستحضرات تجميل ومنتجات منزلية، فعندما يتعلق الأمر بصحتنا وصحة اسرتنا واولادنا لابد ان نحكم عقولنا، ونفكر كثيرا قبل ان نصبح لقمه سائغة للمتاجرين بأحلامنا، وربما تكون هذه التجربة جاءت لتجعلنا نفكر جميعا جيدا قبل شراء اي منتج قد يفتك بصحتنا وينال منا، ولنعلم أيضا ان هناك قائمين على أجهزة معنية بالدولة يتحركون بأقصى سرعة عندما يتعلق الامر بالصحة العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق