أقلام حرّةأكله وعدت

فقدان رأس المال الاجتماعي والذكاء الاصطناعي… وفخاخ مهلكة للبشرية 

 

 

 

بقلم/دكتور رضا محمد طه

 

 

البشر مبدعين، مبكرين ويتكيفون مع الظروف فضلا عن قدراتهم وتعاونهم مع بعضهم علي أوسع نطاق. لكن تكمن في تلك المميزات عواقب وخيمة والاسوأ بذرة فناء الإنسان. وبالرغم مما حققه البشر من نجاحات خلال الانثروبوسين وهو العصر الجيولوجي الذي يعيشه الإنسان، فقد أظهر هذا العصر المزيد والمزيد من الثغرات يكاد الإنسان ينزلق فيها حيث اصبحت الازمات العالمية مركبة ومتعددة وتحدث متزامنة مثل جائحة كوفيد-١٩ وتغير المناخ والفقر وتراجع الامن الغذائي والازمات المالية والصراعات والحروب بما يؤكد تشابكها وخطورتها علي مستقبل الإنسان.

 

الفخاخ التطورية مفهوم معروف في عالم الحيوان، مثلا تنجذب العديد من الحشرات نحو الضوء ما يؤدي إلي هلاكها رغم ان هذا يمثل في العالم الحديث حدث تطوري. البشرية معرضة ايضا لخطر الاستجابة لظواهر جديدة قد تورده موارد الهلاك، علي سبيل المثال بعد تطور النظم الزراعية واصبحت سهلة ومتداولة لذا اصبحت نموذج لتلك الفخاخ حيث أصبح البشر يعتمدون علي عدد قليل من المحاصيل عالية الإنتاجية مثل القمح والارز والذرة وفول الصويا بما يشير الي إرتفاع السعرات الحرارية المنتجة علي نحو متزايد خلال القرن الماضي جراء ما سبق مما ترتب عليه تأثر النظم الغذائية للإنسان بشدة بالتغيرات البيئية مثل الكوارث الطبيعية نتيجة الظواهر الجوية المتطرفة إضافة للأمراض التي ظهرت بشكل مخيف وتهدد حياة الإنسان.

 

لأول مرة إستخدم علماء من مركز ستوكهولم للمرونة بجامعة ستوكهولم مفهوم الفخاخ التطورية تطبيقا علي المجتمعات البشرية ككل، ووجدوا ان البشرية تخاطر بالوقوع في 14 طريقا تطوريا مسدودا يصعب عليها ايجاد مخرج بما تحققه من ابتكارات وكذا استمرار المجتمعات في توجهها نحو الطريق الخاطيء من خلال عشرة من تلك الفخاخ التطورية والتي تعزز بعضها البعض ، بدءا من نقطة التحول المناخية إلي الذكاء الاصطناعي المنحرف والتلوث الكيميائي وتسارع تفشي الاوبئة والجائحات. نشرت نتائج تلك الدراسة مؤخرا في مجلة المعاملات الفلسفية للجمعية الملكية.

 

الطريقان المسدودان في الوقت الحالي كما ذكرهم الباحثون هما استقلالية التكنولوجيا-الذكاء الاصطناعي والربوتات والطريق الثاني هو فقدان رأس المال الاجتماعي من خلال الرقمنة. لذلك يؤكد العلماء علي اهمية البدء في تحويل مجتمعاتنا نحو تغيير المنهج بما يحقق امان للبشرية، لأن البشرية لديها القدرة علي الإبداع والابتكار فضلا علي التعاون مع بعضهم من اجل انخراط الأفراد بشكل أكبر في الطبيعية والمجتمع وكذا الوقوف على العواقب الايجابية والسلبية لافعالهم وسلوكياتهم المحلية.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق