أسرار وحكايات

عبد الحليم حافظ: الرحلة الأخيرة

 

خاص: صوت الوطن

عقب إنتهاء إحدى حفلاته في العاصمة المغربية عام 1972،وبعد نهاية الحفل مباشرة أُصيب عبدالحليم بنزيف حاد،وتم نقله حينها إلى مستشفى إبن سينا بالعاصمة المغربية .
تم وقتها السيطرة على النزيف وحُجزعلى أثرها مدة أسبوعين داخل المستشفى وذلك للإطمئنان على حالته قبل أن يسافرالعاصمة الفرنسية باريس، ليًكمل علاجه هناك.
***
في مستشفى سالبتريد بباريس:
تلقى العندليب أول علاج في رحلة مرضه، وقام الأطباء بحقنه في دوالي المرئ بمادة تمنع إصابته بالنزيف، وذلك كأول مريض يحصل على هذا العلاج الحديث، الذي كان بناء على نتائج دراسات عدد من الأطباء.
***
كان حليم معتاد سنويًا الحصول على حقن في دوالي المرئ؛ لوقف النزيف الذي لازمه في أيامه الأخيرة، وكان دائم التردد على مستشفيات إنجلترا، ومنها مستشفى سان جيمس هيرست، ولندن كلينك، وفيرسنج هوم.
***
خلال تصويره فيلم لحن الوفاء في عام ١٩٥٥، أُصيب الراحل الكبير بالنزيف وعلم وقتها بإصابته بتليف كبده بسبب مرض البلهارسيا، وبدأ العلاج في القاهرة على يد الدكتور «زكي سويدان»، ثم أضطر لمغادرة البلاد للعلاج مُتجهًا إلى لندن وقتها، للحصول على الحقن الخاص به ووقف النزيف، وعاد بعد ذلك لإستكمال الفيلم، وكان دائمًا يحمل أكياس الدم في منزله للتعامل مع حالته عند حدوث أي مشكلة أو نزيف مفاجئ.
***
كان أحد أسباب تليف الكبد هو إنتقال فيروس للعندليب الأسمر خلال عملية نقل الدم له، مما نصحه الأطباء بالسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية للبحث عن علاج لحالته المزمنة هناك، وبالفعل عرض عليه الأطباء وقتها زراعة كبدله، لكنه علم بوجود آثار وأضرار جانبية لتلك العملية، وأن النسيان هو أول الأعراض، ورفض وقتها إجراء العملية.
وتعتبر أبرز رحلات عبدالحليم العلاجية كانت إلى لندن في عام 1964، والتي تُعد الأطول في مسيرته العلاجية، حيث إستمرهناك بالمستشفى 6 أشهر لتلقي العلاج.
***
مستشفى كنجز كوليدج والرحلة الأخيرة:
كانت رحلته الأخيرة إلى لندن في مستشفى «كنجز كوليدج»، والتي ذهب إليها كالمعتاد في موعده السنوي للحصول على الحقن، حيث بدأ رحلته في مطلع ينايرمن عام 1977، وكان وقتها الدكتور «روجر ويليامز» هو المُعالج له، وقام بإعطائه حقنة في المرئ، وحصل على عينة من الكبد لتحليلها.
وكان وقتها العندليب الأسمر يستعد لحفل الربيع بالقاهرة وكان يحمل معه تسجيل أغنية من غير ليه، التي لحنها الموسيقار محمد عبدالوهاب حيث كان من المفترض أن يُغنيها حليم، في حفل شم النسيم.
ساءت حالته الصحية خلال رحلته، وأكتشف الأطباء وقتها إصابته بمرض الصفرا، ومنحه الطبيب المُعالج دواء الكورتيزون؛ للقضاء على الصفراحيث كانت في بدايتها؛ كونها تُشكل خطرًا كبيرًا على صحته، وكان عبدالحليم قد استعدوقتها للعودة للقاهرة في 22 فبراير، للتجهيز لأغنية من غير ليه بل وتم حجز تذاكر الطيران.
وقبل السفر، ذهب عبدالحليم للمستشفى لإجراء الفحص النهائي والأخير قبل العودة، والذي أجراه الدكتور «روجر ويليامز»، ورفض السماح للعندليب بالسفر بسبب تطور حالته وخطورتها، بعد إكتشاف تعرضه لإنتفاخ بالبطن بسبب الكورتيزون، وأضطرحليم للبقاء في المستشفى، وتطورت حالته بشكل سريع مع إكتشاف الأطباء أن الكبد لا يقوم بوظائفه كما يجب، وأستمر في إمتصاص المياه الزائدة من جسد عبدالحليم حتى أصبح وزنه 60 كيلو
تم تكوين كونسولتو من 5 أطباء عالميين لعبدالحليم، وهم «الدكتور ياسين عبدالغفار الطبيب الخاص له من مصر، والدكتور سارازان من باريس، والبروفسور روجر ويليامز، والدكتورة قبولا من لندن، والدكتور شاكر سرور الطبيب المرافق للعندليب في منزله بالقاهرة».
***
في يومه الأخير يوم 30 مارس من عام ١٩٧٧، فؤجى الأطباء باستيقاظ حليم وإرتدائه ملابسه وغسل شعره وتجفيفه بالسشوار، وأخذ مقصًا صغيرًا وقلم أظافره، وأخذ يمشي داخل المستشفى والتقطت له آخر صورة وهو واقفًا على قدميه، وفجأة حدث نزيف «كالمعتاد» إلا أنه كان النزيف الأخيرله بالحياة، وأُعلن مساء نفس اليوم وفاة العندليب الأسمروهو لم يكمل الثامنة والأربعون عامآ.
***
رحل العندليب وترك خلفه أعمالآ مازالت تحظى بأعلى نسب المشاهدة والإستماع رغم سنوات الرحيل الطويلة.
رحل حليم ومازال عشاق فنه ومحبيه يشعرون بحضوره ويتذكرون أيامه وحفلاته فهو بالنسبة لهم الغائب الحاضر دائمآ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق