أقلام حرّة

عالية إبراهيم تكتب: بين التمني والحقد شعره

 

ما اجمل ان نرسم في خيالنا لحياتنا امنيات ونبالغ فيها ونفكر ونخطط في اذهاننا احلاما واحداثا لمستقبلنا كيفما تشتهي الانفس وتتمني بل وننتظر تحقيق الحلم بشغف .ولكن ليس كل ما نتمناه قابل للتحقيق ولا يكون مؤكدا حدوثه في الواقع فالأمنيات نوع من الخيال وما اصعب تحقيقه

فكثير منا يريد الحياه تسير حسب رغبته وطموحه وحسب حاجته الشخصيه

الطفل منذ نعومة أظافره وهو يحلم بعيشة رغده ورفاهيه وتمني لكل ما ينقصه في الواقع ولما يشاهده ويسمعه ممن حوله فتكبر أمنياته بان يصبح ذو جاه ونفوذ ومال ليحقق احلامه في الحياه .

ولكن لا يعلم كيف يأتي بذلك من الخيال الي الواقع وقد يحدث

وقد لا يحدث كما قال الله سبحانه وتعالي في سورة النجم ( أم للإنسان ما تمني فلله الآخرة والاولى ) ومعناها ان الانسان يشتهي أشياء كثيره من مال وبنين ومكانه ولكن لا تسير الحياه بالأمنيات فقط

ليس معني ذلك ان نتوقف عن التمني والطموح ولكن احذر ان يتحول ذلك للحقد علي ما بين أيدي الآخرين

ان الله سبحانه وتعالي وزع الارزاق كلها بالعدل والتساوي بين الناس

وليس معناها ان نعتمد علي الآخرين ونلوم الظروف والمجتمع ويظهر الحقد الطبقي طالما ان أمنياتك لم تتحقق

فالأمنيات أمور نفسيه لا علاقة لها بعمل ولا اجتهاد بل هي رغبه في داخلنا وهدف نريد تحقيقه لانفسنا فقط

فعلينا الانتباه في ما نتمناه هل يتطابق مع العادات والتقاليد واصول المجتمع الذي نعيش فيه وبدون الم لمن حولنا

ام نرضي بقضاء الله وقدره فيما اعطانا وقسم لنا من الارزاق

وعلينا الانتظار والسعي في طريق اخر لعل وعسي يكون فيه ما نرجو ونتمني

وان الله عندما يغلق باب في وجه إنسان ينتظر رضاه وتقبله لحكمة لا يعلمها الا هو عز وجل

ويفتح لك أبواب اخري اكثر مما كنت تتمني فلننتظر التوفيق الالهي

ولكن توجد بيننا عقليات كثيره تعاني من تراكم الأفكار التي تعلي من قيمة التمني مع ان النص القراني قال لهذه العقليات ان الأمنيات لا يعتد بها

قال تعالي ( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب ) وقال رسول الله صَل الله عليه وسلم ( اذا تمني احدكم فينظر ما يتمني فانه لا يدري ما يكتب له من أمنيته )

فكل هذا يدل علي ان الأمنيات لا تحقق الأهداف لكنها كاشفه فقط لما هو داخل النفس. التمني لا يعتبر عيبا ولكن طرق تحقيقه والانتظار له والتمسك به رغم البعد الشاسع في تحقيقه والسعي اليه بطريقه خطأ

هو نقطة التحول لشعرة الحقد

والسخط علي نعم الله والنظر لما هو في أيدي الآخرين

لذا وجب علينا ان نتجاوز فكرة الأماني والخيال وندخل في إطار التمسك

بما في أيدينا والرضا بما قدره الله لنا

والسعي في تحقيق الأمنيات المتاحة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق