العيد فرحة

عادات وتقاليد أهالى البحرالاحمر فى عيد الفطر المبارك

 

محى العبادى البحرالاحمر
والاستعداد للعيد ب « السمك الناشف» الأكلة المفضلة بالبحر الأحمر والسرنباك» فاكهة البحر
عيد الفطر بالبحر الأحمر له طقوس خاصة تختلف عن الوجه البحري والصعيد خصوصاً لطبيعة المدينة البحرية ودائما ما ترتبط تلك الطقوس بالسمك المالح أو السمك الناشف كما يطلق عليه أهالي البحر الأحمر وهو متعارف عليه بين أغلب سكان البحر الأحمر من الصيادين.
يقول محمد مصلح أقدم تجار الفسيخ والسمك المالح إن السمك المالح هي الأكلة المفضلة في أول أيام عيد الفطر في مدن محافظة البحر الأحمر ومن المعروف أن المدن الساحلية لها عادات وتقاليد متشابهة تختلف عن مدن الدلتا والصعيد ومدن غرب الجمهورية، وتتشابه هذه المدن فيما بينها رغم البعد الجغرافي وذلك لعوامل كثيرة أهمها البحر ومهنة صيد السمك التي يعمل بها أغلب السكان وأيضا الموانىء التي تربطهم ببعض، كل هذه العوامل جعلت هناك تواصلا بين هذه المجتمعات وجعلت أوجه التشابه في مجالات كثيرة منها العادات والتقاليد.
وأضاف مصلح أنه قبل قدوم شهر رمضان يقوم الصيادون بتشريح وتمليح وتجفيف ما يكفى بيته وجيرانه وأصدقاءه من الأسماك لتكون جاهزة قبل يوم العيد، أما غير الصيادين ويرغبون فى تناول هذه الأكلة ينبهون على الصيادين بضرورة تجهيز مايكفيهم قبل الموعد أويقومون بشرائها من السوق وكانت تعرض فى محلات الفسيخ ومن أشهر هذه الأسماك (الحريد – الرهو).. يقول حمادة نصر من أهالي مدينة الغردقة أن “السمك الناشف” نحرص عليه وتعودنا على تناوله خلال أيام العيد بسبب توارث تلك العادة عن الأجداد ونسعى لذلك منذ بداية رمضان حيث يجلب أغلب أهالي الغردقة أسماكا ويتم تشريحها بطريقة معينة ثم بعد ذلك تترك مغمورة بالملح فى الشمس لفترة لاتقل عن شهر وهو فى الغالب يكون طوال شهر رمضان..
وأضاف أحمد سلمان صياد أن هناك نوعيات معينة فقط هي التي يمكن استخدامها كسمك مملح مثل أسماك الحريد- الرهو- البياض- أبو قرن.
ويشير أبو الحسن صالح من أبناء الغردقة أن تلك الأسماك هناك من يشتريها من السوق ويصل سعر الكيلو إلى مايزيد على 120 جنيها ومهما بلغ سعر السمك المملح فالجميع يحرص على اقتنائه قبل ليلة العيد الامر الذى يجعل سعر الكيلو يرتفع بشكل كبير ومازال الاقبال عليه مستمرا حيث يطهى في الصباح بعد نقعه في الماء في ساعة متأخرة من الليل ليخرج من الماء ويتم طبخه بالصلصة
«السرنباك» فاكهة البحر لأهالى الق والسمك الناشف لاهالى القصير والغردقة فى عيد الفطر د
حبات «السرنباك» داخل أطباق الفوم هدايا قبل الأعياد
والجدير بالذكر أايضا أن عاادات وتقاليد متوارثة كانت منتشرة لدى أهالى مدن البحر الأحمر وخاصة مجتمع الصيادين بمدينتى القصير والغردقة، وذلك منذ مئات السنين خلال الاحتفال بالأعياد والأفراح ومازالت مستمرة حتى الآن، بالرغم من وجود قوانين حديثة منعت وجرمت هذه العادات ومن بينها جمع المحار والصدف من قاع البحر، حيث تنتشر على سواحل البحر الأحمر مهنة جمع المحار والاستفادة غذائيا وماديا بما يحتويه تجويف المحار.
ويعتبر السرنباك الوجبة المفضلة بسبب قيمتها الغذائية العالية، وهى جميعا لحوم بحرية تستخرج من صدف البحر وتقدم مملحة ومجففة. وعرف الأهالى منذ القدم مهنة جمع المحار واستفادوا منها صحياً دون دراية منهم واقتصادياً فى بيع المحار والصدف للأفراد والشركات أو المطاعم والذى يوفر للجسم البشرى العديد من العناصر الغذائية والمعادن الفريدة من نوعها، وتعد القيمة الغذائية للسرنباك بها مستويات عالية من البروتين، وفيتامين D وفيتامين B12، الحديد، النحاس، والسيلينيوم. ومصدر هائل من الكوليسترول المفيد، ومضادات الأكسدة، أحماض أوميجا 3 الدهنية، وتعزيز الأداء الجنسى لدى الرجال.

وصفى تمير حسين، أحد مؤرخى التراث بمدينة القصير، أكد أن «السرنباك» أحد أصناف المحار الشهيرة، وخلال السنوات الماضية مع الصيد الجائر له انخفض عدد المحار بشكل كبير، وقد تسبب هذا الانخفاض فى التدهور البيئى وزيادة سعره بشكل كبير.
وأضاف تمير أن «السرنباك» هو حيوان رخوى ينمو فى الشعاب المرجانية التى تنتشر على سواحل البحر الأحمر والمحيط الهندى فى البحار الدفيئة والحارة، ويكون الحيوان فوقه قوقعة تنمو مع نموه ويطلق عليها بين سكان البحر الأحمر «جمل» وهى القوقعة التى تستخدم كطفايات لأعقاب السجائر وبعد إخراج الحيوان من بيته أو القوقعة يقوم الصيادون بسلقه لإنضاجه ثم يوضع فى مكان مشمس لمدة طويلة فيتحول لونه مع التيبس من اللون الأبيض إلى اللون الأصفر أو العسلى ويصبح صعبا تقطيعه وذا مذاق طيب، ومع تجريم جهاز شؤون البيئة عملية جمع المحار ومنها محار السرنباك واعتبارها ضبطية جنائية لمسؤولى البيئة يعمد الصيادون إلى طريقة أخرى للحصول على السرنباك وهى التخلص من المحار أو القوقعة بضرب الجملين ببعضهما لتنكسر القوقعة والحصول على اللحم أو الحيوان بداخلها، ويعد السرنباك نوعا من الترفيه والتسالى والفاكهة البحرية ولا يؤكل لسد الجوع إنما لطعمه المتميز، وبالكاد يستطيع الفرد أن يقاوم أكل واحدة لصلابتها، ومن يشكو من ضعف أسنانه فليس له نصيب فى تذوق السرنباك. وتابع تمير أن السرنباك يتم بيعه فى أسواق مدينتى القصير والغردقة بعد تجفيفه إلى من يشتاقون إلى أكله وتذوقه من المحافظات الأخرى وثمن القطعة منه وتسمى قرن سرنباك من ١٥ إلى ٢٥ جنيها، وهذا يعود إلى قلة تواجده أو تعمد الكثير من الصيادين عدم جلبه لخطورة تواجده معهم أمام نقاط التفتيش، وقديما كان السرنباك يطلب كهدايا للأقارب والأصدقاء فى محافظات أخرى دأبوا على طلبه من ذويهم، خاصة مع قرب موعد زواجهم للاستفادة من قيمته الغذائية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق