المميزةالنص الحلو

طِفْلُكَ وَالتَّرْبِيَةُ اَلْبِيئِيَّةُ

 

 

 

أَعَدَّتْهُ وَكَتَبَتْهُ: د/ يَاسَمِينْ نَاجِي

مُدَرِّسُ مُسَاعِدِ بِقِسْمِ اَلصِّحَّةِ اَلنَّفْسِيَّةِ – كُلِّيَّةُ اَلتَّرْبِيَةِ – جَامِعَةُ اَلسُّوَيْسِ

 

 

اَلنَّظَافَة هِيَ سُلُوكٌ حَضَارِيٌّ.. لَكِنَّ نَحْنُ اَلْقُدْوَةُ لِكُلِّ اَلْمُجْتَمَعَاتِ اَلْإِنْسَانِيَّةِ فِي تَعْلِيمِ اَلنَّظَافَةِ وَالْمُحَافَظَةُ عَلَيْهَا.

شهرُ أبريل به يومٌ يوافقُ يومًا يحتفلُ به العالم كُلُّهُ ألا وهو «يومُ الأرض».. وأرى أن هذا اليوم مُناسبٍ لتوعية أطفالنا عن البيئة وكيفية الحفاظ عليها.. وتنمية التربية البيئية لديهم..

هل توجد علاقةٌ بين الإنسان والبيئة؟

نعم بالطبع هُناك علاقةٌ بين الإنسان والبيئة وهي ليست بجديدة، فالبيئةُ هي كُلُّ ما يُحيطُ بالإنسان؛ أي الإطار الذي يُمارسُ فيه الإنسانُ حياتهُ وأنشطتهُ المُختلفة، وهي تُشكلُ الأرضُ التي يعيشُ عليها، والهواء الذي يتنفسُهُ، والماءُ الذي هو أصلُ كل شيء حيٍّ. ولقد مرت العلاقة بين الإنسان والبيئة بعدَّة مراحل، بعضُها إيجابيٌّ يتلاءمُ مع التوازُن الدقيق الذي خلق اللهُ عناصر البيئة ومُكوناتها عليه، وبعضها سلبيٌّ، هذه المراحل بدأت بعلاقة انسجامٍ مُتبادلٍ بين الإنسان وبيئته، يقُوم أساسُها إلى تسخير الله -سُبحانه وتعالى- لجميع مُكونات البيئة للإنسان، واستعمار الإنسان لهذه المُكونات وإدارتها دُون العبث بها، والإخلالُ بتوازُنها، أو الإسراف في استهلاك ثرواتها وكُنُوزها.

وعندما نتحدثُ ونُركزُ على الأطفال فإننا نتحدثُ عن المُستقبل بمعنى ضمان بيئةٍ صحيةٍ ومُتنوعةٍ ومُنتجةٍ للجيل القادم، ويجب علينا أن نعمل وبكُل الطاقات المُتاحة لنا للمُحافظة على البيئة من أنديةٍ بيئيةٍ لتوعية الطلبة وبدأت المناهج تتجه نحو إدخال البيئة في مُختلف المواضيع وإن كان هُناك حاجةٌ مُلحةٌ لتدريب المُعلمين على برامج التربية البيئية… فما هي التربيةُ البيئيةُ؟

لقد تعددت تعريفات التربية البيئية في ضوء الاتجاهات العالمية والمحلية، والتربية البيئية ككُلِّ هي عمليةٌ تهدفُ إلى توعية سُكان العالم بالبيئة الكُلية، وزيادة اهتمامهم بالمُشكلات المُتَّصلة بها، وتزويدُهُم بالمعلُومات والاتجاهات والدوافع والمهارات التي تُساعدهم فُرادى وجماعاتٍ للعمل على حل المُشكلات البيئية الحالية، ومنع ظُهور مُشكلاتٍ جديدةٍ.

والتربيةُ البيئيةُ هي عمليةُ إعداد الأطفال للتفاعلُ الناجح مع بيئتهم، بما تشملُهُ من موارد مُختلفةٍ، ويتطلب هذا الإعداد تزويد الأطفال بالمعارف والمفاهيم البيئية لمُساعدتهم على فهم العلاقات المُتبادلة بين الإنسان وعناصر البيئة.

ويُمكن أن يتحقق هذا التعلُّم من خلال أنشطةٍ مُتنوعةٍ، سواءً داخل البيت أو خارجه وفي المدرسة لمُساعدة الأطفال على فهم بيئة مُجتمعهم المحلي والكشف عما يُحيطُ بها من ظواهر طبيعيةٍ أو من صُنع الإنسان، والتعرُّفُ على مُشكلاتها، وتعزيز قُدرتهم على التفاعل البناء مع هذه البيئة ومُمارسة سُلُوكياتٍ تحميها وتُسُاهمُ في تحسينها، وتلك الأنشطة كالتالي:

• فالأطفالُ يُمكنهم أن يتعلمُوا أشياء يُحبُّونها وبشكلٍ سريعٍ وإتقانٍ عالٍ لذلك فإن إعداد جولاتٍ خضراء أو رحلاتٍ ميدانيةٍ بعيدًا عن المدرسة كزياراتٍ ميدانيةٍ لحدائق الحيوان أو الغابات أو الشواطئ أو الحُقُول الزراعية أو الحدائق أو الأنهار حيث يُعطي ثمارهُ في تنمية المواهب لدى الأطفال وإعداد قُدراتهم بتفاعُلهم الإيجابي مع قضايا البيئة.

• فالأطفال تتعلم أكثر في جوٍ عمليٍّ بخاصةٍ إن كانت تلك الرحلات يصحبُها أحدُ المُعلمين المهتمين بشُؤُون البيئة ومُشكلاتها ليكُون أكثر قُربًا من الأطفال ومُحاولة توجيههم بضرورة المُحافظة على الطبيعة ومواردها. والتحذيرُ من السُّلُوكيات الخاطئة التي أدَّت لتلوُّث الأنهار والشواطئ والتُربة الزراعية.

• ولو ساهمت المدرسةُ أيضًا بإقامة نشاطٍ كأن يشملُ حملةً لتنظيف الشوارع المُحيطة بالمدرسة من النُّفايات والقُمامة، وتشجيع التلاميذ لقراءة القصص ذات التوجُّه البيئي ولا ننسى استغلالُ مادة الإنشاء والتعبير من أجل إعطاء واجبات للتلاميذ تُحبذُ فيهم كتابةُ القصص حول الأرض ومدى اهتمام الإنسان بالبيئة أو تقليل نسبة المُلوثات من خلال الرفق بالبيئة.

• هذا سيجعل البابُ مفتُوحًا أمام التلميذ للتعبير عن قصصه ويسألُ ويتساءلُ من والديه وإخوتهُ الأكبر سنًا عن ماهية البيئة؟ ولماذا ينبغي الحفاظُ على البيئة؟ وكيف بإمكاننا المُساهمةُ بسلامة الأرض؟

• غرسُ القيم الخضراء في سنٍ مُبكرةٍ للأطفال ما بين التعليم والمعرفة وتشجيع المُشاركة هي مفتاحُ التغيير على المدى الطويل لتنمية قُدُراتهم في نبذ العادات والسُّلُوكيَّات البيئية السيئة.

المراجع

خنفر، أسماء راضي وخنفر، عايد راضي. (2016). التربية البيئية والوعي البيئي. الأردن: دار الحامد.

https://www.undp.org/sites/g/files/zskgke326/files/migration/lb/Earth-Day.pdf

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق