سوق عكاظ

طفولةٌ لم تكن 

 

بقلم: الأديبة..إليسار عمران

 

كانَ عليهم أن يفعلوا أيّ شيءٍ من أجلِ الحصولِ على الحريّة باختراعِ الحججِ الواهية ،لقد فشلوا في أخذِ حرّياتهم وهم أطفالاً
في مجتمعاتٍ تحاولُ إنشاءَ طفلٍ معاقٍ عن الحياة ولاتسمح لهُ بالتعاملِ مع حاجاتهِ النّفسيةِ الأساسيةِ والضّروريةِ

أن تحرفَ الوردَ عن شعاعِ الشّمسِ لتحفظهُ في تربةِ الظلّ هذا يعني أن تحوّلهُ إلى غاباتٍ من السّرخس سيلتوي حتماً وسيمتدّ في التربةِ السهلةِ ليشبعَ عطشهُ للضّوءِ

تحاولُ أن تلفتَ الآخرينَ إلى ذلكَ الطّفلِ الممزّقِ كقطعِ ملابسٍ نشروها على حبلِ الغسيلِ أمامَ عيونِ الملأِ وحولوه إلى سخريةٍ للتافهين
هم لاينتمونَ إليه بعد اليومِ لقد عظمت أخطاءه فتبرؤوا منه وهو لايحفلُ بالانتماءِ أليهم .
عتبكَ كبيرٌ ولكنّكَ لاتستطيعُ شرحه لهم جملةً وتفصيلا

حينَ زارَ الطّبيب أخبرهُ عن قصّةٍ شاعتْ أنّهُ بكى وتناولَ دواءً منوماً بسببِ حزنهِ الكبيرِ على بطلةِ القصة بالمسلسلِ الذي انتهى في أحدِ الأيّامِ،لقد شاعَ خبرُ جنونهِ بالقريةِ وضحكوا عليهِ

ليتهم دخلوا جوارحك التي كانتْ تشتاقُ للاحتضانِ والاحتواءِ
وراجعوا طبيباً نفسيّاً حينها لكنتَ اليومَ تنقذُ المتطرفينَ حول العالم الذينَ يحاولونَ السّيطرة والإحكامَ على التلقائيةِ والعفويةِ والانسيابيةِ ويحولونَ هذا الكونُ إلى محضِ متعةٍ عابرةٍ

السّعادةُ شقاءٌ ياصغيري و مكابدةٌ للنفسِ..
تجاهلهم الآنْ فوراً فعلاجهم التجاهلُ
عدْ طفلاً الآن واغفر لهم الخطايا لقد مروا على طفولتهم مرور الكرامَ
أمّا أنتَ ولو عاقبتكَ ستبقى ذلكَ الطفلُ الذي أحببتهُ يوماً ما
ولا أريدهُ أن يكبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق