أقلام حرّة

طفلك وتوازنه النفسي

 

أعدته وكتبته: د/ ياسمين ناجي «مدرس مساعد بقسم الصحة النفسية- كلية التربية- جامعة السويس»
أوجه اليوم مقالي لبرعم صغير من براعم الأسرة ويكاد أهم ما توجه الأسرة اهتمامها له في حياته منذ أن يكون جنين في بطن أمه لا يعي شيئًا، وذلك البرعم هو الطفل الذي طالما تحلم به كل أسرة عندما تسمع خبر أن الزوجة حامل في طفلها الأول.
ولكن كيف تهتم الأسرة بذلك الكائن الصغير الذي يعتبر هدية من رب السماوات السبع لأسرته، فالإهتمام بالطفل تتعدد جوانبه وفي جميع الإتجاهات والنواحي؛ لذا سوف أتحدث اليوم عن عنصر مهم في الشخصية الإنسانية وهو التوازن النفسي.
يجب على الإنسان أن يعيش في حالة من التوازن والتواؤم والتلاحم النفسي بينه وبين نفسه وبينه وبين البيئة الاجتماعية التي يعيش وسطها. إن كلمة التوازن تعني أن يكون هناك شيء من «الهارمونية» والتناسق بين وظائف ومكونات النفس وبين جوانب شخصية الفرد هذا التوازن والتوافق يسمى بالتوازن الداخلي بين الإنسان ونفسه، وتكون العلاقة بين الوظائف المختلفة للنفس علاقة تبادلية منتظمة تسير على نسق متوازن في هارمونية تجعل شكل الحالة النفسية للإنسان صحة مستقرة، يشعر فيها بالاسترخاء والطمأنينة، مع الهدوء والاستقرار النفسي.
لذا هناك بعض النقاط التي لابد أن نلقي لها بالاً وننتبه إليها جيدًا في هذا الأمر:
أولها: إن النفس تتألم مثلما يتألك الجسد تمامًا، ولها أمراضها كما للجسد أمراضه، وهذه الأمراض لها أعراضها أيضًا مع الفرق أن الأمراض العضوية يشعر بها المريض في حينها، أما الأمراض النفسية فأعراضها لا يشعر بها المريض في حينها، بل يمكن أن تلاحظ بواسطة الآخرين، أو بعد فترة من الزمن.
ثانيهما: إن هناك فرقًا بين أعراض المرض النفسي، وأعراض المرض العضوي.. فالمرض النفسي قد تؤثر أعراضه على المحيطين بالمريض، أما المرض العضوي فلا يتأثر به إلا صاحبه.
حقيقي قد يتأثر به المحيطون، بأن يصيبهم الحزن والألم من أجله، ولكنه لا يكون سببًا مباشرًا في اضطرابهم وعدم استقرارهم النفسي.
ثالثهما: قد تتسبب الأسرة في مضاعفات للمريض النفسي دون أن تدري وذلك إذا كانت الرعاية والحب زيادة عن اللزوم أو العكس.
ولذا إذا كان دور الطبيب العضوي يقتصر على رعاية مريضه، فدور الطبيب النفسي لا يقتصر على ذلك، بل لابد أن يشمل من حوله حتى يتحقق له الشفاء.
رابعهما: الأمراض النفسية لها أسبابها، ومنها ما هو وراثي، بمعنى أن يكون لديه الاستعداد للإصابة بالمرض، ولكنه لا يولد مريضًا به، أو تعرض لضفوط حياتية أو عضوية من الممكن أن تظهر أعراض المرض على السطح.
خامسها: المرض النفسي من الممكن أن يظهر على المريض مباشرة إذا تعرض مثلاً لحادث أو صدمة، وقد يظهر بالتدريج، وهذه الحالة البطيئة من السهل السيطرة عليها وعلاجها، فبمجرد معرفة أسبابها يمكننا أن نتحاشاها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق