أقلام حرّة

طفلك والصيف (2)

 

أعدته وكتبته: د.ياسمين ناجي مدرس مساعد بقسم الصحة النفسية- كلية التربية- جامعة السويس

سوف أُكمل حديثي اليوم عن الأجازة الصيفية وما يُمكن القيام به فيها لاستغلالها أحسن استغلال للأسرة والأبناء..

فكما ذكرتُ مُسبقًا أن الأجازة الصيفية هيا فرصة للاستجمام والاسترخاء من تعب ومجهود العام الدراسي للوالدين والأبناء.. وهيا أيضًا بمثابة فترة لفصل الجسد والنفس عن عناءِ الدراسة وما بها من مشاقِ ذهنيةٍ وجسديةٍ ونفسيةٍ..

ولكن ليس معنى ذلك أن نَفصل عقول أبنائنا تمامًا عن العلم والمعرفة.. لا. هذا خطأ كبير تقع فيه جميع الأُسر فبمُجرد انتهاء الدراسة يقع الأبناء تحت تأثير مسح كل ما في الذاكرة مما تعلموه أثناء الدراسة وكأن عقولهم مثل جهاز حاسوب يتم تخزين فيه كمية من المعلومات وتفريغها في الورقة الامتحانية وعند الخروج من اللجنة يتم الضغط على زر المسح لكل ذلك..

وهذا إن دل فإنه يدل على ضياع مبدأ العلم والمعرفة.. وهذا من أخطر ما نواجهه في مُجتمعنا وللآسف يظهر الفشل الدراسي والمهنى بسبب ذلك.. فمجال العلم والتعلم والمعرفة ليس مُرتهن بوقت أو مكان مُعين.. فإن هذا يتم تلقيه في كل وقتٍ ومكانٍ.. فالاستزادة بالمعرفة من وجهة نظري هي بمثابة غذاء للروح والعقل ويساعد على استنارة البصر والبصيرة لما يدور ويحدث حولنا من أحداث وتقدم تكنولوجي ومعرفي..

فلما لا نحث أبنائُنا على العلم والمعرفة في الأجازة الصيفية أيضًا.. إليكم بعض الأفكار التي يُمكن من خلالها تشجيع أبنائكم على القراءة والمعرفة والثقافة من الصغر:

♠ قراءةُ قصص للأطفالِ قبل النومِ: فذلك يبُث فيهم روح الاستماع والاستمتاع أيضًا بحكاية يكون في خُلاصتها نصيحة أو فكرة.

♠ قراءة الجرائد الصباحية وبجانبك طفلك: تلك العادة سوف يتعلمها طفلك منك بمُجرد أن يُمارسها معك كعادةِ يوميةٍ.. فقراءة والإطلاع على الجرائد الورقية أكثر استمتاعًا من الإطلاع على الأخبار في الموبايل.

♠ تخصيص وقت للأسرة للقراءة خلال اليوم: تلك العادة سوف تُساعد على تجميع الأسرة في مكان واحد بدل من أن يكون كلُ فرد في جانب ويحمل الموبايل ويعيش في عالم آخر.. بالإضافة إلى أن ذلك يُساعد الأسرة على الاستفادة من بعضها مما يقوم كلُ فرد بقراءتهِ.

♠ تعويد الطفل على الذهاب لمعرضِ الكتاب: تلك العادة يُمكن أن يُحِبُها الطفل نظرًا لأنها سوف تكون بمثابة رحلة لمكان مُنظم ومفتوح وفيه جميع الأنشطة الترفيهية والثقافية، وإشراك الطفل في اختيار الكُتب والقصص كلٌ حسب مرحلته العمرية.

♠ تخصيص مكان لمكتبة في المنزل: ذلك المكان عندما يجده الطفل أمامه من صغره واهتمام الآباء به.. سوف يبُث في نفس الطفل بأهمية المكتبة وما بها من كُتب.. وتعويده على تنظيف الكُتب كل فترة والاهتمام بترتيبها وتنظيمها كلٌ حسب المجال والتخصص.

♠ تعويد الطفل على قراءة التعليمات الاسترشادية: تلك العادة سوف تجعله يهتم لما تقوم الأسرة به كقراءة التعليمات على كل ما يتم شرائه من منتجات في السوبر ماركت، وقراءة التعليمات الموجودة في العلاج قبل استخدامه، وقراءة أي علامات هامة في الطريق سواء في الطريق العادي أثناء السير أو السفر.

♠ تعويد الطفل على استخدام محرك البحث للاستزادة بالمعرفة: وذلك يكون تحت توجيه واشراف وارشاد الآباء.. تجنُبًا من الوصول لمواقع غير موثوق فيها عند تلقي المعلومات منها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق