أقلام حرّة

شوق إلى كتاب الله

زيد الطهراوي يكتب:

شوق إلى كتاب الله / زيد الطهراوي

 

زادُ الغريب هو التقوى و غربتُه

قد أرهفتْهُ فصار العزمُ سيالا

 

و كلًَ يوم له في الأرض يحسبُه

كنزاً ليجنيَ في الفردوس أحمالا

 

شوقٌ ألمّ به للنور مكتملاً

و الشوقُ قد أشبعَ المشتاقَ إذهالا

 

جمرٌ كمثلِ ضياءِ الشمس إن سطعت

و بلسمٌ ليسير القلبُ شلالا

 

فاح الشذى فاستدرَّ السعيَ من هممٍ

معطاءةٍ فتحاكي الغيمَ هطَّالا

 

مُرتلينَ كتابَ اللهِ في شغفٍ

مع التدبرِ تفصيلاً و إجمالا

 

يبكونَ أعوامَ بُعدٍ عن مُعايَشةٍ

لنورِهِ فيُضيعُ العبدُ آمالا

 

فيُهرعون إلى التعويضِ في قلقٍ

كَمَنْ يُزيحُ عن الأعناقِ أغلالا

 

و همةُ المرء إن سارتْ إلى هدفٍ

فَسَعْيُها شرفاتِ المجدِ قدْ نالا

 

و المجدُ في الأرضِ مَوقوتٌ و مُنقطعٌ

و ربَّما تجدُ الإنسانَ مختالا

 

لكنَّ مجدَكَ في الجناتِ مُتَّصِلٌ

و أنْعُمُ اللهِ قدْ أبهرنَ إسبالا

 

و أنتَ في طاعةِ الرحمنِ مُعْتَكِفٌ

أخلصتَ لله أفعالاً و أقوالا

 

معَ التواضُعِ ترجو رفعةً سَمَقَتْ

و النفسُ قدْ خَشَعَتْ للهِ إجلالا

 

سبحانَ منْ أنزلَ القرآنَ يُنْذِرُنا

يوماً يُشيِّب في الأهوالِ أطفالا

 

و سوف يَرفعُ بالقرآن حافظَهُ

و منْ يُتابِعُهُ سمتاً و أعمالا

 

و كَرَّمَ اللهُ في الجناتِ من خَشَعتْ

و المُحْسِناتِ و منْ ربَّيْنَ أجيالا

 

همامةٌ تَرتجي ستراً و مرحمةً

فَتُسْدِلُ البَذلَ في الخيراتِ إسدالا

 

و شَوقُها لكتاب الله متصل

فتصطفيه بكوراً ثُمَّ آصالا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق