أقلام حرّة

شكوى صغيره كشفت” المسؤول كما يجب أن يكون”

 

 

*بقلم : مروه رضوان*

 

كانت البداية عندما تلقيت اتصالا هاتفيا من زميلنا الصحفي الجديد مراسل محافظة الغربية، والذي كشف في مكالمته، عن وجود بعض مزارع الدواجن الموجوده في المحافظه، وتفتقر إلى كافة الاشتراطات الصحيه والبيئة المطلوبه، والكثير منها غير مرخص، ليطرح فكرة عمل تحقيق صحفي عن ذلك، بعد أن طلب مني أن أتحدث مع رجل يدعى الحاج محمد، والذي بدأ حديثه معي بالشكر والثناء على أننا سنطرح مشاكل أبناء المحافظه، ونضعها نصب أعين المسئولين من خلال النشر في الاعلام والصحافة، وبدأ يحكي عن مشكلة مزرعه يستأجرها، شخص بقرية ” ديما” مركز كفر الزيات بالمحافظة، ولا يراعي الاشتراطات المطلوبه، ولا حتى سحب العينه من الدواجن قبل نقلها للتأكد من خلوها من فيروس أنفلونزا الطيور، ومن ثم الحفاظ على صحة المواطنين، كما إنه يعطي للدواجن عقاقير مخالفه، ومجرمه قانونيا، لزياده نموها ووزنها، بل إنه أيضا يتبع أسلوب البلطجة مع أصحاب المزارع المجاوره، ومنذ أيام قليلة تم عمل محضر سرقه كهرباء له بمعرفه مباحث الكهرباء بالمحافظة، وأثناء المكالمه وجهت سؤالا للحاج محمد، عن دور القائمين بمديرية الطب البيطري في التصدي لمثل هذه المخالفات، فكانت إجابته أنهم ليس لهم أي دور فقد ازدادت اعداد المزارع غير المرخصة، وازداد معها الدخلاء على المهنة الذين لا يفقهون شيئا عن تربية الطيور، ومن هنا ازدادت المخالفات، وقد يكون هذا سببا كبيرا لأنتشار مرض انفلونزا الطيور، وبخاصة أننا نقترب من فصل الشتاء، والأجواء المناسبة لنشاط الفيروس.

 

أتساءل، هل انتهينا من جائحة كورونا الذي راح ضحيته الآلاف من المواطنين، لنكتشف أن انفلونزا الطيور لازال يكشر عن انيابه؟!

 

ولا أنكر أنني في البدايه كنت أرى أن الموضوع يبدو بسيطا لا يستحق النشر، أو إعطاءه ايه اهمية؛ لكنني عندما استرسلت في الحديث مع الحاج محمد أثناء المكالمه الهاتفيه، اكتشفت أن للموضوع أبعادا أخري قد تبدو حقيقة في منتهى الخطورة.

 

وبمجرد أن انهيت المكالمه مع صاحب الشكوى، رأيت أنه من الأفضل قبل النشر التواصل مع المسئولين القائمين على الخدمات البيطرية.

واول من فكرت في التواصل معه فورا هو الأستاذ الدكتور *”عبد الحكيم محمود* ” رئيس الهيئة العامه للخدمات البيطرية بوزارة الزراعه، فأنا أعرفه جيدا وتواصلت معه مسبقا في مشكله، فوجدته لم يتوانى لحظه واحده في التفاعل معها، وأخذها بعين الاعتبار، والتواصل مع الجهات المعنية فورا، رغم إنه كان وقتذاك في مؤتمر، ولديه من زحام عمله ما يكفيه، وعذره معه، لكنه لم يتأخر، تواصلت معه مره أخرى عبر الواتساب، وطرحت عليه الشكوى، وجاءني الرد في وقتها، رغم اجتماعه أرسل لي رقم هاتف معاونه الدكتور *”طارق زكريا”،* وطلب مني التواصل معه، وارسال كافة تفاصيل الشكوى، وبالفعل تواصلت مع الدكتور طارق وعرضت عليه الأمر، وفقا لما فهمته من صاحب الشكوى، فربما يكون مختلط علي الأمر في تفهم بعض الأمور الدقيقه من الناحية البيطرية؛ ولكن هذا ما فهمته ..هكذا قلت للخلوق الدكتور طارق، عندما سردت له تفاصيل الشكوى، وبعدها أرسلت رساله عبر الواتساب للسيد محافظ مدينة الغربيه الدكتور *”طارق رحمي* ” عن ما يتردد بشأن مخالفات بعض مزارع الدواجن للأشتراطات الصحيه ونتاج هذا، والمزرعه محل الشكوى على سبيل المثال لا الحصر.

ولم يمض الكثير من الوقت ووجدت الرقم ٠٤٠٣٣٣٢٥٧٤ يتصل بي، عرفت بعد الرد عليه إنه الدكتور *”حاتم كمال أنور”* مدير مديرية الطب البيطري بمحافظة الغربية…الدكتور حاتم أكد في مكالمته أن الدكتور “طارق زكريا” تواصل معه، وأعطاه رقم هاتفي بخصوص شكوى خاصة بإحدى مزارع قرية ديما بالغربيه …قولت له بالفعل، وبدأت في سرد تفاصيل الشكوى كامله او كما ذكرت لي، وبعد أن أنهيت كامل التفاصيل، اتصل الدكتور حاتم على الأطباء المعنين بفحص الشكوى، وانا معه على الهاتف الأخر، وطلب منهم التوجه فورا إلى عنوان الشكوى، وقتها كانت الساعة تقترب من الخامسه والنصف مساءا، ما يعني انتهاء اوقات العمل الرسميه، ومع ذلك لم يرفضوا التوجه لمحل الشكوى؛ لكن كانت المشكله، في انصراف مسؤولي البيئة باللجنة التي سيتم تشكيلها، فقد انتهى الوقت الرسمي للعمل.

 

طلب الدكتور حاتم من الطبيب متلقي الشكوى، تشكيل لجنه والذهاب صباح اليوم التالي تمام الساعة الثامنة صباحا، كل هذا وانا استمع في صمت إلى مكالمات وتكليفات الدكتور حاتم، وبعد أن أنهى تكليفاته بشأن الشكوى، وتفرغ لمكالمتي دار بيني وبينه حديث مطول؛ لتستمر المكالمه قرابه ساعه، بدأ يشرح لي كيفية تعامل المديرية مع مثل هذه الشكاوي، والاشتراطات الصحيه والبيئة المتحذه للحد من انتشار الأوبئه، والفيروسات وكيفية تحصينات الدواجن والحيوانات، والقوافل الطبية، وكافة التدابير المتخذة والأجراءات الوقائية، بعد أن أوضحت له سبب اهتمامي بهذه الشكوى، وتخوفاتي من انفلونزا الطيور.

 

وحقيقه: استرسالي في الحديث مع الدكتور حاتم أضاف لي المعلومات العامه عن الرعايه البيطرية في مصر، كنت بحاجه لمعرفتها، لست أنا فقط بل كل مواطن مصري يخشى على صحته وصحة أسرته، كي ندرك جميعا أننا نعيش في كنف منظومة بيطرية تعمل بكد واجتهاد، وتتخذ كل ما يلزم من اجراءات احترازية ووقائية وتدابير لازمه وفق فكر مرتب، واحترافية عالية، تعمل ليلا ونهارا من أجل صحة كل مصري، تتحرى الدقه، وتفحص كل معلومه تستقبلها مهما كانت بسيطه؛ وقد يراها البعض لا قيمه لها، وهدفها الأوحد هو الوصول للحقيقه.

 

حقيقة، كان الحوار مع الدكتور حاتم او كما أطلقت عليه _*( المسؤول كما يجب أن يكون)*_ كان مثمر للغايه، لأنه لم يمدني بمعلومات وحقائق عن المنظومه البيطرية في مصر، وكيف تدار بمعرفه أطباء واساتذه، لا ابالغ إن قلت عباقره في الشأن البيطري وأدارة الثروات الحيوانية، أمثال السيد وزير الزراعة *” السيد القصير”،* والدكتور *عبد الحكيم محمود،* وغيرهم، وكيف تتصدى للأوبئة، وتستشعر الخطر قبل وقوعه، فتتخد من التدابير الاحترازية ملاذا امنا.

 

حقيقة بعد إنهاء مكالمتي الهاتفية مع الدكتور “حاتم انور”، لم انتظر اليوم التالي حتى نزول اللجنة المعنية، والتأكد من صحه الشكوى من عدمه، فهذا أمر أصبح غير مهم بالنسبه لي، بل أن تكهناتي صارت تشير إلى عدم صحه الشكوى، لانه طالما تدار المنظومه البيطرية بهذه الطريقه، وطالما أن المديريه البيطرية في محافظة الغربيه يديرها عقل كعقل الدكتور حاتم أنور، ويأخذ كافه أمورها على عاتقه، فمن المرجح عدم وجود ايه تجاوزات أو أخطاء.

 

أرسلت على الفور عبر الواتساب رساله إلى الدكتور “عبد الحكيم محمود”….لا أعرف كيف أثني عليه وأشكره، هل على اهتمامه الفوري بأي شكوى مهما كانت صغيره، أم على وجود امثال الدكتور “حاتم” في فريق عمله، كل كلمات الشكر والثناء لا تكفي، ثم ارسلت رساله أخرى إلى الدكتور “حاتم زكريا” قولت فيها شكرا واحده على مجهوداتكم، ووجود مسئولين يعرفون جيدا مهامهم الوظيفية، ويراعون ضميرهم المهني في صحه المصريين، لا تكفي، أما رسالتي الثلاثه كانت للسيد محافظ الغربية الدكتور “طارق رحمي”، الذي توجهت إليه بكل الشكر والتقدير على أدارته الرشيدة لمحافظه الغربيه، وجهود كل القائمين عليها تحت قيادته للنهوض بمستواها، وعلى رأسهم مديرية الطب البيطري.

 

وفي صباح اليوم التالي، هاتفني الدكتور “حاتم أنور” بشأن الشكوى، وشرح لي كل ما تم اتخاذه، وكانت توقعاتي صحيحه بشأن عدم صحتها، ولكن اللافت للنظر نزوله بنفسه للتأكد منها، والوقوف عليها مع اللجنه، ويبدو أنه معتادا على هذا سواء في الحملات التفتيشية أو التعامل مع الشكاوى.

 

وختاما”، لا يسعني سوى أن أشكر الدكتور “حاتم أنور” المسؤول صاحب الضمير الحي، والدكتور “عبد الحكيم محمود” على حسن قيادته للأداره العامه للخدمات البيطرية، واشكر الوزير المتفاني في أداء مهام عمله وقياده وزارته بمنتهى الحنكة وتجاوبه مع الجميع حتى رجل الشارع البسيط، وهذه حقيقة عشتها بنفسي عندما واجهتني مشكله، وتعرضت أرضي بمدينه العلمين للتجريف، وتواصلت معه وتم فحص الشكوى خلال دقائق معدوده السيد وزير الزراعة ” السيد القصير”.

 

أشكر السيد الرئيس *”عبد الفتاح السيسي”* على حسن أختياره لرجال المهام الصعبه، وعلى الطفرات غير المسبوقة التي يشهدها الأن القطاع الزراعي، والأمن الغذائي.

 

أشكر الشكوى غير الصحيحة، التي أثبت لي فعليا أن هناك مسئولون يسلكون الدرب الصحيح؛ للحفاظ على صحة المصريين، والإرتقاء بالمنظومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق