العالم اليوم

شراكة استراتيجية رائدة بين بنك الطعام المصري و”يونيليفر مصر” لرفع كفاءة الموارد المائية للمزارعين

كتبت ـ راندا يحيى يوسف

 

إتساقا مع معايير عمل “التحالف من أجل إدارة الموارد المائية”، ومع رؤية مصر 2030م للتنمية المستدامة، تم إطلاق مشروع رفع كفاءة استخدام الموارد المائية للمزارعين في منطقة حوض المغرة بمحافظة مطروح، والذي يستهدف دعم 153 مزارعاً ومساعدتهم على توفير نحو 720,000 متر مكعب من المياه سنوياً.
يأتى هذا المشروع فى إطار الشراكة الوطنية بين “يونيليفر مصر” و”بنك الطعام المصري تحت عنوان ” إدارة المياة للزراعة المستدامة”، يذكر أن المشروع يعد نموذجا متميزاً قابل للتطبيق على نطاق واسع في مجال الزراعة ووسائل الري المستدامة وتمكين المجتمعات.
ويهدف إطلاق مشروع «رفع كفاءة استخدام المياه الزراعية للمزارعين» في منطقة حوض المُغرة بمحافظة مطروح، ليكون أول برنامج من نوعه تطلقه «يونيليفر» في مصر بهدف الحفاظ على الموارد المائية وترشيد استهلاكها وذلك في إطار التزام الشركة ببرنامجها الشامل للإدارة المستدامة للمياه، ولقد شهد المؤتمر الصحفي، الذي عُقد بمناسبة إطلاق المشروع، مشاركة ممثلين عن كلٍّ من وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، تأكيدًا على الدعم الحكومي لهذه المبادرة، بالإضافة لتوافقها مع الأولويات الوطنية في مجال إدارة الموارد المائية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويُنفَّذ المشروع على مدار 12 شهراً بتمويل كامل من شركة «يونيليفر»، وبإشراف وتنفيذ «بنك الطعام المصري». وتشمل مرحلته الأولى التعاون مع 153 مزارعاً على مساحة 200 فدان في مدينة العلمين بمحافظة مطروح.
تأتي هذه المبادرة في إطار أهداف الاستدامة التي تتبناها شركة «يونيليفر»، والتي ترتكز على أربعة محاور رئيسية هي: المناخ، والطبيعة، والمواد البلاستيكية، وسبل العيش. وتهدف هذه المبادرة التي تندرج تحت محور الطبيعة تحديدا، إلى الحفاظ على المياة من خلال تبني نظم وممارسات تدعم الحفاظ على البية ومواردها الطبيعية مما يساعد على تعظيم الزراعية جعلها أكثر قدرة على الصمود والتجدد، مع الالتزام بالحفاظ على المساحات الخضراء وحمايتها من الإزالة.

ولتحقيق أهدافه، يعمل مشروع رفع كفاءة استخدام المياه الزراعية في محافظة مطروح على إدخال تقنيات الري الذكي، وتطبيق أنظمة التسميد مع الري، إلى جانب تنظيم برامج تدريبية للمزارعين حول الممارسات الزراعية المستدامة، بما يسهم في الحفاظ على المياه وترشيد استهلاكها ودعم جهود التشجير.
ويستهدف المشروع تحقيق وفر مائي لا يقل عن 720 ألف متر مكعب سنويًا، مع إمكانية الوصول إلى وفر مائي يصل إلى 5 ملايين متر مكعب سنويًا مع مواصلة تبنّي وتطبيق ممارسات الاستدامة التي يسعى المشروع إلى ترسيخها ونشرها. ولتوضيح حجم الأثر، فإن 720 ألف متر مكعب تعادل تقريبًا احتياجات مياه الشرب لنحو مليون شخص سنويًا، وجدير بالذكر أن اعتماد ممارسات الري عالية الكفاءة، إلى جانب الممارسات الزراعية المستدامة بيئيًا، يسهم بصورة جوهرية في تعزيز قدرة المزارعين على التكيّف مع ظروف الجفاف والظواهر الجوية القاسية التي تشهدها المنطقة، بما يضمن استقرار الإنتاج الزراعي حتى في ظل التحديات المناخية الصعبة.

ممارسات الزراعة المستدامة
يُعد حوض المُغرة أحد أهم مصادر الري الرئيسية لمزارعي محافظة مطروح، غير أن هذا الخزان المائي الطبيعي يواجه ضغوطًا متزايدة نتيجة السحب الجائر واستصلاح الأراضي والنمو السكاني في المنطقة. ومن خلال تحسين أداء شبكات الري بالتنقيط، وتعزيز قدرات المزارعين، تسعى هذه المبادرة إلى مواءمة جهودها مع استراتيجية «الدلتا الجديدة»، وإطار «التحالف من أجل الإشراف على المياه»، فضلًا عن تبنّي منهجية «الحساب الحجمي لفوائد المياه» لضمان تحقيق أكبر أثر ممكن.
في تعليقه على هذه المبادرة الرائدة.
وعلى هامش المؤتمر قال السيد/ جيم طارق يوكسل، مدير عام يونيليفر لمنطقة شمال أفريقيا، بلاد الشام والعراق: إن مراقبة استهلاك المياه وترشيد استخدامها يُعد أمرًا حاسمًا لمستقبل الزراعة في مصر والصناعات التي تتغذى على توفير المياه. ومن هذا المنطلق، نسعى من خلال هذا المشروع إلى تعزيز جهود الاستدامة خارج نطاق مصانعنا ومنشآتنا الإنتاجية، عبر الاستثمار المباشر في دعم المجتمعات الأكثر احتياجًا. وتستند هذه المبادرة إلى الركائز الأربع التي تقوم عليها استراتيجية «يونيليفر» للاستدامة، وبشكل خاص ركيزة الطبيعة والزراعة . فمن خلال دمج التطبيقات العلمية المثبتة في مجالات الري والزراعة والتسميد مع المشاركة المجتمعية الفعّالة، نستطيع تطوير نموذج قابل للتكرار يُحدث أثرًا مجتمعيًا وإنتاجيًا واسع النطاق، فضلًا عن تحقيق وفر مائي كبير.”
وتابع قائلًا: ” لقد كانت «يونيليفر» دائمًا جزءًا من مسيرة النمو في مصر منذ عام 2001، ويظل التزامنا راسخًا تجاه هذا السوق الحيوي عبر عدة محاور، من أبرزها الاستثمار والتصنيع وإقامة الشراكات، فضلًا عن الإسهام في بناء مستقبل أكثر استدامة ومرونة للبلاد.”

من جانبه، قال الأستاذ / محسن سرحان، الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري: “هذه الشراكة الفريدة من نوعها ستمّكن صغار المزارعين في مطروح من تبنّي ممارسات بيئية وزراعية مستدامة، ومساعدتهم على تعزيز سبل العيش والأمن الغذائي، ويُجسّد هذا المشروع المنهج الشمولي الذي يطبقه بنك الطعام المصري للتخفيف من حدة الجوع، حيث لا يقتصر عملنا على توفير الغذاء فحسب، بل يمتد لمعالجة التحديات الأساسية التي تهدد الأمن الغذائي”.
يستطرد: “في الوقت نفسه، ومن خلال رفع كفاءة استخدام المياه في الزراعة، سيحقق المزارعون حصادًا أكثر استدامة، وهو ما يدعم رسالة بنك الطعام الساعية لضمان وصول الغذاء للأسر الأكثر احتياجا بشكل مستدام ومضمون، ومن خلال تعاوننا المثمر مع «يونيليفر» ومحافظة مطروح والهيئات الحكومية الأخرى، سنساهم عبر هذه المبادرة في بناء قدرات المجتمعات المحلية لفترةٍ طويلة يمتد أثرها لما بعد انتهاء هذا المشروع”.

الإدارة الرشيدة للمياه

يُنفَّذ هذا المشروع بالتنسيق والتعاون مع الإدارة الزراعية بمدينة العلمين، وبالشراكة مع عدد من منظمات المجتمع المحلي والخبراء الفنيين. ومن خلال ترسيخ ممارسات الاستدامة في المناطق الأكثر احتياجًا مثل محافظة مطروح، يسهم المشروع في تعزيز قدرات المزارعين على التكيّف مع التغيّرات البيئية والمناخية، بما يتماشى مع أولويات خطط التنمية الوطنية في مصر،
ولقد نجحت شركة «يونيليفر مصر» في خفض انبعاثاتها الكربونية من النطاقين (1) و(2) بنسبة 74% منذ عام 2008 وحتى اليوم، كما تمكنت من تقليل استهلاكها من المياه بنسبة 54%، وخفض استهلاك الطاقة بنسبة 24% ضمن عملياتها التشغيلية. وتمثل هذه النتائج إنجازات بارزة على صعيد المجالات الأربعة الرئيسة التي تركز عليها الشركة في استراتيجيتها للاستدامة.
واليوم، ومن خلال أربعة مصانع وأكثر من 1,200 موظف، تواصل شركة «يونيليفر» خدمة ملايين المستهلكين في مصر، فيما يتم تصدير ما يقارب نصف إنتاجها المحلي إلى أكثر من 30 دولة في خمس قارات، وهو ما يرسّخ مكانة مصر كمركزٍ استراتيجيًا عالميًا للإمداد والتوريد. وإلى جانب بصمتها الصناعية واسعة التأثير، تواصل الشركة الاستثمار في مشروعات تسهم في تعزيز المرونة، وتحقيق الأمن الغذائي، وحماية البيئة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق