المميزةصحتك تهمنا

سرطان في أكياس البلاستيك وملصقات الطعام

 

 

 

كتب/ د.رضا محمد طه

 

 

دراسة جديدة نشرت مؤخراً في رسائل العلوم والتكنولوجيا البيئية وأجراها باحثون في جامعة نوتردام، أظهرت نتائجها أن الاكياس-الحاويات-البلاستيكية المفلورة عالية الكثافة من مادة البولي إيثيلين HDPE والمستخدمة في المنظفات المنزلية والمبيدات الحشرية ومنتجات العناية الشخصية مثل مستحضرات التجميل وتغليف المواد الغذائية، تحتوي تلك الأكياس علي مواد كيميائية يطلق عليها بير فلورورو ألكيل حمض الكاربوكسيليك Perfluoroalkyl Carboxylic Acid وتعرف إختصاراً ب “بي إف إيه إس PFAS “. ونظراً لأنها لا تتحلل في مدافن النفايات وتلوث أيضاً مصادر مياه الشرب وتضر بصحة الإنسان والحيوان ولأنها موجودة في أوراق التواليت فيمكن أن تتسرب من خلال أوراق التواليت لمياه الصرف الصحي.

تتسرب تلك المواد الخطرة من الاكياس البلاستيكية المستخدمة لتخزين الطعام بفعل الحرارة وتصل إلي الطعام مما يعرض الإنسان لمخاطر هذه المواد الكيميائية الخطيرة، مسببة مشكلات صحية مثل سرطان البروستاتا وسرطان الكلي وسرطان الخصية وسرطان المبيض وتليف الكبد والعقم وسكر الحمل وإنخفاض في وزن الأطفال المولودة وكذلك التسمم المناعي إضافة إلي امراض الغدة الدرقية ومشاكل في التمثيل الغذائي.

في عام 2021 أعلنت وكالة حماية البيئة عن خارطة طريق إستراتيجية PFAS-واعدة بالعمل علي التعرض الواسع النطاق ل PFAS، وتتضمن الخطة تطوير فهم أكثر شمولاً للتأثيرات الصحية والبيئية للتعرض للسلفونات المشبعة بالفلور، ومنع المزيد من تلوث الهواء والأرض والمياه وضرورة التخلص من PFAS الموجودة بالفعل في البيئة. ويعتبر PFAS سيف ذو حدين، فخصائصه الكيميائية تجعله مادة ممتازة للإستخدام الصناعي، وهي نفس الخصائص التي تهدد البيئة وصحة الإنسان.

مادة كيميائية أخري تستخدم علي نطاق واسع في العبوات البلاستيكية هي البيسفينول إيه Bisphenol A ((BPA، وهي سامة ومرتبطة بسرطان البروستاتا وسرطان الثدي، وتوجد عادة في البلاستيك ، وبطانة علب الطعام ، وزجاجات المياه ، والإيصالات الورقية. وكانت دراسة جديدة من جامعة ماكجيل قد اظهرت أن الكنديين يتعرضون كل يوم للبيسفينول BPS في الأطعمة الطازجة التي يأكلونها ، حيث تنتقل المواد الكيميائية من الملصقات الموجودة على مواد التعبئة والتغليف إلى الطعام. يتم حظر BPA في بعض البلدان ولكن لا يزال مسموحًا باستخدام مواد كيميائية مماثلة مثل BPS.

والبيسفينول BPA هي مادة كيميائية يمكن أن تتداخل مع الهرمونات في جسم الإنسان وتسبب نتائج صحية ضارة، بما في ذلك السرطانات والسكري وتلف الخصوبة-عقم- إعاقة في نمو الأطفال. والآن هناك أدلة متزايدة على أن BPS قد يكون لها تأثيرات صحية مماثلة ،كشفت الدراسة دليلاً ولأول مرة يؤكد على أن BPS والمواد الكيميائية البديلة الموجودة في ملصقات الطعام تنتقل من خلال مواد التعبئة والتغليف إلى الطعام الذي يأكله الناس.

فحص الباحثون مجموعة متنوعة من الأطعمة الطازجة المعبأة التي تباع في كندا مثل اللحوم والجبن والخضروات ومنتجات المخابز. وقارنوا أيضًا بين الأسماك المشتراة من المتاجر في كندا والولايات المتحدة ، والاختلافات بين الطعام المغلف بأغشية تغليف بلاستيكية مع أو بدون ملصقات الطعام. وجدوا تركيزات عالية نسبيًا من مادة البيسفينول BPS في ملصقات الطعام الحرارية، مثل بطاقات الأسعار والملصقات، حيث يتم استخدام الحرارة لطباعة الرموز الشريطية أو أسعار الوحدات. في المقابل ، وجدوا القليل من BPS في أغشية البلاستيك ، والوسادات ، والصواني.

وأظهر الباحثون أن كمية BPS الموجودة في الأطعمة التي تمت دراستها تجاوزت بشكل كبير حد الاتحاد الأوروبي ، والذي ينظم الكمية المسموح بها من المواد المنبعثة من مواد التعبئة والتغليف التي تلامس الطعام. تقترح الدراسة إجراء تقييم أكثر شمولاً لمخاطر البيسفينول BPS وقدرتها على الهجرة إلى الغذاء من التعبئة والتغليف بما يساعد في تطوير إرشادات تنظيمية في قطاع الأغذية.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق