المميزةمن القلب للقلب

زوجة …عاندها القدر

 

 

 

تقدمه: د.أماني موسى

 

الزوج الصالح هو الحبيب والأب والأخ والصديق، هو كل ما لنا في هذه الدنيا، وقد تجبره الحياة على الغربة وتلهيه فينشغل عنا فنشعر برغبة بعتابه، ويبقى بداخل كل منا حكاية نتمنى لو ننساها وحكاية أخرى نتمنى أن تعود من جديد،

لكن

مازال فى العمر بقية

لضحكة لم يجود القلب بها

لسهرة سمر فى ضوء القمر

لعمر جديد يرسل الامل

 

زوجى الحبيب:

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

 

أرجو أن تكون بخير وبصحة ,أدام الله عليك الصحة والعافية .

 

ارجوك دعني أبعثر كلماتي، دعني أغضب، دعني أبكي، وأعاتبك دعني ودعني،ارجوك اسمعنى.

 

أني والله مشتاقة اليك من يوم سفرك عنا لبلاد الغربة لعملك ولقد افتقدت إلى جلستك وضحكتك ووجودك معى انا وأولادك .

 

زوجى الحبيب:

إن العمل عبادة وأمر مطلوب من كل شخص قادر وعليه مسؤوليات , وأنت باختيارك للغربة تكون وضعت نفسك في الطريق والمكان الخطأ .

 

رحلت إلى بلاد الغربة وهجرت الأهل والأحبة..

تبحث عن مستقبل زاهر وتحسن من وضعك..

لكنك رحلت دون عودة دون جواب ولا رسالة..

ترى ماذا فعلت بك الايام ؟!!! والى متى هذا الهجران؟!!!!

ألا ينتابك الحنين والاشتياق للأحضان بين ذراعي أمك التي تموت شوقا لتراك او تضمك ليهدأ ضجيج قلبها من الخفقان..

رحلت، وما تركت لنا سوى رؤيتك في الأحلام ونستفيق دونك بعيد من الأوطان..

ياراحلا الا ترى، أن الزمن يذهب ولاشيء يعود كما كان..

أم انك تعلم وتتجاهل التفكير في ماسيحل ان رحلت أمك وغادرت الأركان..

تاه الحبر من القلم ولم يعد لي سوى أن اكتب كلمات لعلها تطفىء جمرة فراقك عنا من أعوام وسنين ، دون أي خبر كان.

أتيت أيام وسعدنا بعودتك ، فقط كأنها حلم مرة وخيال .

رحلت من جديد وتغربت ولم نعد نسمع عنك اي شيء سوى انك على قيد الحياة لكن الأشواق تقتل فينا والأيام تجري بنا ولانعلم خفاياها بعد ، سوى الأمل في الله الرحمن..

ألا تستفيق من سباتك وتعود لتعم الفرحة في البيت في كل ركن من الأركان..

نسمع ضحكاتك الجميلة وهي تملأ الجميع فرحة وبهجة..

ليتك تقرأ كلماتي وتفهم عبارتي وتحن لتعود من جديد وتعيد لنا الحياة ونفرح بوجودك معنا .

 

زوجى الحبيب:

كفاك غربة وعد إلى بلدك والى حضن أمك التي تتلهف فقط لتراك قبل أن ترحل ويبقى لك الندم طول العمر ولاينفع ذلك بعدها سوى الجرح في القلب وسيبقى اثره مدى الدهر والأزمان..

 

زوجى الحبيب:

رحلت وهجرت في بلاد الغربة, ونحن نشتاق لك. وليس لنا سوى الأمل في الله أن تعود في يوم من الايام..

 

عود إلى وطنك ، لا تجعل الأنانية تسيطر عليك، وتجعلك ترى الحياة تدور حولك فقط فأنا وأولادك بحاجة إليك ، بحاجة لاحتوائك فبعد موت أبى انت الأب والسند ,والمنى والأمان.

حبيبى يؤلمني غيابك ويؤرقني فراقك، أحبك وقلبي ينتظر عودتك فلا تطل الغياب فكم من غائب بجسده حاضر بطيفه، عد يا غالي ففي قلبي الكثير.

 

حبيب قلبى، كنت دائما أحاول إخفاء ألمي عندما تحادثنى ،كنت دائما أعاتبك بصمتي وبملامحي كنت دائما عندما اتعب أعاتبك بكلماتي، كنت ولا زلت تلك التي تعرف كل شيء ولكن تتجاهل ذلك.

لن أعاتبك على إهمالك، لن أناقشك في أسباب غيابك ورفضك أن تعود مرة أخرى بيننا ومعنا ، لن أخبرك بالمواقف التي تزعج قلبي، سأعتاد كل شيء حتى ارحل فجأة أو ترحل أنت لا يهم، فالمهم وبعد حالة صمتي أننا لن نبقى معا أبقى كما أنت واقتلني من الداخل لكن إياك أن تعاتبني علي تغيري عندما أصير معك شخصا آخر.

زوجي عندما أعاتبك فأنا لا أكرهك ،أنا فقط أكره أن يأتيني ذاك الشعور الذي يدعوني للرحيل لأني تحملت وحدى الكثير.

ما تفعله معى الان يؤلمني كثيرا من اسلوبك وتعاملك معي بقسوة وقلة اهتمامك .

ادعو الله ان يلم شملنا بالرغم من قسوتك واهمالك لي.

لم اجلس معك وجها لوجه منذ أعوام ولكنك قريب مني ومن قلبى بشكل دائم.

حبيبى اعلم إن الحرمان يعد من المشاعر السيئة للغاية التي يمكن أن تشعر بها .

زوجي تعلمت لأجلك لغه الصمت كي لا اعاتبك وأقول بمرارة لك خذلتني عندما غبت.

زوجى اشتقت إليك شوق المسافر للأوطان شوق طفل للإحتضان اشتقت إليك.

 

زوجى الحبيب:

عندما أعاتبك على الإهمال وأتفه الأشياء وأخلق منها المشاكل فتأكد أن هذا من جنوني بك ولهفتى عليك وحنينى اليك .

 

أليس انت من اراد الرحيل .

اعلم يارفيق دربى أنني مهما قسوت في عتابك فإن حبك لم ينقص أبدا، ولن ينقص يوما، إنما أعاتبك حتى تستيقظ قبل ضياع العمر.

بعدك يقتلني، يشعرني بالانكسار أكثر وأكثر، أنك ربما لا تشعر بتوالي الأيام والشهور والسنين وأنت على هذا الحال لا تتغير، أرجوك استيقظ قبل أن أتغير أنا.

كنت أشعر دائما أن قربك جنة ووجودك راحة وكلماتك أمل وسماع صوتك هدوء، اجعلني أشعر بذلك من جديد، ولا تسمح للوقت أن يمضي أكثر من ذلك.

 

 

أكتب إليك ودموعي تسبق كلماتي. أنا حزينة وأتمنى أن تبث دموعي العاطفة في قلبك.

 

 

واعلم ياعزيزى ورفيق دربى :

أن الوطن يحن إليك كما تحن إليه، ففيه خطت قدماك الخُطى نحو المعالي، فله عليك بعد الله فضل عظيم، ولا بد من رد الفضل إلى أهله، وهذه شِيَم الصالحين، فلا تبخل عليه بالرجوع، وإنْ أغرتك الدنيا بمالها وجمالِها.

 

وتذكر أن النبي المصطفى – صلَّى الله عليه وسلَّم – كان يحن إلى بلده وأرضه، فليكن لك فيه أسوة حسنة، وتذكر أما وأبا، لهما عليك حق عظيم، وفي برهما الطريق إلى الجنة، وفي البعد عنهما قسوة للقلب، وموت للروح.

 

هي بلادك تنتظر رجوعك ونِتاجك، فليكن خيرك لبلدك؛ فهي أحق البلاد بك.

لاتنسى الوطن الأم حيث بقايا ألعابك ومدافن آبائك وأجدادك، ولا يزال هناك من إخواتك وأقاربك من ينتظرك بأحر من الجمر.

 

ختاما أسأل الله لك التوفيق والسعادة .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

امضاء

زوجة عاندها القدر.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق