أقلام حرّة

د. مني صبحي نور الدين تكتب: دحر تلوث الهواء

 

دحر تلوث الهواء .
هو الشعار الذى اختارته الصين باعتبارها الدولة المضيفة للإحتفال بيوم البيئة العالمى ٥ يونيو تحت رعاية الأمم المتحدة عام ٢٠١٩
حيث تعد مشكلة تلوث الهواء من المشكلات العابرة للحدود والبحار والمحيطات والقارات ولا يمكن إيقافها على بلد معين ويرجع التلوث إلى العديد من الأسباب والأنشطة الإقتصادية والبيئية وعدم وجود الرقابة اللازمة فى بعض القطاعات ومن أهمها النقل والصناعة واستخدام الوقود الحيوى والاستخدام المنزلى وحرق الأشجار والغابات وقطعها .
ويلعب قطاع النقل دورا هاما فى ارتفاع نسبة التلوث الهوائي ولقد بينت الأمم المتحدة أن قطاع النقل يتسبب فى أكثر من ربع انبعاثات ثانى أكسيد الكربون وهى نسبة متزايدة ومستمرة .
والمحافظة على الهواء من التلوث يجب أن يدرج ضمن خطط الدول وخاصة فى ظل أهداف التنمية المستدامة والتى ينبغى تحقيقها .
والتلوث بسبب وسائل النقل البرى أو وسائل النقل البحرى يرجع إلى استخدام أنواع معينة من الوقود ترتفع بها نسبة الملوثات وتزداد معها عوادم السيارات وانبعاثات السفن .
ومن أهم قطاعات النقل الذى يساهم بنسبة كبيرة فى تلوث الهواء هو قطاع النقل البحرى العابر المحيطات والذى يساهم فى نشر التلوث بصورة غير محدودة وتعد الانبعاثات الناتجة عن احتراق الديزل الذى يستخدم كوقود للسفن تحتوى على حوالى ٤٥٠ مركب مختلف منها ٤٠ مركب تعد من ملوثات الهواء .
ومن أهم الاتفاقيات العالمية الإتفاقية البحرية للسلامة الدولية International maritime safety وغيرها من الاتفاقيات التى تلزم موانئ العالم بتطبيق نظم الإدارة البيئية والسلامة ووفقا للإطار التشريعى فى مصر وقانون رقم ٤ لسنة ١٩٩٤ المعدل بالقانون رقم ٩ لسنة ٢٠٠٩ بشأن حماية البيئة والذى ألزم كل منشأة بسجل لتأثير نشاطها على البيئة وفى قطاع النقل البحرى يجب أن تقدم السفن تقريرا عن رحلاتها البحرية لتقدير حجم الانبعاثات الغازية من السفن لمراقبة تلوث الهواء ضمن خطط كل دولة نظرا لارتفاع نسبة ثانى أكسيد الكبريت الذى يكون متوافرا فى الوقود المستخدم لناقلات النفط وسفن الحاويات وكذلك ثانى أكسيدالكربون هذا فضلا عن بعض أنشطة الشحن و التفريغ المتعلقة بالصب الجاف داخل الموانئ مثل الأسمنت وغيره مما استلزم وجود أجهزة الشفط داخل الموانئ وتعبئة المنتج ذاته داخل السفن قبل نزوله على الأرصفة ولقد تابعت ذلك عند دراسة ميناء الأدبية فى السويس ولكن ستظل مشكلة انبعاثات السفن هى الأخطر على مستوى كافة الدول .
ولقد نشرت منظمة الصحة العالمية WHO ان ٩٢ % من سكان العالم تعيش فى أماكن تتجاوز فيها مستويات نوعية الهواء الحدود المسموح بها كما يتسبب تلوث الهواء فى المناطق المفتوحة فى وقوع نحو ٣ ملايين حالة وفيات سنويا وكذلك فى الأماكن المغلقة .
كما يتسبب النقل الحضرى داخل المدن فى زيادة تلوث الهواء وعلى الحكومات والدول لتبنى برامج فعلية تطبيقية والزامية للمحافظة على الهواء من التلوث وتقليله لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ومنها جودة الحياة والصحة فى ظل بيئات ومجتمعات مستدامة وآمنة وتعزيز الشراكات الاستيراتيجية بين الدول والمنظمات والمجتمعات لنرفع شعار معا لدحر تلوث الهواء .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق