أقلام حرّة

دموع صاحبة الجلالة . . محمد الحلواني ضمير الأمة الذي لم يمت

 

 

 

بقلم / أبوالمجد الجمال

رحل فارس بلاط صاحبة الجلالة وقيثارة الألحان علي الورق رحل محمد الحلواني ضمير الأمة الذي لم يمت وقناديل الإبداع التي لم تنطفئ ولن تنطفئ !

رحل الجسد الذي ذاق مرارة الظلم والقسوة والمعاناة والمأساة لحد لا يمكن أن يتصوره عقل ولم ترحل روح الحرية لتنير لنا كهوف الظلام وتكسر أجنحة طيور الفساد والإفساد رحل جسد الرجل وتبقي روحه لتغرس في الأرض أشجار الحياة الخضراء التي لا تذبل أوراقها ولا حتي في الخريف لتظل كالربيع الطلق الذي ينثر عبيره الفواح في الكون ليعيد الروح للأجساد البالية لتعلم أن أسياط الظلم والقهر لن تدوم وستموت علي أرض الحقيقة العارية مهما طال امدها !

كان الرجل نموذجا لقهر الفساد والإفساد سلاحه الوحيد القلم كالمقاتلين القدامي قاد أشرس المعارك دفاعا عن الوطن والمظلومين دخل عش الدبابير ليهدم معابد الكهان الجدد لكنه دفع الثمن باهظا من عمره ومستقبله وقوته حرم من عضوية النقابة بل حرم من دخولها كجسدا وروحا حاربوه قي كل مكان قطعوا لقمة عيشه وقوته وقوت أسرته حولوه إلي شبح إنسان يكاد يتنفس من ثقب إبره عاش الفقر والبؤس والحرمان والبطالة والتشرد والضياع ورغم ذلك لم يفقد الأمل فقد كان كنبراس الصبر الذي يتوج رأسه ورغم مسحه الحزن العميق التي كانت تخيم علي نفسه قبل أن تكسو ملامح وجهه العربي الأصل المتشرب بسمرة طين أرض النيل وكأنها رسالة لكل الفاسدين بأن عمر الفساد مهما طال فلن يدوم لأن كل المظلومين المقهورين والمطحونين محمد الحلواني فلو مات الحلواني سيولد ألف حلواني وحلواني يقهرون الفساد فالحلواني فكرة لا تموت كما لا تموت الروح بموت الجسد !

من أجل هذا كله هل يتحرك نقيب الصحافيين الإنسان بمعني الكلمة الزميل الرائع خالد البلشي ومجلسه الموقر في لمسة وفاء إنسانية لإقامة حفل تأبين للحلواني ودعوة أسرته ومحبيه وزملاءه وتلاميذه وأصدقاءه له تخليدا لذكراه العطره وتكريما لرحله عطاءه الإبداعي في بلاط صاحبة الجلالة التي حرم من شرف عضويتها أو حتي الانتساب إليها وتأبين كل الزملاء الذين حرموا من قدسية عضوية النقابة ووضع خارطة طريق عاجلة لكل من يعيشون نفس مأساة الحلواني وإنقاذهم قبيل أن يكون مصيرهم مثل الحلواني !

يا سيادة النقيب المحترم النقي يا سيادة أعضاء مجلس النقابة المحترمين انقذوا كل من هم علي شاكلة الحلواني وعاشوا مأساته قبيل رحيلهم ارحموهم يرحمكم الله

فكلنا محمد الحلواني وكلنا صوت ضمير الأمة الذي لم يمت ومازال يصرخ بأعلي صوت !.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق