أقلام حرّة

حُب الخير للغير

 

أعدته وكتبته: د/ ياسمين ناجي «مدرس مساعد بقسم الصحة النفسية- كلية التربية- جامعة السويس»

أسعد الله صباحم أو مساؤكم وقتما تقرأوا مقالي هذا.. وددت التحدث عن موضوع للآسف افتقدناه كثيرًا في مجتمعنا المصري وهو «حُب الخير للغير» فقد انعدمت تلك السمة بين بني البشر إلا من رحم ربي..

فحسب ما نعيشه اليوم يعتبر مجتمعنا تلك السمة ثقافة برغم أنها سمة إنسانية موجودة في النفس البشرية منذ خلق الخليقة.. ولكن مع انعدام سمات كثيرة اندثرت معهم وأصبح وجودها في البعض كأنه شيء غريب..

عندما أنظر لما حولي من تعاملات البشر مع بعضهم البعض أجد أنهم يفتقدوا تلك السمة التي أعتبرها من أهم سمات الإنسان على وجه الأرض.. فأرى أن الوقت الذي تُحب فيه الخير لغيرك دليل على إنك إنسان لديك إحساس بغيرك ويكون بداخلك الخير..

فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة»، ففِعل الخير بين البشر قد حثنا عليه رسولنا الكريم.. ففي الخير تكون الحياة وسعادتها وتنطلق النفس في فضاء من السلام والحُب والتراحم والرحمة والتسامح والود..

فلِما اندثرت تلك السمة بين البشر!؟ هل هذا من ضغوط الحياة أم انتشار الأنانية والطمع وحب الذات لدرجة قريبة من القسوة على الغير.. هل هذا ما جناه زمانُنا علينا؟ أم هذا لبُعدنا عن قيمنا وأخلاقنا التي من المفترض أن يتحلى بها البشر؟

فما نحن إلا نفس وروح في جسد.. فلِما كل تلك القسوة في زمن أصبح صعب علينا في جميع نواحي الحياة؟.. لماذا لا نُحب الخير لبعضنا ونفرح لغيرنا بما لديهم أو لما يصلوا له من نجاح وغيره؟

هل من الصعب علينا أن نُحب لغيرنا الخير مثلما نُحبه لأنفسنا؟ أرى أنه ليس من الصعب فعل ذلك.. فكل ما علينا أن نقترب من أنفسنا ونشعرها بالإكتفاء لما نحن عليه من نعم.. فبالرضا والإكتفاء وشكر المولى عز وجل على نعمه علينا -التي طالما من اعتيادنا على وجودها معنا شعرنا بالتعود عليها ونسينا نعمة الشكر والثناء على خالقها لنا- وقتها سوف نشعر بأن ما لدى غيرنا أو وصول غيرنا للنجاح والترقى ليس شيء غريب ولا نحقد عليهم، بل سوف نشعر بالفرح والسعادة لغيرنا مثلما نشعر لأنفسنا..

أدعو الله تعالى أن يرحمنا جميعًا لما وصلنا له من انعدام الأخلاقيات والسمات الإنسانية التي وهبنا الله إياها والتي بها سوف نشعر بأنفسنا وبقيمتنا.. فتلك الأخلاق والسمات بوجودها تتقدم الأمم وتزدهر ويعُم السلام والتراحم..

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق