منوعات

حلم الثراء يداعبك: إذا أنت مصاب بالميتومونيا

 الميتومونيا ؟

تعرف ‏”الميتومونيا “بأنها متلازمة تصيب أعدادا كبيرة من البشر ، حتى أن هناك إحصائيات ترجح أنها تصيب 80% منهم و تجعل هذه المتلازمة الشخص المصاب بها يتوهم أنه يوما ما سيعثر على حقيبة مليئة بالأموال ، أو بأشياء ثمينة قد تعود عليه بمقدار كبير من الأموال وينخرط في متاهة من الحلم محورها تخيل حياته الجديدة بعد الحقيبة ؛ فيما سينفق الأموال و شكل الترف و البذخ الذي سيبدو عليه و شكل سيارته أو منزله المستقبلي و حتى الاشخاص الذين سيكرمهم أو سيهينهم حين يحصل على المال و يتحول إلى صاحب سطوة و جاه.

2_ تمظهرات مختلفة للميتومونيا :

يتمحور تشخيص الميتومونيا لدى المصابين بيها عموما حول فكرة جوهرية أو وهم مشترك يجمعهم و مفاده : أن قدرا كبيرا من المال سيدخل حياتهم و يقلبها رأسا على عقب دون سابق مؤشرات و دون بذل أي مجهود في سبيله ؛ لا عمل و لا تجارة و لا أي سبب آخر معقول من الأسباب التي يجني بها البشرة المال في المعتاد .

كما أسلفنا القول فإن التمظهر الأكثر شيوعا لل ميتومونيا هو إنتظار يوم السعد الذي سيجد فيه مصاب الميتومونيا على حقيبة تحتوي على قدر كبير من المال و سيكون الأمر حسب توهمهم مجرد صدفة بحتة ، أي أن الأمر لن يكون له علاقة بسرقة ذاك المال من أحد أو حتى سعيهم للبحث عن ذاك المال في مكان يفترض بآحتمال و لو ضعيف أن المال قد يضيع من أصحابه على مقربة منه كالبنوك و المصارف و منازل الأثرياء و مقرات الشركات الكبرى . أي أن العملية بأسرها تقوم على أوهام مركبة تكاد تصل بصاحبها للإعتقاد أن حقيبة المال ستدق عليه غرفة نومه و ما عليه إلا أن يتمتع بحياته الجديدة في حضرتها.

الميتومونيا

مظهر آخر قد تأخذه الميتومونيا في أذهان من تلازمهم يتمثل في آعتقاد أن ضربة حظ ستقلب حياتهم رأسا على عقب و ستحولها من حالة فقر إلى حالة ثراء فاحش و تتمثل ضربة الحظ تلك في ورقة يانصيب يقدمها صاحبها ثم ينسى أمرها إلى أن يتم الإتصال به لإعلامه بأنه يتوجب عليه الحضور لسحب أمواله. لهذا السبب تطورت ألعاب اليانصيب و تعددت أشكالها كلعب على وتر متلازمة الميتومونيا الآخذة في الإستفحال في صفوف البشر لذلك كثرت ألعاب الحظ على الإنترنت و المحطات الإذاعية و التلفزيونية مدغدغة متلازمة وهم الإستثراء مصادفة لدى الكثيرين.

الشكل الآخر من أشكال الميتومونيا هو تخيل بعض البشر أن البحر أو السماء سيبعثان لهما بثروة موعودة و بعض هذه الأوهام يصل إلى درجة لا تصدق من الغرابة فآنطلاقا ممن ينتظر أن يقذف له البحر بكيس من الأموال أو الأغراض الثمينة الآتية من الضفة الأخرى و مرورا بمن ستنزل عليه الثروة في حطام طائرة و وصولا إلى من يبلغ به الأمر للإعتقاد أن نيزكا أو حجرا كريما باهض الثمن سينزل عليه من السماء ، أما الأغرب بين هذه التمظهرات على الإطلاق فهي تلك التي تتمثل في آعتقاد الكثيرين أن بعض سكان الفضاء سينزلون بصحنهم الطائر ليسلموه ثروة مرسلة لهم من قبل أسلافه الذين ينظرون إليه من عليائهم و هم في العالم الآخر.

3_خاتمة :

نظرا لآستعصاء المتلازمة ” ميتومونيا ” أحيانا على العلاج المعرفي السلوكي فإن الكثير من المصابين بها يظلون يرزحون تحت طائلة أعراضها رغم تظاهرم بالشفاء منها و يبقى الحلم أو الوهم لديهم قائما بأن الثروة قادمة و لو بعد حين. مثل هذه الأفكار المغلوطة و ترسخها في الأذهان تجعل قيمة العمل تتضائل في آنتظار أموال الحقيبة المعجزة و هي التي لن تاتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق