أقلام حرّة
“حرب الاستنزاف” ” ذكرى ملحمة جزيرة شدوان” ٠٠العيد القومي لمحافظةالبحر الأحمر

بقلم :أحمد مدكور
أحببت أن أتقدم بالتهنئة لأهالينا في
محافظة”البحر الأحمر” بمناسبة العيد القومي؛ ذكرى ملحمة وطنيةللمقاتل المصري الشجاع٠٠
“معركة جزيرة شدوان” ٠٠وقبل أن
أوصف لكم تاريخ المعركة؛ وما حدث على أرض الجزيرةمن بطولات سطرها المصريون الأبطال
بشجاعة منقطعة النظير٠٠واصبح للملحمة ميدان يعرف ب”ميدان شدوان٠٠ومسجل به أسماء الشهداء”
بمنطقة “السقالة” ب “الغردقة” ٠
قدرا كعادتي أتصفح الجرائداليومية” فوجدت صحفيا قد
كتب مقالة عن تاريخ حرب” الاستنزاف” ومعركة” شدوان”٠٠وللأسف الشديد جانبه الصواب والتوفيق؛ لأنه نقلا عن
” ويكيبيديا”ذكر تاريخأ مغلوطا٠٠
وأبدا بذكر مراحل حرب”الاستنزاف”
أشرف وأشرس حرب خاضها المقاتل
المصري الذي ظلم ولم يحارب لظروف خارجة عن إرادته في وكسة
ونكسة الخامس من يونية/حزيران
١٩٦٧م؛لذلك أصدرت القيادة السياسية قرارها بالصمود والتحدي
ورفض الهزيمة والعمل على إزالة أثار العدوان٠
المرحلة الأولي:”الصمود والتحدي”
وبدأت في الأول من يوليو١٩٦٧/٧/١م بعد أقل من شهر من الهزيمةوحتي السابع من مارس
١٩٦٨/٣/٧م “معركة رأس العش”
احتلت إسرائيل سيناء بالكامل عدا
مدينة”بور فؤاد” التي تقع على الضفة الشرقية للقناة في مواجهة
“بور سعيد” ٠٠وقد بلغ الصلف والغرور والغطرسة للعدو الصهيوني
مداه؛ وظن أن ما أحرزه من انتصارقدقضي تماماعلي مقاومة
الجيش المصري؛ وأعدوا العدة للتقدم قاصدين احتلال” بور فؤاد”
وتهديد ميناء”بور سعيد” ٠
ويسعدني للتاريخ والشباب الذين لم
يعاصروا ويعيشوا هذه الأيام أن يقرأوها بتمعن ليدركوا التضحيات
المبذولة والشجاعة النادرة لأجدادهم وأبائهم ٠٠بعض فقرات من مذكرات اللواء”محمد عبد الغني
الجمسي” رئيس هيئة العمليات للقوات المسلحة أثناء حرب العزة
والكرامة والثأر السادس من أكتوبر
العاشر من رمضان-المشير فيما بعد
ونائب رئيس مجلس الوزراء – “اليوم الأول من يوليو/تموز١٩٦٧م٠٠
أول يوم لتولي اللواء” أحمد إسماعيل علي”قيادة الجبهة-المشير
فيما بعد ووزير الدفاع-تقدمت قوة
إسرائيلية شمالا من مدينة”القنطرة”
” شرق القناة” في اتجاه”بور فؤاد”
شرق” بورسعيد” لاحتلالها؛وهي
المنطقة الوحيدة في سيناء التي لم
تحتلها”إسرائيل”؛ وتصدت لهاقواتنا
ودارت معركة”رأس العش” ٠٠كان يدافع عنهاقوة مصرية محدودة من
قوات”الصاعقة” عددها ثلاثون ٣٠
مقاتلا من قوة الكتيبة٤٣ “صاعقة”
بقيادة الرائد” محمد الشرقاوي”الذي
أعطى أمر عمليات لقائد سرية الصاعقة الملازم”فتحي عبد الله”
-لواء متقاعد حاليا بتجهيز السرية
للعبور؛ وعمل خط دفاعي أمام القوات الإسرائيلية المتقدمة؛وبالفعل تقدمت القوات الإسرائيلية
التي تشمل سرية دبابات”٣ دبابات”
مدعمة بقوة مشاة ميكانيكية في
عربات نصف جنزير؛وقامت بالهجوم
على قوات الصاعقة؛التي تشبثت
بمواقعها بصلابة؛وأمكنها تدمير الدبابات الثلاثة المعادية؛وعاود العدو الهجوم مرة أخرى؛إلا أنه فشل
في اقتحام الموقع بالمواجهة أو
الالتفاف من الجنب؛ وكانت النتيجة
تدمير بعض العربات نصف جنزير؛
بالإضافة إلى الخسائر البشرية؛
واضطرت القوة الإسرائيلية للانسحاب؛ وظل قطاع”بور فؤاد”
هو الجزء الوحيد من” سيناء”الذي
ظل تحت السيطرة المصرية حتي
نشوب حرب السادس من أكتوبر
العاشر من رمضان فقد كانت هذه المعركة هي الأولى في مرحلة”الصمود والتحدي”التي أثبت فيها المقاتل
المصري-برغم الهزيمة والمرارة- إنه
لم يفقد إرادة القتال٠
مع اللواء الدكتور “سمير فرج” وذكرياته عن ملحمة “رأس العش”
فيقول:”ولقد جاءت أهمية حرب
” الاستنزاف”التي بدأت بمعركة
” رأس العش”يوم الأول من يوليو
١٩٦٧م؛عندما تقدمت المدرعات
الإسرائيلية لاحتلال مدينة”بورفؤاد”
وتصدت لها فصيلة من الصاعقة بقوة ثلاثين ٣٠ مقاتلا في منطقة
” رأس العش”وأوقفوا تقدم القوات
الإسرائيلية وكبدوها خسائر جسيمة؛
وأصبحت معركة”رأس العش”رمزا
للصمود المصري بعد هزيمة ١٩٦٧م
مجمل القول:”إن حرب” الاستنزاف”
كانت هي البوتقة التي تعلم فيها
الجيش المصري فنون الحرب الحديثة؛ ومن خلالها نجح في تحقيق النصر في حرب أكتوبر
المجيدة؛ وأنه لولا حرب” الاستنزاف ” لما نجح الجيش المصري في تحقيق النصر العظيم فيما بعد؛ وحدث آخر لا يقل عن معركة” رأس العش”
إغراق المدمرة” إيلات”
في الحادي والعشرين من أكتوبر
١٩٦٧/١٠/٢١م؛وكانت “إيلات” تجول وتصول وتعربد داخل مياهنا٠٠حسب
وسائل الإعلام العالمية في تحد سافر وصلف وغطرسة وغرور٠٠وتشاء قدرة الله لكسر شوكتهم بأن صدر الأمر للنشات
الصواريخ سطح/ سطح بالتحرك والتعامل فكان نصيبها ٤ صواريخ
لأول مرة في تاريخ الحروب البحرية٠٠وبداية مرحلة جديدة من
مراحل تطوير الأسلحة البحرية
واستراتيجيات القتال البحري في
العالم٠٠طبعا المصريون يصنعون
التاريخ دائما؛ درس للشباب”المصريون لا يعرفون المستحيل”
وأصبح هذا اليوم عيدا للقوات البحرية٠
إنشاء قوات الدفاع الجوي
صدر القرار الجمهوري رقم ١٩٩ بتاريخ الأول من فبراير١٩٦٨م٠٠كفرع رئيس من أفرع
القوات المسلحة ٠٠وأصبح الثلاثين
من يونيو ٣٠ يونيو ١٩٧٠ م يوما تاريخيا٠٠الانتهاء من بناء حائط
الصواريخ؛ وقطع اليد الطولي للعدو
الصهيوني٠٠”عيد قوات الدفاع الجوي” والذي حمى السماء المصرية٠٠إنها الإرادة وعدم الخنوع
والاستسلام واليأس٠
وتسجل الدوائر العسكرية العالمية
أن الطريق المصري إلى نصر أكتوبر
بدأ بعد أسبوع واحد فقط من هزيمة ١٩٦٧م؛وفي حالة غير مسبوقة على الصعيد العالمي٠
كانت ” حرب الاستنزاف َوبناء حائط
الصواريخ”كلمة السر في نصر أكتوبر٠
المرحلة الثانية”الدفاع النشط” بداية
من الثامن من سبتمبر ١٩٦٨م إلى السابع من مارس١٩٦٩م
المرحلة الثالثة”الثامن من مارس
١٩٦٩/٣/٨م وحتى وقف إطلاق النار
بعد موافقة الرئيس جمال عبدالناصر والملك حسين علي مبادرة”روجرز” ١٩٧٠/٨/٧م ٠
ولنعد ونختتم بملحمة” جزيرة شدوان”فمع خيوط فجر الخميس
الثاني والعشرين من يناير١٩٧٠م
قامت القوات الإسرائيلية بالهجوم
الجوي والبحري العنيف على جزيرة
“شدوان” التي يبلغ طولها١٦ كم وعرضها بين ٣ إلى ه كم؛ وتبعد عن الغردقة ٣٥كم؛وتبعد عن السويس٣٢٥كم؛ ويوجد بها
فنار مدني لإرشاد السفن ليلا؛ لمنع
اصطدامها بالشعب المرجانية ويقع
الفنار في جنوب الجزيرة؛ وقام العدو الصهيوني بإنزال كتيبة مظلات منقولة بالهليكوبتر في الطرف الشمالي من الجزيرة ودارت
معركة شرسة؛ ولم يفلح العدو في
الاستيلاء على الجزيرة٠٠وتقديرا
وعرفانا؛ لصمود القوات المتواجدة
بالجزيرة٠٠وتخليدا لذكرى الشهداء
أصبح يوم الثاني والعشرين من
يناير عيدا لمحافظة”البحر الأحمر”
وتنتهز جريدة”صوت الوطن” هذه
المناسبة لنقدم التحية والتقدير والاحترام لأهالينا في المحافظة
السيد اللواء”عمرو حنفي” والسيد
اللواء”محمد البنداري” وإلى “الهيئة
الهندسية/العميدمهندس عصام طه
يوسف مدكور” وجميع أبناء المحافظة وكل عام٠٠أنتم بخير٠.