المميزةمقال رئيس التحرير

جمال عبد المجيد يكتب: فاغنر ذراع المخابرات الأمريكية المبتورة في روسيا

فاغنر...قوات روسية شبه عسكرية أطلق عليها الإعلام الروسي نفسه والإعلام الموالي له " المرتزقة"

 

بقلم: رئيس التحرير

فاغنر…قوات روسية شبه عسكرية أطلق عليها الإعلام الروسي نفسه والإعلام الموالي له ” المرتزقة”وذلك عقب إعلان يفجيني بريجوزين قائد تلك القوات تمرده على الكرملين ووزارة الدفاع الروسية في اليومين الماضيين..

ويأتي تمرد تلك القوات عقب رفضها استمرار مواصلة القتال ضد الجيش الأوكراني في الحرب التي طالت بين روسية وأوكرانيا

ورغم التمرد المفاجئ من قائد تلك القوات التي وقفت إلى جانب حلفائها في معظم الدول الغربية والعربية إلا أن المؤشرات تؤكد أن المخابرات المركزية الأمريكية وراء هذا التمرد الذي أعلنه قائدها وذلك بسبب كسر شوكة فلاديمير بوتين الرئيس الروسي الذي لم يصغ إلى أوامر أمريكا بضرورة التوقف عن قصف أوكرانيا برا وجوا وبحرا الأمر الذي هز ثقة العالم في الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر نفسها رئيسا لمجلس إدارة العالم وفي اختبار حقيقي لقدرة الرئيس العجوز جو بايدن الذي فشل في إقناع بوتين بضرورة التوقف عن إشعال فتيل الحرب الروسية الأمريكية وهو ما جعل يد المخابرات المركزية الأمريكية تلعب في عقل قائد فاغنر الذي يميل ميلا وقواته إلى جمع الأموال بأي طريقه كانت حتى وإن كانت تلك الأموال سببا في خيانته لصديقه القديم بوتين بعد أن نشأ الاثنان في بطرسبرج ليصبح بوتين رئيسا ويفجينى قائدا للقوات الضاربة فاغنر التي تمتلك 150 آلية عسكرية وتعدادها 25 الف جندي وتمثل 10٪ من تعداد الجيش الروسي ..

 

وتصدرت مجموعة الروس “فاغنر” عناوين الأخبار مجدداً بعد أن طلب مسؤول سابق فيها اللجوء السياسي في النرويج مدعياً أنه فر من خط المواجهة في أوكرانيا بعد أن شهد جرائم حرب هناك.

 

وأضطر زعيم المجموعة يفجيني بريجوزين الذي لا يغيب عن الأضواء، إلى إصدار بيان سخر فيه مما قاله الرجل.

 

ولكن من المرجح أنه سيجد نفسه عرضة لمزيد من التمحيص والتدقيق مع ظهور المزيد من التفاصيل.

 

يشتهر يفجيني بريجوزين، 62 عاماً، بامتلاكه لشركات تموين ومطاعم وتوفير الطعام والشراب للمناسبات الرسمية في الكرملين

ويظهر في إحدى أشهر صوره وهو يقدم طبقاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقد عُرف الرجل فيما بعد بلقب “طباخ بوتين”.

وينحدر كلا من بريغوزين وبوتين من مدينة سان بطرسبرغ، ثاني أكبر مدن روسيا، وتعود علاقتهما ربما إلى التسعينيات من القرن الماضي، عندما كان بوتين يعمل في مكتب عمدة سان بطرسبرغ، وكان يتردد حينها على مطعم بريغوزين الذي كان يحظى بشعبية بين المسؤولين المحليين.

ازدهرت أعمال بريغوزين في مجال الإطعام وتوسعت بعد إبرام عقود مع الجهات الحكومية مثل المدارس ورياض الأطفال وفي النهاية مع الجيش، إذ وصلت قيمة هذه العقود إلى أكثر من 3 مليارات دولار، وفقا لتحقيق أجرته مؤسسة مكافحة الفساد

وفي عام 2010 ربطت عدة تحقيقات صحفية بريغوزين بوحدة معلومات مضللة تعرف باسم “مصنع ترول” في سانت بطرسبرغ. و ذكرت الأخبار أن المصنع ينتج مواداً وينشرها عبر الإنترنت بهدف تشويه سمعة المعارضة السياسية الروسية وتلميع صورة الكرملين من جهة أخرى.

ووفقا لتحقيق أجراه لاحقاً المستشار الخاص روبرت مولر في عام 2016 كان مصنع الترول جزءاً من محاولة روسية للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ونفى حينها بريغوزين وجود صلات له بالمصنع.

لكن في نوفمبر من العام الماضي حينما كانت انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة جارية، اعترف بمحاولات التأثير على السياسة الأمريكية.

وقال بريغوزين في بيان نشره مكتبه الصحفي: “لقد تدخلنا (في الانتخابات الأمريكية) ومستمرون بذلك، وسنواصل التدخل. سنقوم بذلك بعناية ودقة ومهارة وبطريقتنا الخاصة ونعرف كيف نقوم بذلك”.

وأضاف بريغوزين “من خلال عملياتنا الدقيقة سنزيل الكلى والكبد في آن واحد” متباهياً بقدرة روسيا في هذا المجال.

ولسنوات عديدة نفى بريغوزين صلاته بمجموعة المرتزقة العسكرية فاغنر، بل رفع دعوى قضائية ضد الصحفيين الذين زعموا أنه أسسها.

ظهرت فاغنر لأول مرة في شرق أوكرانيا في عام 2014، حيث ساعدت الانفصاليين المدعومين من روسيا في السيطرة على الأراضي الأوكرانية وفي إنشاء جمهوريتين منفصلتين في منطقتي دونيتسك ولوهانسك.

ومنذ عام 2014 شاركت فاغنر في العديد من الصراعات في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في سوريا وفي العديد من البلدان في أفريقيا.

وقيل وقتها إن المجموعة تشارك في الأعمال العسكرية في عدد من الدول التي تشهد صراعات داخلية، مقابل الوصول إلى الموارد الطبيعية فيها. فعلى سبيل المثال ذُكر أن عناصر المجموعة تحرس حقول النفط التي تسيطر عليها الحكومة السورية، مقابل الحصول على نسبة من عائدات الحقل.

في ليبيا قاتلت فاغنر إلى جانب الجنرال خليفة حفتر عندما حاول الأخير الإطاحة بالحكومة المدعومة من الأمم المتحدة، وتم تمويل المرتزقة من الدخل الناتج عن صناعة النفط في البلاد.

في جمهورية أفريقيا الوسطى، تقف المجموعة إلى جانب الحكومة الحالية في مواجهة المسلحين الإسلاميين المتشددين

في سبتمبر من العام الماضي وبعد ستة أشهر من الغزو الروسي لأوكرانيا اعترف بريغوزين فجأة أنه أسس مجموعة فاغنر، بعد أثبتت أنها واحدة من أكثر الوحدات الروسية فعالية في الحرب.

“قمت بتنظيف الأسلحة القديمة بنفسي، وقمت بفرز السترات الواقية من الرصاص شخصياً ووظفت متخصصين يمكنهم مساعدتي في ذلك. كان ذلك في مايو، حينها ولدت مجموعة وطنية وهي التي أصبحت فيما بعد تسمى كتيبة فاغنر” حسبما قال بريغوزين عبر بيان أصدره مكتبه الصحفي الذي أكد ذلك البيان لرويترز أيضاً.

وبريغوزين من الموالين بشدة للرئيس بوتين قبل أن ينقلب عليه ويصبح أداة في يد المخابرات المركزية الأمريكية وهو أحد الأصوات القليلة البارزة التي أعربت عن عدم الرضا عن أداء قيادة الجيش الروسي في أوكرانيا.

وقف إلى جانب الزعيم الشيشاني رمضان قديروف في انتقاد ألكسندر لابين، أحد كبار الجنرالات الروس، وسخر منه لإخفاقاته في أوكرانيا.

وقال قديروف إنه يجب خفض رتبة لابين إلى جندي وإرساله إلى الخطوط الأمامية. وأشاد بريغوزين بصراحة قديروف، قائلاً “رمضان: أنت في غاية الحماس”.

من الناحية الرسمية ليس لبريغوزين أي منصب رسمي في المؤسسة الرسمية الروسية، ورغم ذلك من الواضح أنه يتمتع بنفوذ وتأثير كبيرين.

 

وحسب خبراء عسكريين لبي بي سي إن الأسلحة المتطورة التي استخدمها مقاتلو فاغنر في ليبيا غير متوفرة في سوق الأسلحة ولا يمكن الحصول عليها إلا من خلال اتصالات حكومية على أعلى المستويات.

 

في مارس الماضي وبعد الغزو الروسي مباشرة، قال المسؤولون الأمريكيون إنه تم نشر ما لا يقل عن ألف مرتزق في شرق أوكرانيا. وقال جون إف كيربي، السكرتير الصحفي للبنتاغون في إفادة صحفية وقتها: “نحن نعلم أنهم هناك ونعلم أنهم يريدون تعزيز وجودهم هناك في أوكرانيا”.

 

في وقت لاحق، قام بريغوزين بجولة على السجون الروسية لتجنيد السجناء المحكومين للقتال في أوكرانيا ومن المستبعد القيام بمثل هذا الخطوة بدون موافقة الجهات العليا في الدولة.

 

وشجع بريغوزين السجناء على الانضمام للقتال قائلا إن المجتمع سيحترمهم وحذرهم من ارتكاب جرائم جديدة مثل الاغتصاب، قائلاً : “لا تشربوا الكحول، لا تتعاطوا المخدرات، لا تغتصبوا.. كونوا منضبطين”.

وعد السجناء بأنهم سينشرون في الخطوط الأمامية لمدة ستة أشهر وبعدها سيكونون أحراراً للعودة إلى ديارهم وبسجلات جنائية نظيفة.

ويقول الجيش الأوكراني إن فاغنر تستخدم عناصرها كوقود حرب وأن عدداً كبيراً من مقاتليها قتلوا وخاصة في المعارك الضارية التي تدور حول مدينتي سوليدار وباخ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق