أسرار وحكايات

جريمة ضد الإنسانية.. قطع رقبة سليمان الحلبي بعد إعدامه لتصبح مزارا فرنسيا

 

ترويها…ناهد علي

من أبشع الجرائم التى إرتكبها الجيش الفرنسى خلال حملته على مصر والتى إستمرت ثلاثة أعوام منذ عام 1798 وحتى عام 1801كانت فى حق شاب سوري الأصل من مدينة حلب يُدعى «سليمان محمد الأمين» الشهير ب سليمان الحلبى والذي كان يبلغ من العمر 24 عاماً.
قدم سليمان الى مصر مرتان، حيث كانت الأولى رغبهً فى الإلتحاق و الدراسه بالأزهر الشريف ثم عاد بعدها إلى الشام وهناك تقابل مع أحد ضباط الجيش العثمانى عقب الهزيمة التى وقعت بهم من قبل الجيش الفرنسى وكان يدعى «أحمد أغا باشا» والذى بدوره أبدى رغبته فى تقديم يد العون و المساعدة لسليمان الحلبى بشرط أن يغادر للقاهرة مرة ثانية ولكن ليس بهدف طلب العلم كالمرة الأولى ولكن لقتل الجنرال « كليبر» قائد الحملة الفرنسية على مصر في تلك الفترة.
وافق سليمان الحلبى وذهب فى أول الامر الى غزة للحصول على دعم مالي من حاكمها بأمر من أحمد أغا باشا، وهناك إشترى الحلبى الخنجر الذى إستخدمه فى طعن الجنرال كليبر ثم تحرك بعدها الى مصر مع إحدى القوافل التى كانت تحمل «صابون ودخان»للسوق المصري.
جاء للقاهرة ونزل ببيت أحد مُعلمى الخط العربي وكان أسمه «مصطفى أفندي البروسلي» لمدة يوم وأتجه بعدها للجامع الأزهر وسكن هناك لمدة شهر ونشأت بينه وبين أربعه من طلاب الازهر صداقه جعلته يطلعهم على سره وماكان يخطط له وهو قتل كليبر لكنهم إعترضوا على ما ينوى فعله ونصحوه بالإقلاع عن هذا الامر ولكنه لم يلتفت لحديثهم .
فى يوم السبت الموافق 14 يونيو من عام 1800 إتجه سليمان الحلبى لحديقه «سراى الالفى بيه» بمنطقة الازبكية بالقاهرة والتي كانت مقر القيادة للقائد العام للقوات الفرنسية و بمجرد رؤيته للجنرال كليبر الذى كان بصحبه مهندسه المعمارى «بروتان» إقترب منه الحلبى وهو متنكرًا فى زى أحد العمال وأتجه لكليبر وطعنه طعنه نافذة بخنجره الحاد فحاول المهندس بروتان التصدى لسليمان الحلبى الا انه طُعن هو الاخر عدة طعنات أودت بحياته وعاد مرة اخرى سليمان الحلبى ليطعن كليبر ثلاثة طعنات أخرى لكن الطعنة الأولى كانت كافيه لتودى بحياته على الفور.
أسرع بعد ذلك الحلبى للهروب الا أن الجنود الفرنسيين تمكنوا من القبض عليه وعمت حاله من القلق و الحذر من قبل القوات الفرنسية فأحاطوا القاهرة بالكامل و عمروا المدافع والاسلحة المختلفة إعتقادآمنهم أن تلك الحادثه مؤشراً من الشعب المصرى على قيام ثورة اخرى بالقاهرة بعد الثورتين الأولى و الثانيه .
***
بعد القبض عليه تم التحقيق معه ولكنه أنكر فى بدايه الامر رغم ثبوت التهمه عليه الى أن تم تعذيبه و ضربه بأساليب عنيفه جعلته يعترف بإرتكابه للجريمة وتم القبض على زملائه الأربعة و عدد من القيادات الازهريه وحُقق معهم .
في يوم 16 يونيو بعد الحادثه بيومين أقيمت محكمة عسكرية بأمر من الجنرال «جاك مينو» برئاسة الجنرال رينيه، وبعضوية 9 ضباط بالجيش الفرنسي وكان الحكم النهائي بإدانة سليمان الحلبي وزملاؤه الأربعه، وحكمت المحكمة باعدام الأربعة بقطع الرؤوس لعلمهم بإرتكابه للجريمة و تسترهم عليه، أما سليمان الحلبي فحكمت عليه المحكمة أولا بقطع يده التي إغتالت كليبر بعد إحراقها حية، ثم الأعدام باستخدام «الخازوق» وهى وسيلة إعدام عثمانية شهيرة حيث يُقيد المتهم من الأيدي و القدم ويُربط بإحكام ثم يصعد لقمة عمود حديدي مدبب ويدخل من اسفله مخترقًا جسده من فتحة الشرج وصولا الى رقبته ليخرج بعدها من فمه و تطورت تلك الطريقة بعد ذلك لكى تصبح أكثر بشاعه وذلك بإخراج العمود من الكتف بدلا من الفم..
لم يقتصر الأمر على ترك جسد سليمان الحلبى مطروحا بعد ذلك ليدفن فى مصر أو فى بلده بالشام ، بل تم قطع رأسه و اُرسلت الى متحف «كلية الطب بالعاصمة الفرنسية» باريس، قبل أن تُرسل بعد ذلك الى متحف الإنسان بباريس أيضاً برفقه الخنجر الذى قتل به الجنرال كليبر ليتم عرضهم تحت عنوان جمجمة «مجرم وخنجره» .
***

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق