أقلام حرّة
تلوث الهواء والموت بالسكتة الدماغية

لا تزال الحاجة ملحة لزيادة الوعي بالمخاطر المترتبة علي الزيادة المطردة للتلوث البيئي نشتي أنواعه، وبالأخص الهواء وذلك بأن تتخذ الحكومات التدابير والأفعال الملائمة وكذلك إدخال تغييرات جذرية في السياسات البيئية لمواجهة ما يطرأ من تغيير في المناخ ولتقليل مخاطر التعرض للملوثات الموجودة في الهواء والماء والغذاء لا سيما الفئات السكانية المعرضة لخطر كبير.
العواقب الصحية الناجمة عن تلوث الهواء عديدة من بينها زيادة في مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية ومشاكل القلب والأوعية الدموية والموت المرتبط بهما. دراسة جديدة نشرت مؤخراً في مجلة نيورولوجي Neurology كشفت نتائجها علي أضرار كبيرة تأتي جراء تلوث الهواء بجسيمات دقيقة PM 2.5 يبلغ قطرها أقل من 2.5 ميكرون أي قطرها أصغر 30 مرة من شعرة في الإنسان.
هدفت تلك الدراسة إلي تقييم التأثيرات الديناميكية للتلوث علي مخاطر السكتة الدماغيية في عدد كبير من السكان خلال فترة متابعة طويلة. ركزت الدراسة علي المستويات المتزايدة من ثاني أكسيد النيتروجين وأكاسيد النيتروجين الملوثة للهواء، حيث قيست مستويات التلوث بهما في الهواء بالميكروجرام لكل واحد متر مكعب من الهواء. أظهرت النتائج أن كل زيادة في الجسيمات الدقيقة PM 2.5 بمقدار 5 ميكروجرام/م3 يرتفع بسببها خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الأولي بنسبة 24% ويصاحبها زيادة في خطر الإصابة بسكتة دماغية قاتلة بنسبة 30%.
كشفت الدراسة عن الكيفية التي تصب بها الجسيمات الدقيقة الملوثة PM 2.5 للهواء الطلق، وذلك عن طريق المركبات التي تعمل بالوقود الأحفوري مثل السيارات والشاحنات والحافلات والقطارات ومعدات البناء إضافة إلي عمليات حرق الوقود أو الفحم بما في ذلك محطات الطاقة، كذلك يمكن للجسيمات الدقيقة تلك أن تنتقل في الهواء من خلال الأحداث الطبيعية مثل حرق الغابات والبراكين والتي توزعها علي مسافات طويلة، ليس هذا فحسب وإنما تتواجد الجسيمات الدقيقة الخطيرة أيضاً داخل المنازل بسبب تدخين السجائر وحرق الشموع والطهي علي المواقد أو في الفرن والمدافيء وسخانات الفضاء التيي تحرق الوقود. لذا فإن الجسيمات الدقيقة والضارة يكمن أن تدخل أجسامهم عن طريق الهواء والماء والغذاء. ولأن حجم الجسمات الدقيقة صغير بما يسمح لها بالدخول بشكل أعمق في أصغر القصبات الهوائية، حيث تستقر في الحويصلات الهوائية في الرئتين ويمكن أن يحفز الظواهر الإلتهابية وما يترتب عليه من مخاطر صحية من قبيل إنسداد عملية أكسجة الدم وإنخفاض مستويات الاكسجين الذي يمكن يؤدي إلي إلتهاب رئوي وإلتهاب الجهاز التنفسي.
ينصح العلماء بأنه يجب علي الأشخاص الذين يعيشون في مناطق حضرية مكتظة بالسكان وكذلك المعرضين لخطر الإصابة بامراض القلب والأوعية الدموية أن يتجنبوا التعرض لمستويات عالية من التلوث وأن عليهم ممارسة الانشطة البدنية في مناطق صحية مفتوحة في الهواء الطلق تقليل تلوث هواء منازلهم بالجسيمات الدقيقة، والإعتناء بالصحة بطرق أخري بما يجعلهم يمتلكون رئتين قويتين من خلال اللياقة البدنية وإتباع نظام غذائي جيد وعدم التدخين وذلك تخفيفاً وتعويضاً عن التعرض للجسيمات الدقيقة الموجودة بالهواء.
دكتور رضا محمد طه