المميزةصحتك تهمنا

تأهباً لأوبئة جديدة من الانفلونزا باللقاحات الشاملة

 

 

 

تقديم/دكتور رضا محمد طه

 

 

أعلن خلال أيام في الولايات المتحدة الأمريكية عن حالة جديدة من إنفلونزا الطيور H5N1 والتي انتقلت من البقر إلي الإنسان ، مما سبب هلع ورعب كبير جراء التداعيات والعواقب الكارثية حال انتقال تلك السلالة من الفيروس من إنسان إلي إنسان، الأمر الذي يستدعي التعاون عالمياً من أجل إنتاج لقاحات أكثر فعالية وشمولا ضد سلالات الانفلونزا التي تتغير باستمرار محدثة أوبئة تهدد صحة البشر.

أجري باحثون من جامعة جورجيا في الولايات المتحدة الأمريكية دراسة جديدة نشرت مؤخرا في مجلة Human Vaccines & Immunotherapeutic كشفت عن ظهور سلالة للمرة الثانية من انفلونزا الطيور وانتقالها من البقر للإنسان ، وكان الباحثون قد تمكنوا من التعرف على حالات إصابة لسلالة من إنفلونزا الطيور لأول مرة في الماشية ومن خلال تتبعها تبين أنها انتقلت من بقرة إلي أخري ، حيث وجد الفيروس بتركيز كبير في حليب البقر الخام وأعلن كذلك عن إصابة شخصين في امريكا بتلك السلالة من الفيروس الموجودة في البقر وكانت الأعراض الواضحة في العين وبعد تناولهم العلاج تعافوا تماما.

بعد إجراء الاختبارات علي سلالة انفلونزا الطيور تلك تبين أنها حدث لها طفرة وتحورت بحيث تكيفت لتكون قادرة على إصابة خلايا الثدييات ولكن يبقى من الصعوبة انتقالها من شخص مصاب لآخر سليم مما يحد من أو يوقف انتشارها وإذا استمرت سلالة انفلونزا الطيور H5N1 في الانتقال من ماشية لآخري فمن الممكن خلال ذلك حدوث انحراف جيني antigenic shift أو ما يسمي بالتفنيط reassortment وتعني أنه في حال إصابة خلية واحدة باكثر من سلالة من الانفلونزا قد يتبادل أجزاء من جينوم الفيروس الثمانية مما يترتب على ذلك حدوث أوبئة أو جائحات كارثية على الإنسان.

في سياق ما سبق فإن اللقاحات تمثل الدفاع الأساسي لكبح جماح إنتشار الفيروس والتصدي لما ينشأ من سلالات جديدة من إنفلونزا الطيور والتي تؤثر على الإقتصاد وصناعة الدواجن في العالم كله إضافة إلى تأثيرها على الصحة العامة. يعمل العلماء حالياً علي انتاج لقاحات فعالة ورخيصة التكلفة من خلال استراتيجيات مختلفة ، منها إنتاج لقاح من فيروس معطل بعد نزع قدرته على الإصابة ويعتبر هذا اللقاح أمن ورخيص حيث يعمل على تنشيط المناعة التي تنتج أجسام مضادة للفيروس والنوع الثاني من اللقاحات التي يعمل العلماء علي انتاجها ويستخدم فيها فيروس موهن أي ضغيف بحيث لا يقوي على الإصابة ويمتاز هذا اللقاح باستجابة مناعية أوسع ويستمر اطول ويحفز العديد من الدفاعات المناعية لذا يوفر حماية ضد أكثر أما النوع الثالث فيستخدم فيه جسيمات شبيهة بالفيروسات تسمي في إل بي VLP وهي عبارة عن عباءة الفيروس البروتينية دون الحمض النووي وأيضا لقاحات الحمض النووي المرسال mRNA جميعها أعطت نتائج واعدة ومشجعة عند اختبارها علي الفئران.

الاستراتيجيات السابقة في إنتاج اللقاحات تعتمد في الأساس علي الجزء من اشواك الفيروس وتسمي الهيماجلوتينين HA وخاصة الراس والتي تشبه قطعة الحلوي المستديرة اي راس المصاصة والتي تحملها وهي جزء بروتيني سطحي وثابت لا يحدث فيه طفرات عكس الرأس والتي تتغير باستمرار نتيجة تعرضها لحدوثة طفرات باستمرار وهذا ما يفسر تغيير لقاح الانفلونزا كل عام. لذلك نشرت في أول مايو الجاري دراسة جديدة في Science Translational Medicine أجراها باحثون من جامعة ديوك استمرت خمس سنوات وفتحوا فيها طريقاً جديداً في الهجوم والتحصين ضد فيروس الانفلونزا عن طريق عمل لقاح شامل أو عالمي universal يعتمد على الجزء الثابت في بروتين اشواك الهيماجلوتينين وهو العصا stalk قليلة الطفرات مما يجعله يستمر لفترة طويلة اي سنوات مقارنة باللقاحات الحالية وكذلك فعال ضد سلالات الانفلونزا الموسمية المختلفة وما يطرأ عليها من تغييرات طفرية موسمية.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق