أقلام حرّة
بايدن والشر المطلق

بقلم/دكتور رضا محمد طه
اي اعتداء او قتل للابرياء من اي جنس او لون او ديانة في اي مكان علي هذا الكوكب دون مبرر يمثل جريمة ضد الانسانية. وفي سياق عنوان المقال اسأل: هل كان الرئيس الأمريكي بادين عادل وموضوعي وحيادي عندما وصف العملية التي نفذتها حماس ضد إسرائيل؟ وكانت اكبر الظن ردا علي الانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل بإستمرار دون راحة تقتل من تشاء وتهدم بيوت من تشاء وتأخذ من تشاء اسري واجلاء من تشاء من بيوتهم وتضم عنوة واغتصاب بيوت الفلسطينيين دون أن يرف لذلك جفن او تتحرك مشاعر الامريكان تعاطفا من المنكوبين والمغلوب علي أمرهم من اهالي فلسطين المحتلة الذين تركوا ارضهم وعاشوا في شتات. اذن من يكون الاحق بوصف “الشر المطلق” يا سيد بايدن؟.
قامت الدنيا ولم تقعد علي خلفية عملية “طوفان الاقصي” وعلي عجل سارعت الولايات المتحدة الأمريكية بارسال الطائرات بذخائر وآليات الحرب المدمرة بالطبع لإسرائيل والتي اظن انها ليست في حاجة الي هذه المعونان فهي تمتلك منها الكثير والكثير من أسلحة الدمار الشامل ناهيك عن النووي. كل تلك الامدادات ضد حماس وأهل غزة العزل في ظل صمت جبان للأمم المتحدة ودول العالم في الغرب وحتي بعض الدول العربية لكن يبقي دائما نبض الشارع العربي وقلبه يملئه التعاطف والمشاعر الفياضة والدعاء لنصرة الشعب الفلسطيني المقهور ، وكما كتب دكتور مصطفي محمود منذ أكثرمن عقدين في كتابه “إسرائيل..البداية والنهاية” بان إسرائيل تعتز بما تقترفه من إثم نحو حق الشعبالفلسطيني في ارضهم وهذه العزة بالاثم كما يصفها د.مصطفي محمود تستمد اعتزازها من المساندة الأمريكية والتأييد الغربي والتسليح المتفوق والترسانة النووية…وأيضا من الضعف والهوان والتشرذم العربي والاسلامي في كل الميادين..!!! .
اكبر الظن ان ما اقدمت عليه كتائب عز الدين القسام في حماس كان جزء من الرد علي ما تفعله إسرائيل وكذلك لتسليط أنظار العالم نحو القضية الفلسطينية خاصة بعد هرولة بعض الدول العربية نحو التطبيع مع إسرائيل وتنحية حقوق الشعب الفلسطيني جانبا بعض الشيء وكذلك ما اقدم عليه بنيامين نتنياهو في خطابه أمام الجمعية العامة للامم المتحدة وتهميشه المتعمد لحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف وذلك فيما اشار اليه بالخريطة التي امسك بها امام الحضور وفيها يكمن شر مستطير ونوايا خبيثة ضد حقوقةالفلسطينين.
لا أحد يكره السلام والعيش في امان في وطنه وكذلك ما يتمناه الشعب الفلسطيني بالتأكيد فإذا ما منحوا حقوقهم في دولة مستقلة علي ارضهم المغتصبة عاصمتها القدس سوف يتركون اي عمليات عنف والمغلوب علي أمرهم فيها، ونأمل من الرئيس الأمريكي بادين بدلا من تأجيج الحرب والانحياز للطرف الاسرائيلي عليه ان يكون موضوعي ويسعي ليكون رجل سلام مستخدما ثقل بلده العالمي ويضغط علي إسرائيل للعودة لمائدة المفاوضات مع السلطة الفلسطينية مستعينا في ذلك بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لما لمصر من مكانة بحكم موقعها ودورها الكبير في تبني القضية الفلسطينية والدفاع عنها بكل ما تمتلكه واعز ما تملك ابناءها.
ونحن في القرن الواحد والعشرين نريد العيش جميعا في سلام وأمان دون حروب او منازعات لان حقوق الشعوب موثقة ومعروفة لا جدال في ذلك، وتعيش الدول المجاورة لبعضها دون مناوشات او خداع او اغتصاب للحقوق. ولكي يتفرغ العالم لمواجهة التحديات سواء المعيشية وخاصة التي تواجه دول العالم الثالث اوتحديات الكوارث الطبيعية وتغير المناخ ودون ذلك فيمكن للجنس البشري ان يسارع في فناء جنسه من علي الأرض بما يقوم به الأشرار في ظل صمت وتخاذل الأخيار.