أخبار

اليمن وإحياء العروبة

 

 

 

بقلم / يحي سلامة

 

 

يكفي شرفا لليمن أرضا وشعبا أن الله تعالي ذكرها في القرأن في ثلاثة مواضع في سورة سبأ وفي سورة النمل (قصة سيدنا سليمان عليه السلام مع بلقيس ملكة سبأ وإسلامها مع قومها) وفي سورة قريش في قوله تعالي (لإيلاف قريش -إيلافهم رحلة الشتاء والصيف) في إشارةإلي رحلات تجارة أهل قريش التجارية شتاءا إلي اليمن وصيفا إلي الشام والجدير بالذكر أن هذه الإشارة القرأنية الكريمة لرحلة الشتاء والصيف ماتزال موجودة في تراث العامية المصرية في المثل الشعبي (لا طال بلح الشام ولا عنب اليمن) في كناية عن الإخفاق والفشل في تحقيق الأهداف.

وهذا التكريم القرأني لليمن يأتي معه تكريما أخر بحسب ما استقر وثبت من أبحاث في تاريخ أصل العرب أن أصلهم يرجع إلي مايعرف في الأبحاث الأنثروبولوجية أنهم يعودوا إلي العرب العاربة من نسل قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح وهم من سكنوا اليمن وانتقلوا إلي شبه الجزيرة العربية والعراق والشام واختلطوا مع أحفاد سيدنا إسماعيل عليه السلام المعروفين باسم (العرب المستعربة) .

ومن هذا العرض يتضح أن أصل العرب (عرقا) واللسان العربي(لغة) هو اليمن.

ولأن المنحة تولد من رحم المحنة فقد شهدنا وشهد العالم أجمع كيف تلاقت حقائق التاريخ والجغرافيا والأواصر العرقية واللغوية وأعني مساندة جماعة أنصار الله في اليمن (الحوثيين) لأهل قطاع غزة ضد العدوان الصهيوني الغاشم (بصرف النظر عن أي خلاف سياسي أو مذهبي مع الحوثيين)

فقد إستطاعت جماعة أنصار الله أن تأخذ المبادرة وتعلن إنحيازها العلني لأهل قطاع غزة قولا وفعلا تمثل في تهديد سفن الكيان الصهيوني التي تمر من مضيق باب المندب وبحر العرب بإستهدافها وإختطافها وهو ماتحقق بالفعل بإختطاف سفينة مملوكة لأحد رجال الأعمال الصهاينة وإصابة سفينة أخري مما أجبر دولة الكيان علي تحويل مسار سفنها التجارية متكبدة في ذلك خسائر إقتصادية مرهقة لإقتصادها المنهار بسبب العدوان الغاشم الهمجي علي غزة.

والجدير بالذكر أن المتحدث بإسم جماعة أنصار الله الحوثيين ذكر (أم الرشراش)وهو الإسم المصري العربي لميناء (إيلات) وهو الميناء الذي إحتلته إسرائيل وإستولت عليه منذ الخمسينيات وهو ميناء مصري (وربما أن معظم المصريين أنفسهم قد سمعوا بأم الرشراش لأول مرة فالكل يعرف أن إيلات ميناء إسرائيلي وكفي) مما يعيد روح العروبة ويعيد مصطلح الصراع العربي الإسرائيلي إلي الواجهة والعقل الجمعي بعدما إستقر في الأذهان أن الصراع فلسطيني إسرائيلي لمدة عقود .

وأيا كانت ماستصير إليه الأمور من تنفيذ ماوعدت به جماعة أنصار الله الحوثيين من وعود وتصعيد مع العدو أم أنها ستكتفي بما فعلته قبل الهدنة أو بفعل الحسابات السياسية والتوازنات الإقليمية فهذا لا يمنعنا من تثمين وتقدير الدور اليمني متمثلا في جماعة أنصار الله (الحوثيين) ففي عالم السياسة تبقي حتي مجرد الأقوال الجريئة والأفعال المحدودة خير من الصمت والإكتفاء بعبارات الإدانة والشجب فضلا عن التواطؤ ومساندة العدو سياسيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق