أخبار
الهواتف الذكية وتراجع خصوبة الرجال

تقديم/دكتور رضا محمد طه
يعتبر أطباء الخصوبة أن عدد الحيوانات المنوية عامل مهم ومؤشر للخصوبة عند الذكور، وأن الحيوانات المنوية الصحية عددها علي الأقل 15 مليون في كل ملي، أو 39 مليون لكل قذفة، لذا فإن انخفاض العدد يعطي دلالة علي وجود مشاكل في الخصوبة وكذا الإصابة بالعقم وبالتبعية تؤثر سلبا علي فرصة الحمل.
وبالنظر للدراسات السابقة والتي أشارت نتائجها الي تأثير البيئة ونمط الحياة علي الخصوبة لدي الذكور، حيث ثبت تراجع الخصوبة في الذكور المعاصرين مقارنة بالذين عاشوا منذ عدة عقود او 50 عاما وكان متوسط عدد الحيوانات المنويه 99 مليونا، حيث تشير الأبحاث الي ان العدد قد انخفض الي متوسط 47 مليون لكل مللي.
مع انتشار الهواتف الذكية والاسراف في استخدامها، أكدت دراسة جديدة اجراها علماء من جامعة جينيف والمعهد السويسري للصحة علي خطورة الهواتف المحمولة وخاصة الانواع القديمة وكذا تقنيات الهواتف المتقدمة علي خصوبة الرجال حيث تنبعث منها مجالات كهرومغناطيسية ذات ترددات راديوية منخفضة المستوي RT-EMF عند الإسراف في الاستخدام بما يعادل اكثر من 20 مرة يوميا هؤلاء تراجعت جودة الحيوانات المنوية مع انخفاض ملحوظ في العدد، نشرت نتائج تلك الدراسةمؤخرا في مجلة الخصوبة والعقم. السؤال الهام الذي يجب طرحه علي العلماء لمزيد من البحث هو مدي خطورة الهواتف المحمولة في تاثيرها التراكمي لدي الأطفال عندما يصلوا لمرحلة البلوغ في ما يخص الخصوبة والصحة الذكورية حيث الكثير منهم يستخدم تلك الاجهزة باسراف شديد.
ذكر الباحثون عوامل الخطر الأخري علي خصوبة الرجال وتتمثل في تعاطي المخدرات والتدخين وضغط الدم المرتفع والخمول البدني وزيادة الإجهاد والتوتر والقلق والاكتئاب إضافة إلي العوامل والظروف الاقتصادية والأخبار العالمية السلبية والاسراف في استخدام وسائل التواصل، وكذا التعرض للملوثات البيئية والمواد الكيميائية السامة، وكثرة تناول الدهون الغير مشبعة والصويا والاطعمة الغنية بالاستروجين، وكذلك الزيادة المستمرة في استخدام المنتجات الاستهلاكية التي تدخل في صناعتها مواد بيفاس PFAS والمعروفة بالكيماويات للأبد بسبب بقاءها في البيئة دون تحلل والتي ثبت انها تؤثر سلبا علي الخصوبة فضلا عما تسببه من مخاطر علي الصحة بما في ذلك الإصابة بالسرطان.
ولصحة وخصوبة جيدة وينصح الباحثون بتناول مكمل الحلبة وما يكفي من الأطعمة الطبيعية الغنية بمضادات الأكسدة والتي يكثر فيها البيتا كاروتين واللوتين وفيتامين سي والموجودة بكثرة في الخضروات والفواكه الطازجة والملونة وكذا تناول ما يكفي من حمض الفوليك والزنك والدهون المشبعة فضلا عن ممارسة الرياضة والنوم الجيد.