أسرار وحكايات

المومياء الغامضة في الدير البحري

 

هذه المومياء المصرية، رُبّما تكون أكثر مومياء يُحيطها الغموض والتناقضات إلى اليوم، وذلك لأن الأسلوب الذي تم تحنيط الجُثّة به لا يتماشى مع الفترة الزمنية للتابوت الذي تم اكتشافه فيه، فهناك قطعة من الكِتّان مُلتصقة بمعصمه ترجع إلى عام 400 قبل الميلاد، ولكن الدراسات العلمية الشاملة أجمعت على أن هذا الأسلوب من التحنيط يرجع إلى حقبة زمنية سابقة، رُبّما تعود إلى عصر الدولة الحديثة التي بدأت حوالي 1570 قبل الميلاد، أو رُبّما بعد ذلك بقليل.

 

تُشير الأذرع المُتقاطعة على المومياوات منذ الفترات الزمنية القديمة أن هذه المومياء كانت لملِكاً ما، بالإضافة إلى شعر المومياء القصير والمموّج والأحمر (ليس بسبب الحنة أو الصبغة) لا يزال مرئياً منذ آلاف السنين، وقد يكون هذا مؤشّراً على أن هذه المومياء تنتمي إلى عائلة الرعامسة، ملوك الأسرة التاسعة عشر والعشرين، فهم كانوا لديهم إحمرار طبيعي في عائلاتهم، ورمسيس الثاني مثال على ذلك.

 

ومن أكثر الأشياء المُثيرة للإهتمام حول هذه المومياء حقيقة، والتي أذهلت كل من درسها في المعامل، والذي يُعتبر هو سبب شهرتها، هو أنَّ الجزء السُفلي من ساق المومياء كان مُتّصلًا بأعلى ساقه بواسطة دبّوس حديدي كبير تم إدخاله قبل تحنيطه! لذلك يعتقد الباحثين أنه تم إدخال الدبوس جراحيّاً بينما كان لا يزال على قيد الحياة، وهو بالفعل شيء مُثير للدهشة أن يتمكّن أطباء ذلك العصر القديم بتنفيذ عملية جراحية كهذه! وهي عملية تعتبر دخيلة على هذا العصر الحديث.

 

يُمكن تفسير التناقضات من خلال حقيقة أنَّه عندما تم سرقة المقابر في وادي الملوك، كان يتم إعادة تغليف العديد من المومياوات وإخفائها في توابيت آخرى لحمايتها، ولكن لا يزال تاريخ أصل هذه المومياء ونسبها الحقيقي قيد التحقيق والدراسة حتى الآن.

 

– تم العثور على المومياء بمنطقة الدير البحري (طيبة)، وتُعرف باسم Usermontu’s Mummy وتُحفظ تحت كود: RC-1779، بمتحف روزيكروسيان المصري، كاليفورنيا، الولايات المُتَّحِدة الأمريكية.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق