المميزةصحتك تهمنا

المكملات الغذائية ومضادات الأكسدة قد تكون محفزة للأورام السرطانية

 

 

 

كتب/د.رضامحمد طه

 

 

قد يستخدم الكثير من الناس المكملات الغذائية أومضادات الأكسدة بإفراط إعتقاداً منهم أن ذلك يحافظ علي الصحة ويقيهم من الإصابة بالأمراض وخاصة السرطان. لكن دراسة جديدة أكدت أن مضادات الأكسدة تعمل على تحفيز تدفق الدم في الأورام ومن ثم وصول الغذاء للخلايا السرطانية ونموها السريع. حيث أظهرت دراسة جديدة أجراها معهد كارولينسكا ونشرت مؤخراً في مجلة التحقيقات السريرية Journal of Clinical Investigation أن فيتامين C ومضادات الأكسدة الأخرى تحفز تكوين أوعية دموية جديدة في أورام سرطان الرئة. ويؤكد هذا الاكتشاف فكرة أن المكملات الغذائية التي تحتوي على مضادات الأكسدة يمكن أن تسرع نمو الورم وانتشاره.

 

واكد الباحثون أن مضادات الأكسدة تنشط آلية تسبب الأورام السرطانية في تكوين أوعية دموية جديدة، وهذا في حد ذاته أمر مثير للدهشة، لأنه كان يعتقد في السابق أن مضادات الأكسدة لها تأثير وقائي، لكن تلك الأوعية الدموية الجديدة تعمل علي تغذية الأورام ويمكن أن تساعدها على النمو والانتشار. كما تعمل مضادات الأكسدة على تحييد جذور الأكسجين الحرة، والتي يمكن أن تلحق الضرر بالجسم، وبالتالي توجد عادة في المكملات الغذائية. لكن الجرعات العالية جدًا يمكن أن تكون ضارة.

 

البروفيسور بيرجو بمعهد كارولينسكا في السويد والذي قاد تلك الدراسة يقول علي موقع ساينس دايلي 31 أغسطس الفائت: “ليست هناك حاجة للخوف من مضادات الأكسدة الموجودة في الطعام العادي، لكن معظم الناس لا يحتاجون إلى كميات إضافية منها”. “في الواقع، يمكن أن يكون ضارًا لمرضى السرطان والأشخاص الذين لديهم خطر مرتفع للإصابة بالسرطان.”

 

وقد أظهرت مجموعة أبحاث البروفيسور بيرجو سابقًا أن مضادات الأكسدة مثل فيتامين C وE تسرع نمو وانتشار سرطان الرئة عن طريق تثبيت بروتين يسمى BACH1، ويتم تنشيط هذا البروتين BACH1 عندما ينخفض مستوى جذور الأكسجين الحرة، وهو ما يحدث، على سبيل المثال، عندما يتم إدخال مضادات الأكسدة الإضافية عبر النظام الغذائي أو عندما تنشط الطفرات التلقائية في الخلايا السرطانية مضادات الأكسدة الداخلية. الآن تمكن الباحثون من إظهار أن تنشيط BACH1 يؤدي إلى تكوين أوعية دموية جديدة (تكوين الأوعية).

 

في حين أنه من المعروف أن انخفاض مستويات الأكسجين (نقص الأكسجة) مطلوب لتكوين الأوعية الدموية في الأورام السرطانية، فإن الآلية الجديدة التي حددها الباحثون توضح أن الأورام يمكن أن تشكل أوعية دموية جديدة في وجود مستويات الأكسجين الطبيعية أيضًا. تظهر الدراسة أيضًا أن BACH1 يتم تنظيمه بطريقة مشابهة لبروتين إتش أي إف وان ألفا HIF-α، وهي آلية حصلت على جائزة نوبل لعام 2019 في علم وظائف الأعضاء أو الطب والتي تسمح للخلايا بالتكيف مع التغيرات في مستويات الأكسجين. يظهر البحث الجديد أن بروتين يسمي إتش أي إف وان ألفا HIF-α و بروتين BACH1 يعملان معًا في الأورام.

 

علي أمل الحصول علي علاج للأورام يقول تينج وانج، طالب الدكتوراه في مجموعة البروفيسور بيرجو في معهد كارولينسكا في السويد: “قامت العديد من التجارب السريرية بتقييم فعالية مثبطات تكوين الأوعية الدموية، لكن النتائج لم تكن ناجحة كما كان متوقعا”. “تفتح دراستنا الباب أمام طرق أكثر فعالية لمنع تكوين الأوعية الدموية في الأورام؛ على سبيل المثال، المرضى الذين تظهر أورامهم مستويات عالية من BACH1 قد يستفيدون أكثر من العلاج المضاد لتكوين الأوعية الدموية من المرضى الذين لديهم مستويات منخفضة من BACH1”.

 

استخدم الباحثون مجموعة من الأساليب البيولوجية الخلوية وركزوا معظم عملهم على أورام سرطان الرئة من خلال دراسة العضيات – وهي أورام صغيرة مزروعة من المرضى. لكنهم درسوا أيضًا الفئران وعينات من أورام الثدي والكلى البشرية. أنتجت الأورام التي تم فيها تنشيط BACH1، إما عن طريق مضادات الأكسدة التي يتناولها الأشخاص في صورة أقراص أو عن طريق الإفراط في التعبير عن جين BACH1، المزيد من الأوعية الدموية الجديدة وكانت حساسة للغاية لمثبطات تكوين الأوعية الدموية.

 

أضاف تينج وانج قائلاً : “الخطوة التالية هي إجراء فحص تفصيلي لكيفية تنظيم مستويات الأكسجين والجذور الحرة لبروتين BACH1، وسنستمر في تحديد الأهمية السريرية لنتائجنا”. “سنقوم أيضًا بإجراء دراسات مماثلة على أشكال السرطان الأخرى مثل سرطان الثدي والكلى وسرطان الجلد.”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق